خَصَائِصُ عَلَوِيَّةٌ .

أُضيف بتاريخ الجمعة, 15/10/2010 - 17:00

للعَلَوِيَّةِ الغَرَّاءِ : خَصَائِصُ لا تُحْصَى ، وَفَضَائِلُ لا تُسْتَقْصَى ، فَهِيَ : قَرِيْنَةُ النُّبُوَّةِ ، قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ آَدَمُ ، وَبَاطِنَةٌ مَعَ كُلِّ نَبِيٍّ تَقَدَّمَ .
وَلِيْدَةُ بَيْتِ اللهِ ، وَرَبِيْبَةُ رَسُوْلِ اللهِ ، أُعْلِنَتْ مَعَ إِعْلانِ الرِّسَالَةِ ، وَبِهَا اِتَّضَحَتِ المَقَالَةُ ، وَعُرِفَتْ أَحْكَامُ الدَّلالَةِ ، أَمَرَ اللهُ بِتَبْلِيْغِ أَحْكَامِهَا وَكَمُلَ الدِّيْنُ الحَنِيْفُ بِقِيَامِهَا ، فَهِيَ : بَابُ الحِكْمَةِ ، وَتَمَامُ النِّعْمَةِ ، وَبِهَا زَوَالُ الغُمَّةِ ، وَبِاِتِّبَاعِهَا نَجَاةُ الأُمَّةِ .
قَرِيْنَةُ القُرْآنِ ، وَمُوْضِحَةُ البَيَانِ ، وَرُكْنُ الإِيْمَانِ ، وَمَنْبَعُ الفَضْلِ وَالإِحْسَانِ ، فِيْهَا نَزَلَتِ الآيَاتُ ، وَإِلَيْهَا نُصِبَتِ الدَّلالاتُ :

تَـاللهِ مَـا فَـــازَ اِمْــرُؤٌ لَــمْ يَـسْقِــــــهِ   سَــاقِي الغَدِيْــرِ عَلَى الصِّرَاطِ مُدَامَا
كَلا وَلَمْ يَـرْقَ العُـلَـى مَــنْ لَــمْ يَـجِــدْ   للمُـرْتَـضَــى حَـقّــاً عَـلَـيْـهِ لِـزَامَــــا
مَــــاذَا أُعَـدِّدُ مِـنْ مَـنَــاقِـبِـــــهِ الَّتِـي   جَــازَتْ هُنَــاكَ الـعَــدَّ وَالأَرْقَـــامــَـا
نَـهْـجُ البَلاغَــةِ أَغْرَقَـــتْ أَمْوَاجُـــــهُ   فِـي لُـجِّـهَــا الأَلْـبَــابَ وَالأَفْـهَـامَـــا
وَمُـغَـيَّـبَــاتِ العِـلْـــمِ جَـلاَّهَـــا بِمــَـــا   بَهَــرَ الـعُـيُــوْنَ وَأَذْهَــلَ الأَحْـلامَــا
وَالشَّمْـسَ مِنْ بَعْـدِ المَغِيْـبِ أَعَادَهَــا   اللهُ أَكْـبَـرُ مُـبْـتَـغــىً وَمَــرَامـــــــــَا
وَبِــذِي الفَـقَـــارِ طُغَــاةَ مَكَّـــةَ فَلَّهَــا   وَمَـحَــا بِـهَـا الإِسْـــرَاجَ وَالإِلْجَامـَا
وَالـلاَّتِ وَالعُــزَّى هُنَالِـــكَ غَـــادَرَتْ   يَــدُهُ هَـيَـاكِـلَـهَـا ثَــرىً وَحُـطَـامــَـا
مِنْ ذَا سِوَاهُ يَقِـي قُرَيْـشَ المُصْطَفَـى   وَيَصُـــدُّ عَنْـهُ مُهَاجِمِيْــنَ طَغَـامـَـــا
مِنْ ذَا لِعَمْـرو غَيْـرُ فَـارِسِ هَـاشِـــمٍ   يُلْـقِـيْـــهِ للوَحْـشِ الدَّنِـيءِ طَعَامَـــا
فِـي كُـلِّ مُـعْـتَــرَكٍ لِـنُصْـــرَةِ دِـيْنِـــهِ   هَـــلْ كَـــانَ إِلاَّ للـعَــدُوِّ حِـمَـامَــــــا
هُـوَ ذَا أَمِيْــرُ المُؤمِـنِـيْــنَ بِصــُـوْرَةٍ   وَضَّــاءَةٍ عَنْـهَـا الضَّـــلالُ تَعَـامَــى
هُــوَ ذَا أَمِيْـــرُ المُؤمِـنِـيْـنَ خَلِيْفــَـــةً   وَأَخـــاً وَوَارِثَ حِكْمَـــةٍ وَإِمَـامــَــــا
لَيْـسَ الزَّمَـــانُ بِنَـاشِـرٍ مِـنْ فَضْلِـــهِ   إِلاَّ كَـمَــا نَـشَـرَ الخِـضَــمُّ غَـمَـامـَــا
يَـــا رَبُّ زِدْنَــا فِــي الـوَلاءِ لِحَيْـــدَرٍ   وَلِـمَــنْ يُـوَالِـيْـهِ هَــوىً وَغَرَامــَــا
وَاُكْتُـبْ لَـنَـا فِـي يَـوْم ِعِيْــدِ غَدِيْــرِهِ   أَجْـــرَ المَلائِــكِ سُـجَّــداً وَقِـيَــامـَــا
وَاِجْـعَــلْ لَـنَــــا أَرْحَـــامَ آلِ مُحَـمَّـــدٍ   حُجَــجَ الإِلَـهِ عَلَى الوَرَى أَرْحَامَـــا
صَلَّى وَسَلَّــمَ ذُوْ الجَــلالِ عَلَـى الَّذِي   أَذْكَـى وَعَطَّـــرَ هَدْيُـــهُ الأَنْسَامَـــــا

( العَلاَّمَةُ الشَّيْخُ حُسَيْن سَعّود )

فَهَذَا مَا أَرَدْتُ بَيَانَهُ ، فِي الفُصُوْلِ المُتَقَدِّمَةِ ، وَهُوَ : غَيْضٌ مِنْ فَيْضِ العَلَوِيَّةِ ، إِلاَّ أَنَّهُ كَلِمَةٌ صَادِقَةٌ عَنْ هَذَا النَّهْجِ السَّوِيِّ ، لِمَنْ أَرَادَ التَّعَرُّفَ إِلَيْهِ ، مِنْ دُوْنِ أَنْ يَلْتَفِتَ إِلَى أَقْوَالِ المُبْغِضِيْنَ ، الَّذِيْنَ شَوَّهُوا الحَقَائِقَ ، إِرْضَاءً لِسَلاطِيْنِ السُّوْءِ وَالفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ ، الَّذِيْنَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ هَمٌّ ، غَيْرَ إِطْفَاءِ نُوْرِ هَذِهِ الجَذْوَةِ المُضِيْئَةِ لِمَسِيْرَةِ الإِنْسَانِيَّةِ.

فَالعَلَوِيَّةُ ـ بِوَصْفِهَا ذَاتَاً مَعْصُوْمَةً ، لَهَا الإِمَامَةُ وَالوَلايَةُ ـ لا يُمْكِنُ لأَحَدٍ ، مَهْمَا أُوْتِيَ مِنْ بَلاغَةٍ وَفَصَاحَةٍ ، وَعِلْمٍ وَفِقْهٍ ، أَنْ يُوَفِّيَهَا حَقَّهَا ، وَلا يَقْوَى عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ صَاحِبِ الوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ ، القَائِلِ : " يَا عَلِيَّ مَا عَرَفَكَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَا " .

وَالعَلَوِيَّةُ بِوَصْفِهَا عَقِيْدَةً مَرْقُوْمَةً ، تُرْشِدُ إِلَى مَعْرِفَةِ الغَايَةِ لا تُعْرَفُ   إِلاَّ بِذَاتِهَا وَمَا نَهْجُ البَلاغَةِ ، إِلاَّ بَارِقَةٌ مِنْ ذَلِكَ القَبَسِ المُضِيءِ .

وَالعَلَوِيُّوْنَ : مُسْلِمُوْنَ وَفْقَ نَهْجِ عَلِيٍّ ، الَّذِي سَبَقَ الخَلْقَ إِلَى الإِسْلامِ وَالإِيْمَانِ ، فَهُوَ : الأَوْلَى بِتَعْرِيْفِهِ ، وَتَصْنِيْفِهِ .

وَهَذَا النَّهْجُ : أَشِعَّةٌ مِنْ فَيْضِ النُّبُوَّةِ ، فَصَاحِبُ هَذَا المَقَامِ ، لا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوْحَى .

فَعَقِيْدَتُنَا فِي الأُصُوْلِ ، وَمَذْهَبُنَا فِي الفُرُوْعِ : مَا رَوَاهُ المَعْصُوْمُوْنَ عَنْ إِمَامِهِمْ ، عَلَيْهِمُ السَّلامُ ، بَابِ عِلْمِ المَدِيْنَةِ ، وَرُبَّانِ تِلْكَ السَّفِيْنَةِ ، الَّذِي سَمِعَهُ مُشَافَهَةً مِنَ النَّبِيِّ الكَرِيْمِ .
فَمَا وَافَقَ مِنْهَاجَ أَئِمَّتِنَا : أَخَذْنَاهُ بِيَقِيْنٍ ، وَسَمَّيْنَاهُ : أَحْسَنَ الحَدِيْثِ .
وَمَا خَالَفَهُمْ : تَرَكْنَاهُ لأَهْلِهِ ، وَمَضَيْنَا عَلَى أَمْرِنَا ، آمِنِيْنَ ، مُطْمَئِنِّيْنَ ، بِنُوْرِ الوَلايَةِ وَاليَقِيْنِ .

وَخِتَامُ هَذِهِ الكَلِمَةِ ، فَائِدَتَانِ .