الإِنْقِلابُ الخَطِيْرُ

أُضيف بتاريخ الجمعة, 15/10/2010 - 17:00

إِنَّ تَارِيْخَ العَلَوِيَّةِ حَافِلٌ بِالكَثِيْرِ مِنَ المَآسِي الجِسَامِ ، الَّتِي يَعْجَزُ اللِّسَانُ عَنْ وَصْفِهَا ، اِبْتِدَاءً مِنَ الاِنْقِلابِ عَلَيْهَا ، فِي سَقِيْفَةِ بَنِي سَاعِدَة ، بِقَوْلٍ غَيَّرَ وَجْهَ التَّارِيْخِ .
إِلَى العَقَبَاتِ الَّتِي وُضِعَتْ فِي طَرِيْقِهَا، مِنْ حُرُوْبٍ مُخْتَلَقَةٍ، وَمُؤَامَرَاتٍ مُدَبَّرَةٍ لِتَثْنِيْهَا عَنْ حَرَكَةِ تَقْوِيْمِ الأُمَّةِ ، وَبَثِّ رُوْحِ الأُلْفَةِ بَيْنَ أَبْنَائِهَا .
إِلَى الاِغْتِيَالاتِ العَدِيْدَةِ ، الَّتِي تَنَاوَلَتْ أَرْكَانَهَا .
وَمَا تَلا ذَلِكَ مِنْ مُلاحَقَاتٍ ـ لَمْ تَنْتَهِ ـ لِمُعْتَنِقِيْهَا ، وَتَشْوِيْهٍ مُتَعَمَّدٍ لِنُصُوْصِهَا الدَّالَّةِ عَلَى وُجُوْبِ اِلْتِزَامِهَا .
وَمَعَ ذَلِكَ ، فَقَدْ بَقِيَتْ مُتَأَصِّلَةً فِي قُلُوْبٍ ، وَثَابِتَةً فِي نُفُوْسٍ ، إِسْتَضَاءَتْ بِأَنْوَارِهَا المُحَمَّدِيَّةِ ، وَرَاسِخَةً فِي الوُجْدَانِ الإِنْسَانِيِّ الحُرِّ .

وَالنَّتِيْجَةُ : أَنَّهُ لا يُمْكِنُ اِسْتِقْصَاءُ مَا تَعَرَّضَتْ لَهُ العَلَوِيَّةُ ، فِي تَارِيْخِهَا الغَنِيِّ بِالعَجَائِبِ .
أَمَّا : السَّبَبُ فِي ذَلِكَ ، فَلأَنَّ رُوْحَ الجَاهِلِيَّة كَانَتْ تُسَيْطِرُ عَلَى بَعْضِ النُّفُوْسِ ، الَّتِي لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَتَقَبَّلَ ، تِلْكَ الكَلِمَةَ الخَالِدَةَ .
فَتَعَرَّضَتِ العَلَوِيَّةُ للمَظَالِمِ ، وَتَعَرَّضَتِ الأُمَّةُ مَعَهَا للمَآسِي ، حِيْنَ أُقْصِيَتْ عَنْ إِدَارَةِ شُؤونِ الأُمَّةِ ، وَلَكِنَّهَا حِيْنَ تَوَلَّتْ زِمَامَ الأُمُوْرِ ، قَوَّمَتِ المُعْوَّجَ ، وَأَوْضَحَتِ المَنْهَجَ ، وَرَفَعَتِ الظُّلْمَ وَالحَيْفَ ، وَبَدَّدَتِ القَلَقَ وَالخَوْفَ عَنِ المُسْتَضْعَفِيْنَ فِي الأَرْضِ ، وَأَعَادَتْ لَهُمُ الأَمَلَ فِي حَيَاةٍ حُرَّةٍ كَرِيْمَةٍ ، وَفْقَ الشَّرِيْعَةِ الغَرَّاءِ ، وَالدَّعْوَةِ السَّمْحَةِ ، وَرَسَّخَتْ قَوَاعِدَ للعَدَالَةِ ، مَازَالَ العَالَمُ ـ حَتَّى الآنَ ـ يَفْخَرُ بِهَا ، وَيَتَغَنَّى بِشُمُوْلِيَّتِهَا كُلَّ نَوَاحِي الحَيَاةِ ، وَلَكِنَّ الَّذِيْنَ اِسْتَضَاؤوا بِنُوْرِ اليَقِيْنِ ، يَعْلَمُوْنَ أَنَّ مَبْعَثَ هَذِهِ العَدَالَةِ ، فَجْرٌ عَلَوِيٌّ ، أَطَلَّ عَلَى الدُّنْيَا، فَأَبْهَجَهَا .