2- بلوغ الأرَبْ في عِلم الأدَب.

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 12/10/2010 - 17:40

إعلم إنّ علوم الأدب في الإصطلاح: إثنا عشر علماً, وبها يقول الشيخ حسن العطّار:

نحوٌ وصرفُ عروضٍ بعدهُ لُغةٌ   ثم اشتقاق قريضِ الشِعرِ إنشـاء
كذا المعاني بيــانُ الخـط قافيــة   تاريخُ هذا العِلم العرب إحصـاء

ومنهم من زاد البديع فقال:

لُغةٌ وصرفٌ واشتقاقُ نحوِها   علمُ المعاني والبيانِ بديــعُ
وعروضُ قافيةٍ وأنشأ نظمها   بكتابة التاريخ ليس يضيـعُ

ومنهم من استحسن التجويد, ومنهم من حصرها في عشرة, ومنهم من أوصلها إلى خمسة عشر, وبالجملة فباب الزيادات والنقص فيها مفتوح.. وتُسَمّى عند الجميع بالفنون الأدبية. وقد سمّاها الزمخشري (علمَ الأدب) وهي إثنا عشر علماً.

وقال أبو البقاء في (كلّياته), الأدب هو علمٌ يُحترز به عن الخطأ والخلل في كلام العرب لفظاً أو كتابةً, أصوله اللغة والصرف.

والإشتقاق والنحو والمعاني والبيان والعروض والقافية وفروعه الخط وقرض الشِعر والإنشاء والمُحاضرات ومنها التواريخ والبديع ذيل للمعاني والبيان (كُلّيات). وفصّلها السيد الشريف (الجرجاني) فقال:

إنّ علم الأدب يشمل جميع العلوم العربية وهو علم يُحترز به عن الخلل في كلام العرب لفظاً وكتابةً.

وأقسامُهُ تنقسم إلى أصول العمدة في ذلك الإحتراز ومنها (أصول) ومنها (فروع) :

- أمّا الأصول فالبحث فيها إما عن المفردات من حيث جواهرها وموادّها (فعلم اللغة), ومن حيث صُوَرها وهيئتها (فعلم الصرف), أو من حيث انتساب بعضها إلى بعض بالأصالة والفرعية (فعلم الإشتقاق).
وأمّا عن المُركّبات على الإطلاق: فأمّا باعتبار هيئتها التركيبية وتأديتها لمعانيها (فعلم النحو), وأما باعتبار إفادتها لمعانٍ مُغايرة لأصل المعنى (فعلم المعاني), أو باعتبار كيفية تلك الإفادة في مراتب الوضوح (فعلم البيان).
وأمّا عن المُركّبات الموزونة: فأمّا من حيث وزنها (فعلم العروض), أو من حيث أواخر أبياتها (فعلم القافية).

- وأمّا الفروع فالبحث فيها إمّا أن يتعلق بنقوش الكتابة (فعلم الخط), أو يختص بالمنظوم في العلم المُسمّى بقرض الشعراء والمنثور (فعلم إنشاء), النثر من الرسائل والخُطب ولا يختص بشيء منها فعِلم (المُحاضرات), ومنه التواريخ. وأمّا البديع فقد جعلوه ذيلاً لعلمَيّ البلاغة, أي علمَيّ المعاني والبيان, وسيأتي بيان وتوضيح ذلك مُفصّلاً إن شاء الله تعالى.