تَعْلِيلُ الظُّلْمِ
عَلَّلَ شُيُوخُنَا الظُّلْمَ بِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ، لَمْ تَتَجَاوَزِ المَذْهَبِيَّةَ فِي تَعْبِيرِهِم، وَمِنْ هَذَا مَا جَاءَ فِي مَقَالٍ للشَّيْخ أَحْمَد سَلْمَان إِبْرَاهِيم، فِي مَجَلَّةِ النَّهْضَةِ.
كَانَ مِنْهُ قَوْلُهُ:
(( ..لأَنَّنَا قُلْنَا وَلا نَزَالُ نَقُولُ إِنَّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِب هُوَ صَاحِبُ الحَقِّ الأَوَّلِ فِي زَعَامَةِ المُسْلِمِيْنَ الدِّيْنِيَّةِ وَالزَّمَنِيَّةِ ...
لِهَذَا فَقَط يَقُومُ إِخْوَانُنَا فِي الدِّيْنِ الّذِي نَاصَرْنَاهُ كَمَا نَاصَرُوهُ، وَآَمَنَّا بِهِ قَبْلَ أَنْ يُؤْمِنُوا، فَيُوَجِّهُونَ إِلَيْنَا أَقْسَى المَظَالِمِ..)) 1
وَمِنْهُ مَا جَاءَ فِي مَقَالٍ للشَّيْخِ مُحَمّد يَاسِين، كَانَ مِنْهُ قَوْلُهُ:
((.. إِنَّ حُبَّ العَلَوِيِّيْنَ لأَهْلِ البَيْتِ، كَانَ أَكْبَرَ ذُنُوبِهِم عِنْدَ أَعْدَائِهِم.
وَلَقَدْ جَرَّ عَلَيْهِم هَذَا الحُبُّ كَثِيْرًا مِنَ النَّكَبَاتِ، فَكَمْ مِنْ أَخْيَارٍ قُتِلُوا وَعُذِّبُوا، وَلَيْسَ لَهُم ذَنْبٌ إِلاَّ أَنَّهُم يُحِبُّونَ الوَصِيَّ وَيُوَالُونَ آلَ النَّبِيِّ...)) 2
وَمِنْ شُيُوخِنَا مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ الظُّلْمَ النَّاشِئَ عَنِ التَّفَرُّقِ الّذِي أَحْدَثَ مَا نَسْتَعْمِلُهُ اليَومَ مِنْ أَلْفَاظِ (( الشِّيْعِيّ، وَالسُّنِّيّ )) وَغَيْرِهَا، كَانَ لأَسْبَابٍ سِيَاسِيَّةٍ، وَلَمْ يَكُنْ لأَسْبَابٍ دِيْنِيَّةٍ.
وَلِذَلِكَ دَعَا إِلَى إِهْمَالِ الأَحْدَاثِ التّي فَرَّقَتِ الأُمَّةَ، وَشَتَّتَتْ شَمْلَ المُسْلِمِينَ.
وَمِنْهُ مَا جَاءَ فِي مَقَالٍ للشَّيْخِ عَلِيّ حَمْدان عمران:
((.. وَمِنَ الأَسْبَابِ الرَّاهِنَةِ وُقُوعُ الخَطَأِ بِوَاقِعَةِ الجَمَلِ، وَمَا كَانَ بِصِفِّيْنَ وَكَرْبَلاء مِمَّا هُوَ مُشْتَهِرٌ عِنْدَ العَامَّةِ.
مِمَّا يَجْدُرُ بِكُلِّ مُصْلِحٍ أَوْ مُنْصِفٍ أَنْ يَضْرِبَ صَفْحًا عَنْ تَعْدَادِهِ وَتَرْدَادِهِ؛ لأَنَّ تَكْرِيْرَ أَمْثَالِ هَذِهِ النُّتَفِ التَّارِيْخِيَّةِ، وَتِلْكَ الفَتْرَةِ المَاضِيَةِ يُوْقِظُ الفِتَنَ الرَّاقِدَةَ، وَيَكْشِفُ الرَّمَادَ عَنْ نَارِ الأَحْقَادِ، وَيُعْطِي الجَهْلَ حَقَّهُ... )) 3
- 51 مشاهدة