مقدّمة كتاب الإسلام والحقوق

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 13/07/2021 - 02:17

 

الحمد لله، والحمد حقّه كما يستحقّ وكما هو أهله، ونشكُرُه على أنعامه الشاملة وفضائله الكاملة، ونُصلّي على جميع الأنبياء والرّسل والأصفياء وخاتمهم محمّد  ، وأصحابه البررة الكرام الذين أناروا للناس الطريق وأبانوا الأحكام بكل درايةٍ وتحقيقٍ، وكشفوا ما أُبْهِمَ من سرّها الدقيق، فرضيَ الله عنهم وأرضاهم أجمعين.

فالرّسل هم سفراء الله في الأرض، وهُم حُججه على العِباد وأُمَناؤُهُ في البلاد، يُعَلّمون الناس النّظام ببيان الأحكام من الحلال والحرام، لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [النساء 165]. والإنسان كريم على الله، كرّمه بالعقل وخلقه في أحسن تقويم، وسخّر له ما في السماوات والأرض ليستخرج من الأرض الكنوز ويفهم أسرار السماء.

"وخيرُ النّاس من نفع النّاس" كما جاء به النّص عن سيّد الناس  . وليس لهذا الإنسان من عاجل دُنياه إلّا ما يُقَدّمُهُ من الصالحات لأُخْراه، وحياتُهُ في الدّنيا وأيّامُهُ فيها قصيرة.

وبما أنّ الإنسان يموت وينقطِع عمله بعد الموت إلّا من ثلاث: الصّدقة الجارية. والعلم النّافع للناس. والولد الصّالح الذي يدعو لأبويه. 

كما جاء به النّص. فأَيُّ واحدةٍ من الثلاث نافعةٌ للمرء، وهو في عالم البرزخ والأجداث، وقد عزمتُ بعد الاتكال على الله مع قصر الباع وضعف اليراع على وضع سلسلة مؤلّفة من عدّة أجزاء، وكُل جزء منها مُقسّم على قسمين:

  1. القسم الأوّل في الإسلام.
  2. القسم الثاني في الحقوق. 

لذا أسميتُ كِتابي هذا (الإسلام والحقوق)، والقسم الأوّل منه اقتباسًا عن كتب الفقهاء في الأصول والفروع للفقه الإسلامي على اختلاف مذاهبه.

والقسم الثاني من (رسالة الحقوق) للإمام علي بن الحسين زين العابدين  ، التي تحتوي خمسين حقًّا مُقسّمة على سائر الحقوق الدينية والمدنية المُتعلّقة بهذا الكائن الحي، الإنسان.

أوَل هذه الحقوق: حقّ الله الأكبر. الثاني: حق النّفس وأعضاء البدن السبعة، وحق كُل عضو منها وبيان وظيفته التي خُلِقَ من أجلها.

بمُؤَيّدات من آيات الله، والأحاديث النبوية الشريفة، وأقوال الأئمة من آل البيت الطاهر  وغيرهم من الصحابة الكرام  ، سائلاً  الله تعالى شأنه أن ينفع به القارئ وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم.

وعساني أن أكون وُفّقت بعض التوفيق لإخراج هذا الجزء (الأوّل) بهذه الصيغة.

وأعتذر من عدم أداء الأبحاث حقّها لعدم وجود المراجع الإسلامية والعربية التي تفي بالمطلوب في هذه البلاد.

والله سبحانه الموفّق إلى سبيل الرّشاد، وهو حسبي ونِعمَ الوكيل، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم.

طالب العلم وخادم العلماء
محمود مرهج - أستراليا/سيدني
في 28 تمّوز 1983م الموافق 18 شوّال 1403ه.