الحجاب واجب في النهج العلوي.. هو فرض ديني ويندرج في إطار مكارم الأخلاق.. السفور حالة عامة وليست خاصة.. الفرق بين مصطلحي الحجاب والحشمة.. عمل المرأة العلوية خارج نطاق مدينتها..

أُضيف بتاريخ الأحد, 24/04/2011 - 02:04

المرسل: علوية حتى النخاع \17 نيسان 2011م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله لكل خير وأحيي جهودكم المبذولة في خدمة السائلين من أجل رفع كلمة الحق وضحد الباطل
وفقكم الله لما يحب ويرضى
ابدأ مباشرة ودون اطالة ببعض الاسئلة السريعة التي تخص الفتاة العلوية:
  1- ماهي حقيقة النظرة للحجاب في النهج العلوي وهل صحيح مايروج في بعض الكتب المغرضة من أن العلويين ضد الحجاب ويرون فيه بدعة !! وهل تشجعون الفتاة العلوية الغير محجبة على اعتماد الحجاب في لباسها وحشمتها!
وماالفرق بين مصطلح الحجاب ومصطلح الحشمة ! باختصار هل الحجاب فرض ديني !
  2- هناك بعض الاحاديث المروية عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام حول سفر المرأة سواء للعمل أو لأي حاجة أخرى ومنها :

لا يَخْلُونَّ رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تُسافِر امرأة إلا مع ذي مَحْرم" فقام رجل فقال:يا رسول الله إن امرأتي خرجتْ حَاجَّة وإني اكتُتبتُ في غزوة كذا وكذا . قال: انطلق فحُجّ مع امرأتك
وفي هذاا لحديث اشارة انه لايجوز للمرأة حتى أن تحج دون ان يكون معها محرم !
وهذه ايضاً بعض الاحاديث التي قراتها حول نفس الموضوع
"لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها محرم"
"لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر سفراً يكون ثلاثة أيام فصاعداً ، إلا ومعها أبوها، أو ابنها، أو زوجها، أو أخوها، أو ذو محرم منها"
وبما أن هناك كثير من الفتيات ممن يجبرن على العمل خارج مدينتهن او محافظتهن ويضطررن للسفر دون محرم فجاز أن نسأل هنا هل يعتبر هذا فعلاً محرماً وهل يعتبر تجاوزاً للشرع ولما أمر به رسول الله عليه الصلاة والسلام واليس من الواجب ان تراعي الدولة اثناء تعيين العاملات هذه الضوابط الشرعية !!
  وبناء على ماسبق نسأل بوضوح:
هل تؤيدون عمل الفتاة أو المرأة العلوية خارج نطاق مدينتها بعيدة عن الزوج أو الاهل او الرقيب او الحامي لها وهل هذا جائز شرعاً !! واستخدمت مصطلح االرقيب للاشارة الى بعض الفتيات اللواتي يحتجن فعلاً الى رقيب ثم استخدمت مصطلح الحامي للاشارة الى بعض الفتيات اللواتي لايحتجن الى رقيب ولكن يحتجن الى حامي لهن
وألا ترون انه من الاستر والأئمن والاحفظ لكرامة الفتاة ان تمارس عملها في مكان قريب من سكن اهلها وذويها؟ وما هو دور الشيوخ في ايصال هذا الرأي حول عمل الفتاة الى الجهات المسؤولة !!

ولنا عودة قريبة باذن الله. وشكر الله سعيكم وجهدكم 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآله

  الأخت الفاضلة تحية طيبة وبعد:
الفتاة العلوية: مسلمة وفق نهج أمير المؤمنين وأبنائه المعصومين عليهم السلام يخصها ما يخص بقية المسلمات، وإن جميع الأحكام الشرعية تُلزمها وتنطبق عليها والواجب مراعاتها إعتقاداً وعملاً وسلوكاً، ومنها الحجاب الذي سألتِ عنه، فهو واجب أخلاقي يرتبط بركن الحياء وهو الركن الرابع من مكارم الأخلاق العشرة، وهناك الكثير من الآيات والأحكام تدل على وجوب الحشمة لقوله تعالى:
﴿ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور:31]
فالحجاب واجب في النهج العلوي المُستوحى من كتاب الله وسنة المعصوم نبياً كان أم إماماً، وما يُرَوّج له البعض فهو افتراءٌ يندرج في إطار المفتريات الكثيرة التي أُلصِقت بالمسلمين العلويين. وأنا شخصياً من واجبي الديني: أشجع الفتاة العلوية على اعتماده مع ثقتي بشرفهن وحشمتهن.
وكما هو معروف بأنّ الأكثرية الساحقة من النساء العلويات يرتدين الحجاب المعروف عندهن بـ (المنديل)، والكثير من الشابات اليافعات يُقلدن أمهاتهن في هذا السلوك الأخلاقي، وهناك بعض السوافر كما هو الحال في بقية الطوائف ولكن دائماً وأبداً يتم التركيز على العلويين دون سواهم!
فالسفور حالة عامة وليست خاصة، ولا يعني هذا أن نشك بحشمة وشرف كل الفتيات السافرات، لأن مَرَدَّ سفور أكثرهن تقليد غربي ضَرَبَ مجتمعاتنا الإسلامية عامة وهو أمرٌ مؤسفٌ نتمنى التخلص منه على كل الصعد.

  أما سؤالك عن الفرق بين مصطلحي الحجاب والحشمة:
فلفظ الحجاب مشترك له معان عديدة ومنها الستر، ومن هنا تم اعتماد هذا المصطلح على المرأة المتسترة أي التي سترت ما أمر الله ستره كما دلت الآية، وله معان كثيرة لا حاجة إلى ذكرها، وهذا اللفظ إذا أردنا تقييده فنقول:
امرأة محجبة: أي سترت ظاهرها، وهو لا يفيد الشمول، والمراد بالشمول: ستر الباطن.
إلا إذا قلنا امرأة محتشمة، والحشمة هي: الحياء والانقباض والاستحياء من إتيان القبيح القولي والفعلي.
وبالتالي فالحجاب أخص لأنه ستر الظاهر، والحشمة أعم لأنها تشمل الظاهر والباطن.

  أما قولك هل الحجاب فرض ديني:
نعم هو فرض ديني ويندرج في إطار مكارم الأخلاق، لأنه ليس من الأحكام الاعتقادية كأصول الدين، ولا التعبدية كالأركان الخمس، ولا العملية كالبيع والشراء وغيرها من العقود والحدود والايقاعات، بل هو من الأحكام الأخلاقية، لأن الدين: علم وعمل وأخلاق، وكلها واجبة. 2

  أما سؤالكِ عن عمل المرأة خارج مدينتها ومكان سكنها فأقول:
صحيحة هي الشواهد التي أدليت بها وهي أحاديث مُجمعٌ على قطعية صدورها وإن اختلفت بعض العبارات حسب مذاهب الرواة، ولكن هناك قاعدة أصولية تقول: إنّ الضرورات تبيح المحظورات. إلا أنه لا يجوز استغلال هذه القاعدة بالمُطلق، ولا يُعمل بها إلا في الحالات القصوى.
والمرأة التي تضطر للعمل خارج نطاقها مرغمة وهي بحاجة إلى هذا العمل، فلا إثم عليها لقوله تعالى: ﴿ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [البقرة:173] فالشريفة في الحضر شريفةٌ في السفر.
ومع ذلك فأنا أوافقك الرأي أنه: يجب على رجال الدين والغيورين نقل هذه القضية إلى الجهات المختصة عسى أن تعالج. وأنا بدوري وضمن حدودي سأنقل هذا الموضوع إلى بعض الأخوة المسؤولين فعسى خيراً وبالله التوفيق.
والحمد لله رب العالمين.
حسين محمد المظلوم
22\4\2011م