من هو الشيخ صالح العلي؟

أُضيف بتاريخ الخميس, 08/04/2021 - 03:03

من هو الشيخ صالح العلي؟


هو صالح، ابن علي، ابن سلمان، ابن محمد، ابن ابراهيم، ابن علي، ابن رمضان، ابن شعبان، ابن محمود بشراغي، ابن خليل، ابن محمود، ابن علي، ابن بدران، ابن علي، ابن محمد بشراغي القضبون، ابن محمود، ابن صبح، ابن حامد فريحه قرية الكيمي، ابن صالح، ابن يعقوب، ابن حيدر الضهر، ابن بدر الغفير، ابن شاكر، ابن الأمير فضل الدين، ابن الأمير محمد في مصياف، ابن الأمير خليل، ابن الأمير فضل الدين حاكم مصياف، ابن الأمير محمد الأدرعي حاكم حماه، ابن سيف الدين الأدرعي، ابن الأمير منصور، ابن الأمير ناصر الأدرعي، ابن الأمير محمد، ابن الأمير ابراهيم حاكم صيدا والرمله، ابن محمد الغوري سلطان القاهرة، ابن سراج الدين المحرزي، ابن تاج الدين المحرزي، ابن عماد الدين العلقي المدعو باب أبو الفتوح في مصر، ابن الأمير محرز الجيشي، ابن الأمير محمد معز الدولة، ابن الأمير محمد بن مقاتل القطيعي..

ومن هذا النسب يتّضح أنّ الشيخ صالح العلي ينحدر من أعرق وأشرف السلالات العربية، وهم بنو هاشم من نسل فاطمة الزهراء بنت رسول الله ص وآله. 1

لم يولد على الحرير وفي فمه ملعقة من ذهب.. لقد وُلِدَ كما يولد سائر الناس.

اتّفق أكثر المؤرخين أنّه وُلدَ عام 1885م، وهذا يوافق عام 1303 هـ، في قرية (المرَيْقِب) التابعة لقضاء بانياس والكائنة في ناحية "الشيخ بدر"..

نشأ في كنف سيّد قومه والده العلامة الجليل الشيخ علي سلمان، ونَعِمَ بأحسن ما ينعم به الأبناء من رِعاية وعطف وحنان وتربية وإحسان، حيث تمكن والده الفاضل بصوفيته وزهده بالمال والمتاع، من تنشئته على أخلاقه وعاداته وتقاليده وانفتاحاته، مؤمنًا بأن الآباء عادة يُعيدون وجودهم ويُجددون حياتهم بحياة أبنائهم، إذ هُم الإمتداد الطبيعي للآباء وبهم يعيش الأهل حياة جديدة بعد رحيلهم من دار الفناء.

كان والده في المُرتقى العالي والسنام الرفيع، وبيته من أشرف البيوت وأعزّها، وقد كان هذا العلامة على جنب كبير من المكانة والقدسية وعلوّ النفس والإباء والهمّة، ولهذا فقد كان استعداد الطفل "صالح" الفطري، ينشأ على الفضيلة ومكارم الأخلاق.

لقد كان يرى في والده المثل الأعلى الذي يُشبع تطلعاته وطموحاته، فجاء صورة طبق الأصل عن أبيه وسار على خطاه، وتخلّق بأخلاقه وتقمّص شخصيته ونفسيته، وعندما توفي والده، كان صالح العلي ما يزال فتيًّا، في السنة الثانية والعشرين من عمره (بالمقارنة بين تاريخ ولادته 1303 هـ وتاريخ وفاة والده 1325 هـ على ضريحه) فورث عن أبيه بعض التركات لكنه لم يرث قُرى ولا مزارع لأن والده -كما قلنا- كان صوفيًّا زاهدًا، فعمل في أرضه واستصلحها، وأخذ يدفع من انتاجها الوفير الضرائب المترتبة على الفلاحين على مبدأ التخميس الإشتراكي الذي يقضي بتقديم 20 % من محصول الأرض الموسمي لدافع ضريبة الدولة والباقي للفلاح 2 كان الشيخ يرضى من الأهلين بهذه النسبة، ويدفع كل ما يترتب عليهم من ضرائب، ولهذا كان الشيخ مَلّاكًا لا إقطاعيًا، والجميع يعرف ويعترف ما له من عظيم القدر، ورفيع المنزلة والفضل بحيث لا يختلف في ذلك حتى خصومه الحاسدين..

كان شجاعًا، سخيًا، عالمًا، مؤمنًا رغم صغر سنّه وحداثة عهده بالحياة، لذا أجمعت الكلمة على أنّه خيرُ من يحمل رسالة أبيه وأجداده ويؤديها أصلح أداء..

فبايعوه بالزعامة، واشترطوا على أنفسهم شرائط الخضوع المُطلق لما يُريده ويختاره، وقد برهن بعد هذه المبايعة على حصانة بالغة، وذكاء وقّاد، وحيوية رصينة.

كان يرفد ويُعزّز ويدعم المنزلة التي يتميّز بها شيخنا ضميره الحي وإرادته القوية، بحيث أنه إذا وُجِد في موقف من مواقف الإختبار اجتازه بشجاعة وقوة، واستعلى على ما يجد من مشقات استعلاءً فطريًا، إيمانًا منه بأنّ العظائم كفؤها العظماء، وأنّ الذي يتعرّض لحمل المسؤولية عليه أن يتحمّل أعباءها، وأن يسأل ربّه المعونة ليقدر على النهوض بتبعاتها.

فبعد وفاة والده، مضى شيخنا في الدعوة إلى المبادئ الأخلاقية والتحررية التي تؤكد كرامة الإنسان، وتحطّم الأغلال التي ترسف فيها إرادته، وتنفض عن الضمير الإنساني غبار الجهل، وثقل الضعف، وعبء الهوان، وقف إلى جانب الفلاحين من أهله وأقاربه وجيرانه، يؤكد حقهم في حياة حرّة عزيزة ليس فيها قلقٌ ولا خوف، حياة يكون فيها الولاء للحق لا للمنفعة.

  • 1 (راجع: صالح العلي ثائرا وشاعرا: تأليف وتحقيق حامد حسن).
  • 2 (مبدأ "التخميس" مبدأ اشتراكي، أقرّته التشريعات الإشتراكية في قطرنا العربي السوري، عندما قنّنت العلاقة الزراعية بين المالك والفلاح، ويعني 20% للمالك و 80% للفلاح)