الأحداث التاريخية يجب سردها من خلفية علمية لا مذهبية ضيقة.. قضية السيدة الزهراء عليها السلام وما جرى لها واضحة وجلية كما رواها المؤرخون... حاول بعض العلماء التعتيم عليها إلا أن الأمر ممتنع لتواترها..

أُضيف بتاريخ الأثنين, 06/01/2014 - 11:17

المرسل: ميثم في 16\11\2013م

سلام عليكم , أرجو منكم أن تبدوا رأيكم في قضية الزهراء وكسر ضلعها و إحراق دارها..أريد جواب شاف.
و شكرا. 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين الميامين.

  الأحداثُ التاريخيةُ يجب سردها بتجردٍ وواقعيةٍ دون زيادةٍ أو نقصانٍ، لا إرضاءاً لأحدٍ أو تشفِ من آخر، بمعنى ذكرها من خلفية علمية لا مذهبية ضيقة.

  وقضية السيدة الزهراء عليها السلام واضحةٌ وجليةٌ، وقد ذكرها أكثر المؤرخين بتفاوتٍ بسيط، وقد حاول بعض العلماء التعتيم عليها إلاّ أن الأمر مُمتنعٌ لِتَواتُرها، وكُلٌ يَستقيها من المَصدر الذي يَطمَئِنّ إليه، وإلَيْكها من كتاب الهداية الكبرى للشيخ الخصيبي رضوان الله عليه:

  وكانت فاطمة ( عليها السلام ) غمضت عينها وحفظت نفسها ومَدّت عليها الملاءة وقالت: يا أسماء بنت عُمَيْس إذا أنا مِتُّ، فانظري إلى الدار، فإذا رأيت سجافاً من سُندس الجنة قد ضَرَبَ فسطاطاً من جانب الدار، فاحمليني وزينب وأم كلثوم وأتيا بي، فاجعلوني من وراءِ السّجاف، وخَلّوا بَيني وبَين نفسي .

  فلما توفيت فاطمة ( عليها السلام ) وظهر السِّجاف، حَمَلتها وجُعلت وراءه، فغُسلت وحُنّطت بالحنوط، وكان كافوراً أنزله جبريل ( عليه السلام ) من الجنة وثلاث صدر، فقال: يا رسول الله، العلي الأعلى يُقرئك السلام، ويقول لك: هذا حنوطك وحنوط ابنتك فاطمة، وحنوط أخيك علي مقسومٌ ثلاثاً، وإنّ أكفانها من الجنّة لأنّها أَمَة أكرم على الله من أن يَتولاّها أحدٌ غيره .

  ورويَ أنها تكفنت من بعد غسلها وحنوطها وطهارتها لا دنس فيها، وأنها لم يكن يحضرها إلا أمير المؤمنين والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضة جاريتها وأسماء ابنة عميس، وأنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) جهّزها ومعه الحسن والحسين في الليل وصلوا عليها وأنّها وصّت، وقالت: لا يُصلي عليّ أمّة نقضت عهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ).
ولم يعلم بها أحد، ولا حضر وفاتها أحد ولا صلى عليها من سائر الناس غيرهم، لأنها وصّت ( عليها السلام )، وقالت: لا يصلي عليّ أمّة نقضت عهد الله وعهد أبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين بَعلي، وظلموني واخذوا وراثتي وحرقوا صحيفتي التي كتبها أبي بملك فدك والعوالي، وكذّبوا شهودي، وهم والله جبريل وميكائيل وأمير المؤمنين وأم أيمن، وطفتُ عليهم في بيوتهم وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يَحملني ومعي الحسن والحسين ليلاً ونهاراً إلى منازلهم يُذكرهم بالله ورسوله لئلا يظلمونا ويُعطونا حقنا الذي جعله الله لنا، فيجيبون ليلاً ويقعدون عن نصرتنا نهارا، ثم يُنفذون إلى دارنا قنفذاً ومعه خالد بن الوليد ليُخرجا ابن عمي إلى سقيفة بني ساعدة لبيعتهم الخاسرة، ولا يَخرج إليهم مُتشاغلا بوصاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأزواجه وتأليف القرآن وقضاء ثمانين ألف درهم وصاه بقضائها عنه عدات وديناً، فجمعوا الحطب ببابنا وأتوا بالنار ليحرقوا البيت، فأخذت بعضادتي الباب وقلت:
ناشدتكم الله وبأبي رسول الله ( عليه السلام ) أن تكفّوا عنّا وتنصرفوا، فأخذ عمر السَوطَ من قنفذ مولى أبي بكر، فضرب به عضدي فالتوى السوط على يدي حتى صار كالدملج، ورَكَلَ الباب برجلِهِ فرَدّه عَلَيَّ وأنا حامِلٌ فسقطتُ لوجهي والنار تَسعر، وصفق وجهي بيده حتى انتثر قرطي من إذني، وجاءني المخاض فأسقطتُ محسنا قتيلاً بغير جُرْمٍ، فهذه أُمّة تُصَلّي عَليّ!، وقد تبرّأ الله ورسوله منها وتبرّأتُ منها .

  فعمل أمير المؤمنين بوصيتها، ولم يُعلم بها أحد، وأصبح الناس في البقيع ليلة دفن فاطمة ( عليها السلام ) أربعون قبراً جدداً، وإنّ المسلمين لمّا علموا بوفاة فاطمة ودفنها، أتوا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يُعَزّونه بها، فقالوا: يا أخا رسول الله أمرتَ بتجهيزها وحَفرِ تُربتها؟
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قد وورِيَت ولَحِقَت بأبيها ( صلى الله عليهما ).
فقالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون تموت بنت محمد، ولم يُخلف ولداً غيرها، ولا يُصَلّي عليها، إنّ هذا الشيء عظيم .
فقال ( عليه السلام ) : حسبكم ما جئتم به على الله ورسوله من أهل بيته، ولم أكن والله أعصيها في وصيتها التي وَصَّت بها، أن لا يُصَلّي عليها أحدٌ منكم وما بَعد العَهْدِ غَدر .
فنفض القوم أثوابهم وقالوا: لا بُدّ من الصلاة على بنت نبينا، ومَضوا من فورهم إلى البَقيع فوجدوا فيه أربعين قبراً جدداً، فاستشكل عليهم قبرُها بين تلك القبور فضَجّ الناس، ولامَ بعضهم بعضاً، وقالوا: لم تحضروا وفاة بنت نبيّكم، ولا الصلاة عليها، ولا تعرفون قبرها فتزورونها .
فقال أبو بكر: أتوا نساء المسلمين من ينشر هذه القبور حتى تجدوا فاطمة ( عليها السلام ) فتصلوا عليها ويُزار قبرها.
فبلغ ذلك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فخرج من داره مُغضباً، وقد احمرّت عيناه، ودارت أوداجه، وعلى يده قباه الأصفر الذي لم يكن يلبسه إلاّ في كريهةٍ، يتوكأ على سيفه ذي الفقار، حتى ورد على البقيع فسبق إلى الناس النذير فقال لهم: هذا عَلِيٌّ قد أقبَلَ كَمَا تَرَوْن يُقسم بالله لَئِن بُحِثَ من هذه القبور حَجَرٌ واحدٌ لأضعنّ سيفي على غابِرِ الأُمّة، فوَلّى القومُ ولم يُحدثوا إحداثاً.

  فهذه هي قضية السيدة الزهراء عليها السلام وما جرى لها كما رواها المؤرخون، وإنّ عَدَمَ الخوض في هذه الأحداث أَجدى وأَسلم.

حسين محمد المظلوم
3\1\2014



هنا إعلان هذا الموضوع على صفحتنا في الفايسبوك.