الطَّائِفَةُ لَيسَت وَطَنًا
لَيسَتِ الطَّائِفَةُ وَطَنًا لِمَنْ يَنْتَمِي إِلَيهَا، وَلَيسَ الوَطَنُ طَائِفَةً لِمَنْ يَنْتَمِي إِلَيهِ.
الطَّائِفَةُ انْتِمَاءٌ دِينِيٌّ طَارِئٌ عَلَى فِطْرَةِ الإِنْسَانِ، أَوِ انْتِمَاءٌ مَذْهَبِيٌّ عَارِضٌ عَلَى خِلْقَتِهِ، وَالوَطَنُ انْتِمَاءٌ إِنْسَانِيٌّ جَوهَرِيٌّ، تُولَدُ هُوِيَّةُ الإِنْسَانِ بِوِلادَتِهِ فِيه.
سَأُوْلَدُ حِيْنَ أُوْلَدُ يَعْرُبِيًّا***وَأُقْتَلُ حِيْنَ أُقْتَلُ يَعْرُبِيَّا
أَتُلْبِسُنِي مِنَ الأَسْمَاءِ طَوقًا***حَدِيْدِيًّا وَزِيًّا مَذْهَبِيَّا
دَمِي فِي كُلِّ تَارِيْخٍ فُرَاتٌ***تَسَلْسَلَ فِي تَرَائِبِهِ نَقِيَّا
إِبَاضِيًّا تَحَنَّفَ شَافِعِيًّا***يُوَحِّدُ مَالِكِيًّا حَنْبَلِيَّا
وَزَيْدِيًّا أَزِيْدِيًّا ذَبِيْحًا***عِرَاقِيَّ المَجَازِرِ أَرْمَنِيَّا
حِجَازِيًّا كُوَيْتِيًّا صَرِيْعًا***عَلَى عَتَبَاتِ مَسْجِدِهِ زَكِيَّا
أَأَخْرُجُ مِنْ عِبَادِ اللهِ إِمَّا***دُعِيْتُ مُوَحِّدًا أَو فَاطِمِيَّا
أَخِي. أَسْلَمْتَ أَمْ آثَرْتَ رَأْيًا***فَلَسْتُ مِنَ العَقِيْدَةِ دَاعِشِيَّا
بِإِنْسَانِيَّتِي أَسْمُو وَإِلاَّ***فَقَدْ سُمِّيْتُ زُورًا جَعْفَرِيَّا
وَسُورِيًّا مَتَى أُدْعَ فَإِنِّي***غَدَوتُ مِنَ الحَضَارَةِ عَالَمِيَّا1
قَدْ يُغَيِّرُ الإِنْسَانُ طَائِفَتَهُ لِقَنَاعَةٍ مَا، وَلَكِنَّهُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُغَيِّرَ وَطَنَهُ، وَقَدْ يَخْتَارُ مَذْهَبًا لِرَأيٍ مَا، وَلَكِنَّهُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْتَارَ الوَطَنَ الذّي يُولَدُ فِي أَرْضِهِ.
يُتبع...
- 1من شعر الكاتب مؤلف هذا الكتاب، الشيخ تمّام أحمد (إدارة المكتبة الإسلامية العلوية)
- 139 مشاهدة