كلمة الأخت العلوية (فاطمة) في الرد على المُفترين...

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 18/10/2011 - 05:41

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين ...الحمد لله كما هو أهله وصلّى الله على المصطفى الصادق الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين ....

الحمد لله الذي شرّفنا بانتمائنا إلى البيت الطاهر والنّور الزّاهر .... الحمد لله الذي جعل كمال الدّين وتمام النّعمة بولاية أمير المؤمنين ... عليّ بن أبي طالب "علينا من ذكره السّلام"

دأب أعداء الله ورسوله على رمي الطائفة العلويّة الكريمة على مرِّ التاريخ بأبشع الصفات وألصقوا بها النعوت المختلفة وساعدهم في ذلك المتكلّمين والمتمنطقين باسم العلويين من حيث يدرون أو لا يدرون. تارةً يوجهون حقدهم إلى الطائفة بمجملها وأخرى يرمون المرأة العلوية بتهمٍ باطلة ... ظالمة ... ما أنزل الله بها من سلطان.
فلمن لا يعلم كيف تفكِّر المرأة العلوية وكيف ترى الشرف الذي منحها الله إياه بأن قدّر لها أن تكون من موالي أهل البيت أقول:

أولاً فيما يتعلق بالطائفة العلوية:

  من المعلوم أنَّ العلويين هم من التزموا ولاية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب والأئمة المعصومين علينا من ذكرهم السّلام من بعد انتقال المصطفى محمّد صلّى الله عليه وآله وأصحابه المنتجبين إلى الرّفيق الأعلى، وهم بذلك إنما أطاعوا الله إذ يقول سبحانه ﴿ إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾ وقد اتفق الجميع على أنَّ من أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع إنّما هو أمير المؤمنين، الوصي الكريم، زوج البتول عليّ بن أبي طالب علينا سلامه.

  وأطاعوا الرّسول الصادق الأمين الذي امتثل لأمر الباري وكان خطاب الله عزّ وجل له واضحاً جلياً فقال الله عزَّ من قائل ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ فقال الرّسول الكريم (ص) في حجّة الوداع (من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه اللهمَّ والي من والاه وعاد من عاداه)
  لقد اتبعوا أهل بيت شهد القرآن لهم بالعصمة والطهارة فقال الله عزّ وجل ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾

  العلويّون تدّبروا القرآن وتفكّروا فيه وهو كتابهم ودستورهم بلسان علمائمهم، ولمن أراد معرفة أكثر يمكنه أن يعود إلى البيان الذي أصدره العلماء العلويّون وهو موقّع من كبار شيوخهم وعلمائهم .................

  العلويّون أطاعوا الله ورسوله وتمسّكوا بالثّقلين كتاب الله وعترة الهادي قال الرّسول الكريم (ص) (إني تارك فيكم الثّقلين إن تمسكتّم بهما لن تضلّوا من بعدي: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)

  العلويّون يقتدون بأمير المؤمنين ... الوصي عليّ المرتضى الذي ما كَمُلَ الدِّين وتمّت النعمة إلا بولايته قال الله عزّ وجل ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دينا ﴾ وهو ذو فضلٍ على الإسلام كلِّه قال الرّسول الكريم (ص) (ما قام الإسلام إلا بسيف عليّ وأموال خديجة).... كما قال مولانا عليّ زين العابدين علينا من ذكره السّلام في خطبته في دمشق:

((أَنَا ابْنُ مَنْ ضَرَبَ خَرَاطِيمَ الْخَلْقِ حَتَّى قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، أَنَا ابْنُ مَنْ ضَرَبَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ بِسَيْفَيْنِ، وطَعَنَ بِرُمْحَيْنِ، وهَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ، وبَايَعَ الْبَيْعَتَيْنِ، وقَاتَلَ بِبَدْرٍ وحُنَيْنٍ، ولَمْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، أَنَا ابْنُ صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ، ووَارِثِ النَّبِيِّينَ، وقَامِعِ الْمُلْحِدِينَ، ويَعْسُوبِ الْمُسْلِمِينَ، ونُورِ الْمُجَاهِدِينَ، وزَيْنِ الْعَابِدِينَ، وتَاجِ الْبَكَّائِينَ، وأَصْبَرِ الصَّابِرِينَ، وأَفْضَلِ الْقَائِمِينَ مِنْ آلِ يَاسِينَ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَنَا ابْنُ الْمُؤَيَّدِ بِجَبْرَئِيلَ الْمَنْصُورِ بِمِيكَائِيلَ، أَنَا ابْنُ الْمُحَامِي عَنْ حَرَمِ الْمُسْلِمِينَ وقَاتِلِ الْمَارِقِينَ والنَّاكِثِينَ والْقَاسِطِينَ، والْمُجَاهِدِ أَعْدَاءَهُ النَّاصِبِينَ، وَفْخَرِ مَنْ مَشَى مِنْ قُرَيْشٍ أَجْمَعِينَ، وأَوَّلِ مَنْ أَجَابَ واسْتَجَابَ لِلَّهِ ولِرَسُولِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وأَوَّلِ السَّابِقِينَ، وقَاصِمِ الْمُعْتَدِينَ، ومُبِيدِ الْمُشْرِكِينَ، وسَهْمٍ مِنْ مَرَامِي اللَّهِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ، ولِسَانِ حِكْمَةِ الْعَابِدِينَ، ونَاصِرِ دِينِ اللَّهِ، ووَلِيِّ أَمْرِ اللَّهِ، وبُسْتَانِ حِكْمَةِ اللَّهِ، وعَيْبَةِ عِلْمِهِ، سَمِحٌ سَخِيٌّ بَهِيٌّ بُهْلُولٌ زَكِيٌّ أَبْطَحِيٌّ، رَضِيٌّ مِقْدَامٌ هُمَامٌ صَابِرٌ صَوَّامٌ، مُهَذَّبٌ قَوَّامٌ، قَاطِعُ الْأَصْلَابِ، ومُفَرِّقُ الْأَحْزَابِ، أَرْبَطُهُمْ عِنَاناً، وأَثْبَتُهُمْ جَنَاناً، وأَمْضَاهُمْ عَزِيمَةً، وأَشَدُّهُمْ شَكِيمَةً، أَسَدٌ بَاسِلٌ يَطْحَنُهُمْ فِي الْحُرُوبِ إِذَا ازْدَلَفَتِ الْأَسِنَّةُ وقَرُبَتِ الْأَعِنَّةُ طَحْنَ الرَّحَى، ويَذْرُوهُمْ فِيهَا ذَرْوَ الرِّيحِ الْهَشِيمِ، لَيْثُ الْحِجَازِ، وكَبْشُ الْعِرَاقِ، مَكِّيٌّ مَدَنِيٌّ، خَيْفِيٌّ عَقَبِيٌّ، بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ، شَجَرِيٌّ مُهَاجِرِيٌّ، مِنَ الْعَرَبِ سَيِّدُهَا، ومِنَ الْوَغَى لَيْثُهَا، وَارِثُ الْمَشْعَرَيْنِ، وأَبُو السِّبْطَيْنِ الْحَسَنِ والْحُسَيْنِ، ذَاكَ جَدِّي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ))

  إنَّ الظلم الذي لحق بهذه الطائفة الكريمة قديم حديث وإنَّ المظلوم الأول هو مولانا أمير المؤمنين ولهذا الظلم أشكالٌ كثيرة قد لا يكون أوله سرقة ألقابه التي خصّه الله بها وإلصاقها بغيره ولا ينتهي بسبّه وشتمه على المنابر عشرات السنين وملاحقة أصحابه المخلصين وأتباعه ومواليه حتى يومنا هذا ....

  عن ياسر الخادم، عن عليّ الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وأصحابه المنتجبين قال (يا عليّ: أنت حجّة الله، وأنت باب الله، وأنت الطّريق إلى الله، وأنت النّبأ العظيم، وأنت الصّراط المستقيم، وأنت المثل الأعلى، وأنت إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، وخير الوصيين، وسيّد الصّديقين. يا عليّ: أنت الفاروق الأعظم، وأنت الصّديق الأكبر، وإنّ حزبك حزبي وحزبي حزب الله، وإنّ حزب أعدائك حزب الشّيطان.)

  إنَّ هذا الذي ذُكر من فضائل مولانا أمير المؤمنين إنما هو غيضٌ من فيض بل نقطةٌ في بحر، وإننا لا نبالي بما يقول أعداء الله ورسوله عن مولانا أو عمّن اعتصم بحبل الله واستمسك بالعروة الوثقى إنّما نحيلهم إلى قول الصّادق الأمين محمّد (ص) في حجة الوداع (من تولّى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين)

  بعد كلِّ هذا .... لا عجب أن نجد في هذا الزّمن من يقتفي أثر أسلافه وآبائه في ظلم موالي أهل البيت الطاهر من العلويين وقد كتب الشيخ الفاضل العالم محمود الصّالح (عفى الله عنه) واصفاً أحوال العلويين في العهد القريب في كتابه "النبأ اليقين عن العلويين"1

  هذه هي طائفتي وهذا هو الشّرف العظيم الذي منحني إياه الرّحمن الرّحيم.

ثانياً فيما يتعلّق بالمرأة العلوية:

  لقد خصّ الله المرأة بالشّرف إذ جعل لها سيّدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، السيّدة البتول الطّاهرة، أمّ أبيها، التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها، السيّدة فاطمة الزّهراء علينا من ذكرها السّلام ... قدوةً لا يضاهيها ولا يرقى لشرفها ورفعة منزلتها ومكانتها أي سيدة ... كيف لا وهي من أهل بيت لا يُقاس بهم أحد.

  وكيف لا تكون المرأة العلوية أولى وأجدر باتباع والاقتداء بخديجة الكبرى وفاطمة الزّهراء وزينب الحوراء عليهنَّ السّلام. إنَّ الرأفة بالنّساء فكرة أصيلة عند العلويين وليست دخيلة، قال خاتم الرّسل في حجّة الوداع (اتقوا الله في النّساء واستوصوا بهنّ خيراً). وأنا كامرأة علوية أحيل منتقدي المرأة عند هذه الطّائفة الكريمة إلى فتاة غسّان ابنة الشّيخ العلّامة الإمام سليمان الأحمد (قدّس سرّه) كما أحالهم الشيخ الكريم حسين محمّد المظلوم(عفى الله عنه). إنَّ المرأة العلويّة مثالٌ للمرأة المجتهدة العاملة الصّابرة العالمة وهذه هي السّمة الغالبة لمعظم النساء العلويّات. إنَّ من أكثر التّهم بطلاناً التي ألصقت بالعلويين هي منع المرأة العلويّة من تعلّم القرآن وإقامة العبادات أو كما يزعم البعض بأنّ العلويّين لا يتكلمون أو يتحدّثون مع نسائهم عن أمور الإسلام وهذا هو فضيلة الشيخ حسين محمّد المظلوم (عفى الله عنه) يردّ عليهم أبلغ ردٍّ فها هو يجيب الجميع من إخوةٍ وأخوات بل إنَّ معظم الأسئلة التي تأتي هي من الأخوات ومع ذلك نجد لكل سؤالٍ جواب حاضر.

  ختاماً، ماذا نقول للمعاندين، الحاسدين الذين اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق ... نقول لهم فليتبؤوا مقعدهم من النّار. وقد صدق شاعرٌ قال:

لقد أسمعت لو ناديت حيّاً   ولكن لا حياة لمن تنادي

  فلننتظر جميعاً وعد الله إنَّ الله لا يخلف وعده والله متمٌّ نوره ولو كره الكافرون ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.

امرأة علويّة2
17\10\2011م

  • 1 هذا الكتاب القيّم منشور على الأنترنيت بشكّل مُجتزأ ومُحَرَّف لأغراض لم تعد خافية على أحد.. وحتى في حياة الشيخ هناك من سطى على كتابه هذا ونشره وتصرّف به بدون إذن مؤلفه(كما يفعل البعض في مؤلفات الآخرين الآن)، وهذا هو قول الشيخ محمود الصالح نفسه:
    قَال الشّيْخ مَحمود الصّالِح ـ فِي مُقَدّمةِ الطّبعة الثّانية مِن كِتَابِه ( النّبأ اليَقِين عن العَلَوِيّين) ـ :
    (( وَلا يَسعُني إِلاّ أَنْ أُحِيْط الجمْهور الكَرِيم عِلْمًا بِأنّ أفّاكًا أثِيمًا اسْتَحْوذ عَلَيه شَيْطانُ غُرُوره، وَاسْتَبَدّ بِه سُلْطان أَطْمَاعِه، وَاجْتَاحَته نَزَوات نَفْسه الأمّارة بِالسّوء، فَاجْتَرأ عَلى حُرْمة القَانون وَالوجدانِ مُخْتلسًا، لا بَل مُنْتهباً حُقُوقِي المَحْفوظة لِي وَحْدي بِإِعَادة طَبع كِتَابي هَذا، غَيْر مُحترمٍ مَنْطقَهُ ذَاتَهُ، الّذي يَعْترفُ بِه بِحفْظ حُقُوق الطّبع للمُؤَلّف، مُسْتَهْترًا هَازِئًا بِالقَضَاء وَحُكمِه العَدل عَلَى سَارقِ مُؤَلّفات غَيْره وَنَشْرها دون إذْنِه وَلا عِلْمهِ .))
    ونفكر في طباعته حرفياً من جديد ونشره على الأنترنيت في مكتبتنا هنا لإحياء ذكرى هذا الشيخ -عفى الله عنه- وحفاظاً على تراثه ومنعاً لاستمرار التحريف والتشويه والإستغلال لما كَتَب.. ولكن بعد أن نحصل على إذن بذلك من ورثته الكرام. (أبو اسكندر)
  • 2ومن أحب الإطلاع على الأسئلة التي طرحتها الأخت (فاطمة) صاحبة هذه الكلمة، فلينقر هنا على: فهرس الأسئلة مُصنّفة حسب إسم السائل.