أَقْسَامُ النُّصُوْصِ .

أُضيف بتاريخ الجمعة, 15/10/2010 - 17:00

تُقْسَمُ النُّصُوْصُ الدِّيْنِيَّةُ ، فِي الكِتَاب ِوَالسُّنَّةِ المُعْتَبَرَةِ : قِسْمَيْنِ ، لا ثَالِثَ لَهُمَا : قِسْمٌ جَلِيٌّ ، وَقِسْمٌ خَفِيٌّ .

  • فَالقِسْمُ الجَلِيُّ : هُوَ النَّصُّ الوَاضِحُ ، الَّذِي يَدُلُّ مَبْنَاهُ عَلَى مَعْنَاهُ ، وَلا يَتَطَلَّبُ عَنَاءً للوُصُوْلِ إِلَيْهِ ، وَفَهْمِهِ .
  • وَالقِسْمُ الخَفِيُّ : هُوَ النَّصُّ الغَامِضُ ، الَّذِي يُسْتَدَلُّ عَلَيْهِ ، بِمَا هُوَ مِنْهُ ، وَإِلَيْهِ ، وَهُوَ : الَّذِي يَتَطَلَّبُ عَنَاءً لاِسْتِخْرَاجِهِ ، وَفَهْمِهِ ، وَاِجْتِهَاداً لإِبْرَازِهِ ، مِنَ القُوَّةِ إِلَى الفِعْلِ .

وَالأُمُوْرُ : ثَلاثَةٌ ، كَمَا وَرَدَ النَّصُّ عَنِ الأَئِمَّةِ المَعْصُوْمِيْنَ :

  • أَمْرٌ : تَبَيَّنَ لَكَ رُشْدُهُ ، فِاِتَّبِعْهُ .
  • وَأَمْرٌ : تَبَيَّنَ لَكَ غَيَّهُ ، فَاِجْتَنِبْهُ .
  • وَأَمْرٌ : لَمْ يَتَبَيَّنْ لَكَ رُشْدُهُ مِنْ غَيِّهِ ، فَرُدَّهُ .

وَأَقْسَامُ هَذِهِ القَاعِدَةِ : اِثْنَانِ .

  1. القِسْمُ الأَوَّلُ : يَشْمُلُ الأَمْرَيْنِ البَيِّنَيْنِ ، الظَّاهِرِ فِيْهَا : وُجُوْبُ الاِتِّبَاعِ ، أَوِ : الاِجْتِنَابِ ، فَهَذَا القِسْمُ : يَجِبُ العَمَلُ بِهِ ، لِوُضُوْحِ صُوْرَةِ الأَمْرِ فِيْهِ ، وَلا يَصِحُّ رَدُّهُ ، أَوْ : تَرْكُهُ .
  2. وَالقِسْمُ الآخِرُ : يَشْمُلُ الأَمْرَ الغَامِضَ ، فَلا يَجِبُ العَمَلُ بِهِ ، وَلَكِنْ يَجِبُ رَدُّهُ وَهَذَا الرَّدُّ : لَيْسَ عَلَى سَبِيْلِ الإِنْكَارِ ، بَلْ : عَلَى جِهَةِ التَّسْلِيْمِ ، لِقَوْلِ الإِمَامِ الصَّادِقِ ، عَلَيْهِ السَّلامُ :
    " رُدُّوا إِلَيْنَا ، وَلا تَرُدُّوا عَلَيْنَا ، لأَنَّ الرَّدَّ : مِنْ عَلامَةِ التَّكْذِيْبِ " ، فَالرَّدُّ الأَوَّلُ ـ هُوَ ـ التَّسْلِيْمُ ، وَالرَّدُّ الآخِرُ ـ هُوَ ـ التَّكْذِيْبُ .

وَفِي هَذَا يَقُوْلُ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ ـ :
مَا لانَتْ لَهُ قُلُوْبُكُمْ ، فَخُذُوْهُ : مِنْ حَيْثُ وُضُوْحُهُ ، وَثُبُوْتُ وُرُوْدِهِ عَنْهُمْ .
وَمَا اِشْمَأَزَّتْ مِنْهُ قُلُوْبُكُمْ ، فَرُدُّوْهُ : لِجِهَةِ غُمُوْضِهِ ، وَإِبْهَامِهِ .
وَنَسْتَطِيْعُ أَنْ نُعَبِّرَ عَنِ القِسْمِ الأَوَّلِ بِـ : المُحْكَمِ .
وَعَنِ القِسْمِ الآخِرِ بِـ : المُتَشَابِهِ .
إِذْ ثَبُتَ أَنَّ كَلامَ المَوَالِي ، عَلَيْهِمُ السَّلامُ ، فِيْهِ : المُحْكَمُ ، وَالمُتَشَابِهُ .
وَفِيْهِ : مَا قَالُوْهُ عَلَى سَبِيْلِ وُجُوْبِ الاِعْتِقَادِ ، وَمَا قَالُوْهُ عَلَى سَبِيْلِ التَّقِيَّةِ.
وَالتَّمْيِيْزُ بَيْنَ القِسْمَيْنِ : يَتَطَلَّبُ مَعْرِفَةَ أُصُوْلِهُمُ الوَارِدَةِ عَنْهُمْ ، مَعْرِفَةً دَقِيْقَةً .

وَفِي هَذَا المِنْهَاجِ الثَّابِتِ : يَأْمَنُ السَّالِكُ الوُقُوْعَ ، فِي الشُّبُهَاتِ ،   أَوِ : الرَّدَّ مِنْ حَيْثُ لا يَدْرِي ، عَلَى الأَئِمَّةِ الهُدَاةِ .