مُدْخَلٌ كَرِيْم ٌ.

أُضيف بتاريخ الجمعة, 15/10/2010 - 17:00

لَمَّا تَحَقَّقْنَا بِالدَّلِيْلِ القُرْآنِيِّ، وَالحَدِيْثِ النَّبَوِيِّ، وَبَدِيْهَةِ العَقْلِ، أَنَّ الدِّيْنَ عِنْدَ اللهِ ، هُوَ : الإِسْلامُ .
وَهُوَ ـ اِسْتِنَاداً إِلَى مَا تَقَدَّمَ ـ : خَاتَمٌ ، وَجَامِعٌ لِكُلِّ الرِّسَالاتِ السَّمَاوِيَّةِ .
وَلَمْ يَكْمُلْ إِلاَّ بِتَبْلِيْغِ الوَلايَةِ، كَمَا نَصَّتْ آيَةُ الإِكْمَالِ .
تَيَقَّنَّا : أَنَّ العَلَوِيَّةَ ، بِوَصْفِهَا عَقِيْدَةً مَرْقُوْمَةً ، وَنَهْجاً مُبِيْناً ، هِيَ : الأُطْرُوْحَةُ السَّمَاوِيَّةُ ، الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِاِلْتِزَامِهَا ، بَعْدَ أَنْ جَعَلَهَا دُسْتُوْراً كَامِلاً للمُكَلَّفِيْنَ .
وَهِيَ : السَّبِيْلُ الأَسْلَمُ ، لِمَعْرِفَةِ أُصُوْلِ وَقَوَاعِدِ الدِّيْنِ ، وَفُرُوْعِ شَرْعِهِ المُبِيْنِ .
وَأَنَّ الاِنْتِمَاءَ إِلَيْهَا، وَفْقَ شُرُوْطِهَا، إِنَّمَا ـ هُوَ ـ اِنْتِمَاءٌ لِلإِسْلامِ أَصْلاً وَفَرْعاً .

وَلِكَي يَتَسَنَّى للسَّالِكِ، فَهْمُ عَقِيْدَتِهِ الإِسْلامِيَّةِ، فَعَلَيْهِ أَوَّلاً : مَعْرِفَةُ العَلَوِيَّةِ بِذَاتِهَا ، وَالدُّخُوْلُ إِلَى رِحَابِهَا، مِنْ نَهْجِ بَلاغَتِهَا، لِيَعْرِفَ أَنَّهَا تَجْمَعُ الأُصُوْلَ الإِيْمَانِيَّةَ وَالفُرُوْعَ التَّعَبُّدِيَّةَ وَالعَمَلِيَّةَ، وَالآدَابَ ، وَالأَخْلاقَ .
وَهَذَا أَوْضَحُ مَنْطِقٍ، وَأَجْلَى تَعْرِيْفٍ، وَلَيْسَ بِالأَمْرِ العَجِيْبِ، كَمَا تَصَوَّرَ بَعْضُهُمْ .
وَهُوَ : غَنِيٌّ عَنِ الدَّلِيْلِ لِشُهْرَتِهِ .

وَللوُصُوْلِ إِلَى هَذِهِ القَنَاعَةِ، لا بُدَّ مِنْ إِحْرَازِ بَعْضِ الشُّرُوْطِ، وَأَوْلاهَا:
طَرْحُ تَقْلِيْدِ الآبَاءِ، وَنَبْذُ التَّعَصُّبِ المَقِيْتِ، وَتَحْكِيْمُ العَقْلِ السَّلِيْمِ، وَالتَّسْلِيْمُ للنَّصِّ المُسْتَقِيْمِ .

فَالعَلَوِيَّةُ : غَنِيَّةٌ عَنِ الدَّلِيْلِ، لاِفْتِقَارِ الدَّلِيْلِ إِلَيْهَا، لأَنَّ مِيْزَانَهَا يَزِنُ الأَشْيَاءَ بِالقِسْطَاسِ المُسْتَقِيْمِ، وَهَذَا مَا سَيَتَّضِحُ للقَارِئِ الكَرِيْمِ، فِي فُصُوْلِ هَذَا الكِتَابِ، إِنْ شَاءَ اللهُ .