تمهيد يفند مزاعم هذه الموسوعة

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 10/11/2010 - 18:02

صدرت هذه الموسوعة عن الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الرياض برئاسة أمينها العام الدكتور مانع بن حَمّاد الجهني ، وبموافقة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية وموافقة المديرية العامة للمطبوعات بوزارة الإعلام .
وتحدث واضعوها عن حوالي 58 طائفة دينية ، ومذهب وضعي ، وحزب حاكم .

والغاية منها كما جاء في مقدمتها :

تقديم دراسةٍ جادّةٍ نزيهةٍ تضع الحقائق في إطار موضوعي دقيق مركز ، وتقديم زاد فكري ثقافي موثوق لأبناء الجيل المعاصر حتى يعرفوا توجهات هذا العصر وليكونوا على بيّنة من ذلك كله ، فيكون بوسعهم اتخاذ الموقف المناسب منها رفضاً أو قبولاً.

وتحاشى أصحاب هذه الموسوعة على حد قولهم:

الإسهاب ، وتجنبوا السطحية ، والتزموا الصدق والأمانة ، وابتعدوا عن التهجم والتجريح ، واعتمدوا على المصادر المتوفرة ، وتمنوا أن يكونوا قد قدّموا الحقيقة العلمية للقارئ الكريم.

وهنا نسأل :
هل التزموا بهذه العهود التي أخذوها على أنفسهم أم أنها مجرد شعارات برّاقة ، وعناوين خفّاقة ، تجاوزها فيما بعد ترويجاً لكتابهم وتحقيقاً لأهدافهم ؟ ؟
والجواب عن ذلك سنعرفه في حينه .

♦ وفي الختام   طلبوا من الأخوة القرّاء العاملين منهم في البحث العلمي المتعلق بموضوعات موسوعتهم ( إبداء آرائهم وملاحظاتهم ووعدوا أن تكون هذه الملاحظات والآراء مَحل عناية تامة ) .
وأنا بدوري آمل أن تكون هذه الملاحظات التي سأسجلها موضع اهتمامهم وعنايتهم ، ولهذا أقول:
إنّ أصحاب هذه الموسوعة لم يعتمدوا فيما كتبوا على أيّ مصدر من مصادر القوم المُفترى عليهم مع توفّرها ، ولا على أيّ مصدر أنصفهم بعدما عَرَفهم عن كثب ، وكتب عنهم ما شاهد منهم من الإيمان والإسلام، بل اعتمدوا اعتماداً كُلياً على أقوال خصومهم من دُعاة التفرقة ومُثيري الفتنة ، بالإضافة إلى أقوال المُستشرقين - وهنا لا بُدّ لي من إبداء ملاحظة هامة وهي تتعلق بالمستشرقين –
لقد أفرد أصحاب هذه الموسوعة فصلاً كاملاً بخصوص المستشرقين نختصر منه موضع الحاجة :
تحدثوا عن الأهداف السياسية للمستشرقين فقالوا :

... إنّ هدفهم إضعاف روح الإخاء بين المسلمين وتفرقتهم لإحكام السيطرة عليهم .
وكانوا يوجّهون موظفيهم في هذه المستعمرات إلى تعلم لغات تلك البلاد ودراسة آدابها ودينها ليعرفوا كيف يسوّسونها ويحكمونها .

ثم تحدّثوا عن أهداف المستشرقين الدّينيّة فقالوا :

التشكيك في صحّة رسالة النبي (ص) والزعم بأن الحديث النبوي إنما هو من عمل المسلمين خلال القرون الثلاثة الأولى .
التشكيك في صحّة القرآن والطعنُ فيه .
التقليل من قيمة الفقه الإسلامي واعتباره مُستمداً من الفقه الروماني .
النيل من اللغة العربية واستبعاد قدرتها على مسايرة ركب التطوّر .
إرجاء الإسلام إلى مصادر يهودية ونصرانية ... الخ .

فأقول :
إنّ كل هذه النظريات المتعلقة بأهداف المستشرقين صحيحة وثابتة ، ومع هذا فقد اعتمدوا على أقوالهم في حديثهم عن العلويين متجاهلين ما قالوه سابقاً ... وهذه نقطة سوداء تسجّل عليهم .

♦ وقالوا:   ( إنّهم اعتمدوا على المصادر المتوفرة ) .
وهنا أقول :

  • إنّ هذا الكلام خالٍ من الصحة بعيدٌ عن الحقيقة مُنافٍ للمنطق مُجانب للصواب ...
  • الم يكن متوفراً لديهم كتاب إسلامنا في التوفيق بين السنة والشيعة للدكتور مصطفى الرافعي؟
  • وكتاب المسلمون العلويون من هم وأين هم للأستاذ منير الشريف؟
  • وغيرها من الكتب التي تحدثت عن القوم بإنصاف وعايش أصحابها أبناء هذه الطائفة؟
  • بالإضافة إلى كتب القوم أنفسهم فهل حُرِّمَ عليهم اعتمادها كمصادر من لسان أصحابها؟
  • أم أنها غير موثوقة عندهم لأنها لا تخدم غاياتهم ولا تحقق أهدافهم القائمة على تكفير كل من يقول بولاية أمير المؤمنين عليه السلام؟؟! .
  • وهل هذه هي الدراسة الجادة والنزيهة التي تضع الحقائق في إطار موضوعي دقيق ومُركّز؟؟!
  • أم أنها دراسة تكفيرية وتنفيرية تشوّه الحقائق وتـُلبس الحق بالباطل ، قال تعالى : ﴿ وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ .
  • وهل يُعتبر تكفير فئة إسلامية مؤمنة، خدمةٌ لأبناء الجيل وتقديم زاد فكري ثقافي موثوق لهم؟!

♦ وقالوا أيضاً:   ( إنهم التزموا الصدق والأمانة ) .
ولهذا سأعطي دليلاً على ما يُناقِض قولهم .
» جاء في الصفحة (514) من موسوعتهم ، والحديثُ عن العلويين : ( ليس لهم مساجد عامة ، بل يُصلون في بيوتهم ، وصلاتهم تكون مصحوبة بتلاوة الخرافات ) .
ومن المعلوم أنّ للعلويين في لبنان وسوريا أكثر من مئتي مسجد تُقام فيها شعائر الإسلام، على مذهب الإمام جعفر الصادق عليه السلام سادس أئمة أهل البيت الذي تخرّج عنه كبار أئمة المذاهب الإسلامية الأخرى. وهذا أمرٌ مُثبّت لا يسع أحدٌ إنكاره.

فهذا دليلٌ على اعتماد أصحاب هذه الموسوعة إلى تشويه الحقائق واختلاق الأكاذيب وعدم مبالاتهم بالوقائع الثابتة والمنظورة، ونكثهم بالتزاماتهم التي قطعوها على أنفسهم.

♦ وقالوا   إنهم ابتعدوا عن ( التهجم والتجريح ) .
والقارئ لهذه الموسوعة الضيقة بأهدافها يُلاحظ التهجم الواضح والتجريح المقزع ...