حكم القاتل ولو مات على الإسلام + الشفاعة ومن تشمل ومن يستحقها.

أُضيف بتاريخ الخميس, 05/05/2011 - 09:41

المرسل: ابو سام \03\05\2011م

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرآ على ضعفنا اللغوي ونتمنى على الادارة الكريمة تصحيح السؤال لغويآ أو صياغته من جديد:
ما حكم رجل عادي أو حاكم ثبت أنه قاتل وعند موته مات وهو يقول الشهادتين ؟
وعظم الله أجركم. 1

ملاحظة: تم تصحيح الأخطاء الإملائية فقط من قبل الإدارة.

الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين

الأخ الفاضل أبو سام المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإقرار بالشهادتين قُبيل الوفاة واجبٌ على كل مسلمٍ ومسلمةٍ، وهو دليلٌ على أنّ المُتوفّى انتقل إلى رحمة الله وهو ثابتٌ على إسلامه، ولكنّ ذلك لا يعفيه من العقاب على ما اقترفت يداه، وخصوصاً الكبائر، ومنها: قتل النفس بغير حق، فهذا الجرم من الكبائر المُهلكة لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [آل عمران : 21]
وقال تعالى: ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ﴾ [المائدة : 32].
فقد توّعد الله من قتل نفساً بغير حقٍ بعذابٍ أليمٍ، أما من قتل نفساً على جِهة الخطأ فحُكمُه واضحٌ في كتاب الله قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ﴾ [النساء : 92].

فالإقرار بالشهادتين لا يعفي المرء من هذا الجُرم الكبير إلا أن تلحظه الشفاعة النبوية، وهذا في غامض علم الله.

  فما هي الشفاعة ومن تشمل ومن يستحقها ؟

الشفاعة في الآخرة تُقابل التوبة في الدنيا، ويُراد بها وصول الرحمة الإلهية والمغفرة الربانية إلى العباد المُذنبين من طريق الأنبياء والأئمة وصفوة عباد الله الصالحين، قال تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا﴾ طه/109/.
وهي لا تُطلق بل تُقيّد لقوله تعالى: ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾ الأنبياء/28/.
بل هي تُحجب وتُمنع عن الكثيرين من الذين لا يستحقونها، لقوله تعالى: ﴿ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ. حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ. فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ المدثر/46-48/.
ولقول أمير المؤمنين عليه السلام: [ من كذب بشفاعة رسول الله لم تنله.] .
فالرسول الأكرم يشفع للمُستحقين من أمته يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وآله: [ ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي].
والأئمة المعصومون يشفعون في أصحاب الذنوب من شيعتهم، وهذا ثابت لا شك فيه عند أهل الولاية.

والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
4\5\2011