33. خلطٌ غريب

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 10:46
الملاحظة الثالثة والثلاثون

حول الشخصية الثالثة التي أتى على ذكرها وهو أبو سعيد ميمون (رض) قال1 :

يعتبر الطبراني واحداً من رجالات فقه الباطن الأفذاذ ومع ذلك لم يخط من الدارسين العرب بالتفاته جدية تتناسب مع مقامه وموقعه من فقه الباطن.

وقال:

عاش باللاذقية ثلاثة أعوام قضاها في صراع عقائدي مع إسماعيل بن خلاد زعيم الطائفة النصيرية الإسحاقية.

أبو سعيد ميمون بن القاسم الطبراني  كان من علماء المذهب وكبار فقهائه لا باطنية في منهجه كما قال المُغرضون، ومرجعيته ثابتة بإجماع علماء زمانه، كان محدثاً صادقاً وفقيهاً مجتهداً وقاضياً من قضاة الشرع الشريف ومرجعاً من مراجع المذهب المنيف.
نُسب إليه الكثير من الكُتب التي لم يَخط فيها كلمة واحدة، والسبب في ذلك خلافه العقائدي مع أبي ذهيبة إسماعيل بن خلاد الذي راح يُشِيع بحقه الأكاذيب وينسب إليه كتباً من وضعه، وقد قلّد أبا ذهيبة في ذلك اتباعه فنقل المؤرخون هذه الأكاذيب على علاتها.

أما بشأن إسماعيل بن خلاد فلم يكن زعيماً بل متزعّماً لحفنة من الجهلة المُقلدين ، وكان يقول بالتفويض ولهذا اختلف مع السيد أبي سعيد(رض).

ثم أن هذا القول المركب في غاية في الغرابة

طائفة النصيرية الإسحاقية .

  • فالنصيرية نسبة إلى السيد أبي شعيب محمد بن نصير أطلقها البعض عليهم لجهة التحقير. وأنا لا أرى فيها إلا الفضيلة مع الحفاظ على الاسم أساسي الأصيل ( العلويون ).
  • والإسحاقية نسبة إلى أبي يعقوب إسحاق الأحمر القائل بالحلول، والعدو اللدود لأبي شعيب.

فكيف تم هذا التركيب العجيب!

  • فمن قلّد إسحاق على ضلاله فقد نكر بابية أبي شعيب.
  • ومن اقتدى بأبي شعيب تبرأ من بدع إسحاق الأحمر.
  • فالرجلان مختلفان وكلٌ على نهجٍ مستقلٍ عن الآخر.

فالقول:

إنّ أبا ذهيبة زعيم الطائفة النصيرية الاسحاقية.

خطأٌ كبير وجهل مُطبق لعدم وجود طائفة بهذا الاسم.
فزمرة إسحاق الأحمر تفرقوا بعد موته وعفّت أثارهم ولم يعد لهم أي ذكر إلا في كتب الفرق المليئة بالسموم، وأتباع هذا الباغي كانوا من جهلة المتشيعين الذين اجتذبهم إسحاق بأسلوبه الماكر، وأظهروا العداء لأبي شعيب بعد مضي الإمام الحسن العسكري بالسم على يد الخليفة العباسي وغيبة الإمام الحاضر محمد بن الحسن الحجة عليهما السلام.

وبالنتيجة لا يوجد فرقة بهذا الاسم.
وإطلاق لقب ( الزعامة ) على أبي ذهيبة مبالغ فيه، فالرجل شذَّ عن نهج المعصومين، وأدخل على المذهب أموراً مُنكرة وخالف مرجع العصر السيد أبا سعيد فجَرَت بينهما مناظرات عدة، وكانت الغلبة للحق الممثل بأبي سعيد لأن العلويين وحتى عصرنا هذا قالوا بوثاقة أبي سعيد (رض).

ولا بد من قول التالي:

إن أكثر الأكاذيب التي اعتمدها الكتَّاب في هذا الخصوص وغيره منقولة من كتاب (تاريخ العلويين) لمحمد أمين غالب الطويل المليء بالأكاذيب والسخافات والأوهام التي لا يُعتدّ بها.
والمُضحك أنّ هذا الكتاب حَظي باهتمام كبير من قِبل المؤلفين وطُبع عشرات المرات ليس لقيمته بل لأنه يُحقق أغراض المغرضين لما فيه من المفتريات التي لا تحصى.

  • 1 يجدر بالذكر قول الشيخ المظلوم في مقدمة كتابه الأدلة المرفوعة ما يلي:
    [وبعد سقوط مشروع الشيخ البادياني  تطوّع أحدُ مُقرظيه ومُشجعيه للثأرِ له ومُتابعة ما بَدأه وذلك بواسطة الضّرب من الداخل فوضع كتاباً يتضمن في طيّاته سموماً قاتلة لا يمكن السكوت عنها، وهذا المتطوع هو الأستاذ محمد علي أسبر، والكتاب هو ( أحاديث وأخبار موضوعة )]. (أبو اسكندر)