عند دخول المقبرة... فيما يتعلق باليانصيب... المال الموجود على الأرض المسمى باللقية... الخير من الله والشر من أنفسنا... القضاء والقدر...

أُضيف بتاريخ الخميس, 21/02/2013 - 12:45

المرسل: أبو قاسم \18\12\2012م

بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله و سلّم على خاتم الأنبياء و المرسلين محّمد و على آله و أصحابه الطيبين الطاهرين و المعصومين.
أما بعد,
أريد ان اشكر كل من ساهم بانشاء هذه الصفحة المهمّة لنا و التي بدورها تدحض الادعائات علينا.
سيدي الكريم لقد اعددت بعض الأسئلة التي احترت بأمرها, و احترت أكثر عندما أسأل عن هذه الأمور و ألقى أجوبة مختلفة.
أما الأسئلة فهي:
عند دخولنا المقبرة ماذا نقول؟ سورة الفاتحة فقط ام غير ذلك.
السؤال الثاني: هل اليانصيب حلال او حرام ام مكروه؟
السؤال الثالث: عندما نجد مالاً على الارض (لا صاحب له), هل حلال أخذه؟ و ماذا عن ما يسمّى بالعاميّة (لقيّة).
السؤال الرابع نحن نؤمن/ نعتقد بأنّ الخير من عند الله و الشّر من أنفسنا هل جميع الطوائف/ المذاهب تؤمن بذلك؟ و ماذا عن المصائب ( المعروف بأنها محنة من عند الله سبحانه), هل هي من خطيئتنا؟
السؤال الخامس: هل جميع الطوائف/ المذاهب تؤمن بقضاء الله و قدره؟ ( أعلم بأن الغرب لا يؤمنوا بذلك و لكن عدم الايمان به كفر؟
اعذرني سيدي على كثرة الأسئلة, إنّي طامع بعلمكم السخي.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه الميامين.

  يُستحب قراءة الفاتحة عند دخول المقبرة والدعاء للمؤمنين والمؤمنات، وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام إنه كان إذا مر بالقبور كان يقول: السلام عليكم يا أهل الديار فإنّا بكم لاحقون ثلاث مرات.
  وفي رواية أخرى كان يقول: عليكم السلام يا أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة، من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، وأنتم لنا سلف وفرط، ونحن لكم تبع، وبكم وعما قليل لاحقون، اللهم اغفر لنا ولهم، وتجاوز عنّا وعنهم، ثم قال: الحمد لله الذي جعل الأرض كفاتاً أحياءاً وأمواتاً، الحمد لله الذي منها خلقنا، وفيها يعيدنا، وعليها يحشرنا، طوبى لمن ذكر المعاد وعمل للحساب وقنع بالكفاف ورضي عن الله بذلك.

  أما فيما يتعلق باليانصيب فأقول: أنّ الحلال والحرام أمران توقيفيان لا يجوز لمخلوق أن يقول بهما إلا بالأثر القطعي، وهذه المسألة من المسائل المُستحدثة، وقد اختلف فيها الفقهاء :

  • فمن قائل بالحُرمة لإدراجه اليانصيب ضمن القِمار.
  • ومن قائلٍ بالحلية لفصله عن القمار وأنّه حقيقة أخرى تختلف عنه من عدة جهات فلا يلحقه حكمه.
  • ومنهم من نظر إلى مصرف هذا المال العائد من ثمن الأوراق وكيف تصرفه الحكومة أو الشركة المالكة، فإن كان مصرفه في تقوية أعداء الدين فهو حرام، وإن كان في الأعمال الخيرية فهو حلال.
  • والذي نراه أن اليانصيب مكروه والله اعلم.

  أما المال الموجود على الأرض المُسمى باللقية في العامية فإنّه اللقطة في المُصطلح الشرعي، فعلى الإنسان أن يحتفظ بها سنة فإن طلبها أحد وقدّم البيّنة على أنها له فيجب دفعها إليه، وإن لم يُعرف صاحبها فيُمكن التصدق بها، فإن عُرف لها صاحب بعد التصدق ثم طالب بها فيجب أن تُعطى له والثواب يكون لمن تصدق بها، وفي حال لم يُطالب بعَوَضِها فله ثوابها، وفي رواية عن المولى الصادق عليه السلام أنه قال في اللقطة: يعرّفها سنة ثم فهي كسائر ماله.

  أما الخير فمن الله مفيض الخير والجود على كل موجود، والشر من أنفسنا الإمارة بالسوء، فهذا هو منهج المعصومين، ولا يقول به إلا من والى أهل البيت عليهم السلام، والبعض يقول أن الخير والشر من الله وهذا لا يتفق مع منهجنا، والمحن التي تصيبنا فهي تمحيص عن ذنوبنا وسيئات أعمالنا، لقول أمير المؤمنين عليه السلام: ما من شيعتنا أحد يقارف أمراً نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه، إما في مال أو ولد وإما في نفسه حتى يلقى الله مخبتاً وما له من ذنب، وإنه ليبقى عليه شيء من ذنوبه فيشدّد عليه عند موته فيمحص ذنوبه.

  أما القضاء والقدر فجميع المسلمون على مختلف مذاهبهم يؤمنون بهما مع تفاوت في بعض المفاهيم الجزئية ومن أنكرهما أو أنكر إحداهما فليس من الإسلام في شيء.

  والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
19\2\2013