وقفة مع كتّاب العصر وبعض الكتب

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 18:44

القارئ الكريم، هذا الفصل هو جزء من كتاب المسلمون العلويون بين مفتريات الأقلام وجور الحكام (ج2) لمؤلفه فضيلة الشيخ حسين محمد المظلوم .
وتجد فِهرس الكتاب على يمينك.
(إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)


  • الباكورة السليمانية.
  • ولاية بيروت.
  • سوسنة سليمان في أصول العقائد والأديان.

  جاء كُتّاب هذا العصر لينقلوا آفات ما كُتِبَ في الماضي من دون فحصٍ وتنقيبٍ عن صِحّة مصادرهم، وجاءت بعض الكتب الأخرى من جهات مَشبوهة بأسماء مُستعارة وَهمية لا وجود لها لتدبّ دبيب الفتنة وتوقع التنافر بين المسلمين باختلاق أشياء لا حقيقة لها على الإطلاق، وأكثر هذه الكتب يصدر عن مؤسسات تخريبية هدّامة تديرها أيادي استشراقية وعقول صهيونية. وبعضها يصدر عن جهات امتلأ قلبها حقداً وكراهية وقد غذّيت من الخارج لضرب الداخل وهذا ما نأسف له وبشدّة.

  وسأستعرض أسماء بعض الكتّاب المحدثين الذين طعنوا بعقائد العلويين زوراً وبهتاناً، واتهموها ظلماً وعدواناً، وأذكر أسماء هذه الكتب المشحونة بالسفاسف والأباطيل والكذب والتدجيل، وأعقّب عليها ولو يسيراً.

[[فأوّل أكذوبة وَرَدَت ولُفّقت ووُضِعَت من المُغرضين والدجالين:

  " الباكورة السليمانية " لسُليمان الآضني والذي هو بالحقيقة شخص وَهْمِيٌّ اختلقه المُرْسَلون الأجانب بإيعازٍ من المُستعمر الأجنبي، وهذه الباكورة هي إحدى الآلات والوسائل التي يُتوسل بها لشحن الأذهان وإثارة الأضغان ضد العلويين.
وقد وُضعت في هذا العصر لنفس الغاية التي قُصِدَت من مؤلف الغزالي، وفتاوي ابن تيمية، ونوح الحامد الحنفي، في تلك العصور، بل عند التدقيق هي أدهى وأمرّ وهدفها أو هدف واضعيها المَحو الكامل للعلويين بإخراجهم من عقيدتهم الإسلامية وتحويلهم إلى أخرى، وهكذا يذهب كلّ صبرهم على البلوى وتضحياتهم القرون العديدة سُدى.

وقد نُشِرَتْ هذه الباكورة برعاية وعناية المُبشّرين ذوي الدِراية العالية في إلباس التشويه أبهى حِلل المنهجية والعلمية.

ومن تأمّل في هذه الباكورة وعرضها على الوقائع الثابتة لسَخِرَ منها واستهزأ من واضعيها، واستدل على ضعف عقولهم البليدة وخُبث نواياهم لما تحمل في طيّاتها من المُتناقضات المُضحكة، والأحاديث العجيبة، فصاحبها كما يزعمون كان علوياً ثم تهوّد ثم تنصّر فكيف يوثق بهكذا رجل (هذا إن كان موجوداً).

وقد حاول واضعي هذه الباكورة عرض المذهب بأبشع الصِيَغ وإبراز كل المنفّرات التي تُبْعِد إخوانهم في الدين عنهم، كالتركيز على المُثيرات مثل الطعن في الخلفاء، وموهمات التجسيد للإله والتشبيه، مما يضرب حولهم ستاراً حديدياً يعزلهم عن كل صلة لهم به.
وبالرغم من الدّس المفضوح في هذه الباكورة فإنّ جميع من كتبوا عن العلويين في عصرنا أخذوا عنها واستندوا إليها من دون تدقيق ولا تحقيق وهذا مما يُؤَكّد لنا أنّ تكفير هذه الطائفة هدفٌ هامٌ وأساسيٌّ بالنسبة للكثيرين حتى ولو كذبوا وكُشِفَ كذبهم.

فمن شاء من إخواننا المُسلمين أن يَستنبط العلوية من "باكورة سليمان" فعليه أن يقرأ أولاً أنّ الإسلام هو ما يحكيه عنه المبشرون وهذا محال، لأنّ المُبشّرين أوضحوا رأيهم ومفهومهم في الإسلام من خلال ما كتبوه ونشروه في "سلسلة الحقيقة الصعبة" وغيرها. فكيف يرفضون بعض ما جاء في هذه السلسلة ويَقبلون البعض الآخر؟]]
أليس هذا إنحيازاً متعمداً وتلاعباً واضحاً بأفكار الناس؟
والغاية التي ألِّفتْ لأجلها هذه "الباكورة" الموضوعة هي لنفي العلويين من الإسلام.

  وأمّا الغاية التي ألِّفتْ لأجلها "سلسلة الحقيقة الصعبة" فهي: لنفي الإسلام من أساسه، والطعن بتعاليمه والتشكيك بالنبي، والوحي، والقرآن.

  ثم جاء كتاب " ولاية بيروت "لمؤلفَيْه: رفيق التميمي، ومحمد بهجت، الذي طُبع سنة (1916 م)، والذي استند على أقوال المستشرقين (رينه دوسو) وعلى "الباكورة السليمانية" ومن هنا يُحكم عليه بعدم الثقة والموضوعية لاعتماده على تخرّصات المستشرقين والمُبشّرين بالإضافة إلى استناده على كتابَين مجهولين تحت عنوان "المجموع و الأسوس"، ولم نسمع بهما إلا من خلال المستشرقين وهذان الكتابان من الكُتب التي نُسبت إلى العلويين وأُلصِقَت بهم.

  ثم جاء كتاب " سوسنة سليمان في أصول العقائد والأديان " ،لصاحبه نوفل نوفل (كما يزعمون) الذي لم يستند فيما كتب عن أي مصدر بل ألصق ما شاء بهم من دون دليل بالإضافة إلى أنّه نقل بعض الفقرات من كتاب ولاية بيروت.