32. الشيخ الخصيبي

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 10:46
الملاحظة الثانية والثلاثون

بالعودة إلى الشيخ الخصيبي (رض) ، فقد أدلى عنه بكلام لا يمت إلى الحقيقة بصلة.
وشاهده الذي استند إلى أقواله أقبح من قوله، وهو : الكاتب شوقي حداد صاحب كتاب ( الحسين بن حمدان الخصيبي بين الطرق الصوفية والحركات الباطنية)
فما ورد في هذا الكتاب لا قيمة له ولا يمثل الفكر العلوي، ولنا ردٌ مفصلٌ عليه سيصدر قريباً إنشاء الله.

  ونعود إلى ما أورده البادياني عن الخصيبي حيث قال:

هو شيخ الطريقة ومؤسسها.

وهنا أقول كما قلت سابقاً وفي أكثر من موضع :
إنّ الشيخ الخصيبي (رض)  لم يكن كما زعم البعض صاحب طريقة  صوفية باطنية  بل كان شيخ شيوخ المذهب العلوي الجعفري ومن أجَّل علمائه وفقهائه وأوثقهم، ومن كبار المحدثين الصادقين، وما ورد في (الهداية الكُبرى) يؤكد ذلك ويترجمه.
ولعّل البادياني متأثرٌ بالطرق الصوفية التي يدعو إلى اعتناقها ولترغيب العلويين دعوته أوسم شيخهم بهذه السمة مقلداً علماء السوء الذين ألصقوا بالشيخ الجليل ما شاءوا من التهم.

لقد أوضحنا المعنى الإيجابي لكلمة الطريقة ، وهي الولاية لعلي وأبنائه عليهم السلام.
أما المعنى السلبي فنتركه للبادياني وأمثاله من دعاة الانحراف ولا أغالي إذا قلت ذلك لأن من يقول:

أن الصوفية تفي بمتطلبات العصر أكثر من المذهب .

فهو يدعو إلى الانحراف ويَتّهم المذهب بالنقص، والداعي إلى التمسك به (ص) بالهذيان والعياذ بالله.

  أما القول :

أن الخصيبي تجول في البلاد وناظر علماءها بعد أن نهل من علومهم وتشرب من فلسفتهم .

فلا دليل عليه، وهو حشو في الكلام، فالخصيبي لم يأخذ علومه إلا عن والده في بداية أمره، ثم أتمها على يد السيد الجنان  الذي أجازه وأطلقه، وروى الخصيبي أخباره عن رجال ثقات عاصروا الإمامين وقد أتى على ذكرهم في هدايته، وهم من رواة الحديث الصحيح.

  أما ( مناظراته للعلماء ) فهو صحيح، وكيف لا ؟ وهو سيد من ناظر في العلوم، وقد تخرج على يديه ثلة من العلماء والفقهاء والمؤرخين.