من المؤسف جداً أن نضطر للجوء إلى التقية حقنا لدمائنا وخصوصاً في هذا العصر المتقدم.. التقيّة حُكمٌ إسلاميٌ مَنصوصٌ عليه في الكتاب الكريم والسُنة النبوية.. الدليل عليها، وجوبها، حدودها..

أُضيف بتاريخ الخميس, 27/02/2014 - 09:24

المرسل: علي سعيد الاسد في 07\02\2014م

شيخنا الفاضل نحن مثلا نعيش في المناطق فيها أغلبية من التكفريين وأهل السنة وإذا أظهرنا طائفتنا فإننا سنتعرض إلى المذبحة ونعلم إن أخذنا بالتقية فإننا نسلم من القتل فما هو موقف العلماء من التقية وهل هو مشابه من موقف الشيعة من التقية. 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

  من المؤسف جداً أن نضطر للجوء إلى التقية حقنا لدمائنا وخصوصاً في هذا العصر المتقدم، والسبب في ذلك وجود فئات مُنغلقة على نفسها لا تَرَ الإسلام إلا مِن خلال نظرها المحدود.

  فالتقيّةُ حُكمٌ إسلامي محض أقرّه الكِتاب المُبين والسُنّة النبوية الشريفة في ظروفٍ مُشابهة لما ذَكَرَ السائل، وقد تحدثت عن هذا الحُكم في أكثر من موضع ، ولا خلِاف فيه بين أبناء المذاهب الإسلامية إلاّ في بعض التفاصيل الصغيرة.

  وسأورد باختصار بعض تفاصيله:
التقيّة حُكمٌ إسلاميٌ مَنصوصٌ عليه في الكتاب الكريم والسُنة النبوية، وإنّ العمل بموجبه حين الاضطرار إليهِ في حالاتٍ حَدَّدَتها الشريعة الغراء لا يوجِبُ ذَماً كما يظن البعض، وهو في اللغة: الحذر، وفي الاصطلاح: تجنب العدو بإظهار ما يُوافقه مع إضمار ما يخالفه من عقيدة وغيرها، وهو واجب في موارد محددة.
  والدليل عليها من كتاب الله قوله تعالى : ﴿ لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [آل عمران:28]
  أما الدليل عليها من السُنة الشريفة فقول رسول الله صلى الله عليه وآله: [رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليهٍِِ]
ولا يُخفى على أهل العلم ما وَقَعَ لعمار وأبويه وتعذيب المشركين لهم ولجماعةٍ من الصحابة وحمَلِهم لهم على الشرك وإظهارهم الكفر، وقول الرسول (ص وآله) له: [إن عادوا لك فعد لهم بما قلت.].

  > أما وجوبها وأسبابها فهو كما قال المولى الصادق عليه السلام: [التقية في كل ضرورة وصاحبها أعلم بها حين تنزل به.]

  وأما حدودها فهو في قوله عليه السلام : [ إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فليس تقية.]

حسين محمد المظلوم
26\2\2014



هنا إعلان هذا الموضوع على صفحتنا في الفايسبوك.