خُطبتا صلاة الجمعة في 1 آب 2014م

أُضيف بتاريخ الجمعة, 31/07/2015 - 13:52
(فيديو + مُلَخّص عن خطبتيّ صلاة الجُمُعَة في 1 آب 2014م)

  موضوع الخطبتين:
- الإشتغال بعيوب النفس وإصلاحها عن عَيب الآخرين...
- في قوله تعالى ما يضمن سلامة المُجتمع الذي تعيش فيه من الفساد ومن النَميمة فإنّ كثيراً ممّا أصابنا كان ممّا أسلفنا ولا نزال اليوم يميلُ أكثرنا إلى ما نهى الله عنه فهو يترقّب متى يتعثّر أخوه ليحفظ له أخطاءه من أجل أن يُعَيّره بها يوماً ما...
- المُجاملة على الخطأ هي التي كانت سبب فساد المجتمعات وكانت سبب سقوط دول برمّتها فكيف إذا كنت في مجتمع صغير...
- قلنا غير مرّة إنّ العدو يسعى ليُفرّق شملنا كما يسعى حين يُرسل إليك من يحمل السلاح ليقتلك وأعظم ممّن حمل السلاح فعرفته وكنت حذراً أن يصيبك شيء منه أعظم من ذلك هو من يبُثّ الفِتن ومن يوقد نار الفِتن...
- ينبغي لمن لا يعلم أن يعلم أنّ هذا النهج الذي كان عليه عُلماؤنا هو النهج الذي لن نتركهُ، هو النهج الذي لن نُسامح من طَعَن فيه أو أراد الإساءة إليه مهما علا شأنُهُ ومهما كان قدرُهُ لأنّ من دعى إلى مثل هذا فقد نشر أو عمِلَ من أجل نشر الفِتَن وقد خالف عُلماءه وأعلامه ومن مضى من السابقين ومن سيأتي..
- إنّ الذي مُدح من علمائنا حتى كان من أصحاب الكرامات هو الذي كان يعرف المساجد وهذا الشيخ عبد الكريم محمد رحمة الله تعالى عليه وهو من هو في هذا الجبل وهو من هو بين العلماء لمّا مدح الشيخ عبد الكريم عمران رحمه الله مدحه بملازمة المسجد فقال:....
- لمثل هذا وبمثل هؤلاء نقتدي فمن كان من أمثالهم وعلى سُنّتهم وعلى طريقتهم وعلى سلوكهم فهو شيخنا ومن لم يكن فليس له عندنا شيء.


  مُلخّص عن الخُطبة الأولى:
قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات (11)]
  الآية التي أراد الله سبحانه وتعالى بها أن يَنهى عِباده عن الغِيبةِ وعن النميمة وعن السِعاية وعن السُخرية (لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ) (وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ) فما من أحدٍ يعلم من هو خيرٌ عند الله عز وجل ولا يعِب أحدٌ أحداً لما يعلم من عَيبِ نفسه ولو أنّ كُلّ إنسانٍ اشتغل وعمِلَ لإصلاح نفسه لما كان لديه ما يَعيبُ به الناس لأنه كُلّما أصلح من نفسه عيباً ظهر له منها عَيبٌ آخر .
  من نظر في هذه الآية ثم تأمّل دلالتها ثم نظر فيما أراده الله عز وجل من النهي عن هذا لرأى فيه ما لم ير في غيره ممّا يضمن سلامة المُجتمع الذي تعيش فيه من الفساد ومن النَميمة فإنّ كثيراً ممّا أصابنا كان ممّا أسلفنا ولا نزال اليوم يميلُ أكثرنا إلى ما نهى الله عنه فهو يترقّب متى يتعثّر أخوه ليحفظ له أخطاءه من أجل أن يُعَيّره بها يوماً ما.
  وهذا في حديث الإمام الصادق عليه السلام أقرب ما يكون به العبد إلى الكُفر أن يُؤاخيَ الرَجُلَ ليحفظَ عليه عثراته وزلاّته، ليُعنّفه بها يوماً ما .
  وهذه المُجاملة على الخطأ هي التي كانت سبب فساد المجتمعات وكانت سبب سقوط دول برمّتها فكيف إذا كنت في مجتمع صغير وكيف إذا كنت ترى الخطأ ثم تُجامل وأنت تعلم أنّ عاقبة ذلك الخطأ هي الدمار لمن تُجامله على خطئه ولقد قلنا غير مرّة أنّ تعريف العدو عند مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إنما هو من يُجاملك ويُداهنك على خطئك. قال عليه السلام: (إنّما سُمّيَ العدوّ عدواً لأنّع يعدو عليك في مَعايبك) فمن داهنك في معايبك فهو العدو، من جاملك على ما أنت فيه وهو يعلم أنه خطأ فإنه لا يُريد لك الخير إنما يُريد أن تزداد من ذلك الخطأ حتى لا تجد مخرجاً منه حتى لا تجد طريقاً ترجع منه من هذا الأمر الذي وقعت فيه.

  منذ أيام ثار بعضهم وماج واضطرب بسبب أمرٍ لم يقفوا على شيء من حقائقه وبسبب أمرٍ لم يكن إلاّ مُرضياً لله عز وجل ولم يكن إلا في طاعة الله عز وجل ولم يكن إلا كما أمر الله عز وجل.
  قلنا غير مرّة إنّ العدو يسعى ليُفرّق شملنا كما يسعى حين يُرسل إليك من يحمل السلاح ليقتلك وأعظم ممّن حمل السلاح فعرفته وكنت حذراً أن يصيبك شيء منه أعظم من ذلك هو من يبُثّ الفِتن ومن يوقد نار الفِتن.
  ينبغي لمن لا يعلم أن يعلم أنّ النهج الذي كان عليه عُلماؤنا هو النهج الذي لن نتركهُ، هو النهج الذي لن نُسامح من طَعَن فيه أو أراد الإساءة إليه مهما علا شأنُهُ ومهما كان قدرُهُ لأنّ من دعى إلى مثل هذا فقد نشر أو عمِلَ من أجل نشر الفِتَن وقد خالف عُلماءه وأعلامه ومن مضى من السابقين ومن سيأتي....

  مُلخّص عن الخُطبة الثانية:
  قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ الجمعة (9)
إنّ الذي مُدح من علمائنا حتى كان من أصحاب الكرامات هو الذي كان يعرف المساجد وهذا الشيخ عبد الكريم محمد رحمة الله تعالى عليه وهو من هو في هذا الجبل وهو من هو بين العلماء لمّا مدح الشيخ عبد الكريم عمران رحمه الله مدحه بملازمة المسجد فقال:
عبد الكريم بن عمران الذي عمَرَت   به المساجد بل فيها قضى العُمُرَ
ما انفكّ في طاعة الرحمن مُجتهداً   من الليالي مدى الأوقات مُصطبرا
حتّى تشكّت لثقل الجسم من ورمٍ   رجلاه عند القيام الضَعفَ والضرَرَ
  ما زال يُصلّي حتى تورّمت قدماه ولم يستطع أن ينهض من كثرة ما صلّى .
فتىً عن القولِ جهراً بالتجهّد لا إله   في الكون إلاّ الله ما فَتَرَ
كأنّ أعطاره للنُطقِ ألسِنةٌ   تُسبّح الله سِراً إن به جَهَرَ
  فانظروا كيف كان يُمدح العلماء وبماذا كانوا يُمدحون. لذلك بعد هذا قال:
شهدتُ والله خير الشاهدين بما   شاهدته من سنى بُرهانه النظرَ
قدّ مرّ يوماً بمُغتابٍ بغى سفهاً   نهاهُ عن بَغيه زجراً فما ازدجرَ
دعا بيومٍ عليه وهو يسمعُهُ   فما مضى اليوم حتى قبرُهُ حُفِرَ
وجيء أيضاً بممسوسٍ إليه وقد   زاد الجنون لديه الهزيَ والهَذَرَ
دعا له بالشفا جهراً فأبرأهُ   بإذنِ ربٍ علا عمّا ذَرا وبَرا
هذا الذي قال فيه ما انفكّ في طاعة الرحمن مُجتهداً
هذا الذي قال فيه تشكّت قدماه الورم
هذا الذي قال فيه قد عمرت فيه المساجد وقضا فيها عُمُرَه
  لمثل هذا وبمثل هؤلاء نقتدي فمن كان من أمثالهم وعلى سُنّتهم وعلى طريقتهم وعلى سلوكهم فهو شيخنا ومن لم يكن فليس له عندنا شيء.