الطفلان شعبان ونور وكلام شيّقٌ ومفيد في حوار أجريناه مع الوالد المحترم أبو علي.

أُضيف بتاريخ الجمعة, 13/02/2015 - 12:20
 اللهم صلّ على محمد وآل محمد
الأخ الكريم أبو علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكم منا ومن كل من رأى مقاطع الفيديو لوليدكما نور وشعبان حفظهما الله تعالى كل احترام وكل تقدير وكل إكبار وكل احترام..

نعم نفتخر بتربيتكم وبحسن تأديبكم لأولادكم وهكذا يجب أن يكون المسلمون العلويون (الأهل والأبناء) في كل مكان وزمان وهذا عهدنا بهم عبر التاريخ.. ونرغب ويرغب المتابعون أن يعرفوا المزيد عنكم..

فإذا تكرمتم أرجو أن تعرّفونا بشكل عام و بالطريقة والشكل الذي ترغبونه عن عائلتكم الكريمة .. عملكم نشاطاتكم اهتماماتكم...إلخ

ونسأل بشكل خاص عن الطفلين البطلين نور وشعبان حفظهما الله تعالى كيف لهما في مثل هذا العمر أن يحفظا هذه السور من القرآن الكريم؟.. كم من الوقت تقضي معهم وما هي الطريقة التي تعتمدها معهما؟..

كيف ترى واجبك تجاه أولادك وعائلتك؟

ما هي مشاريعك المستقبلية لهم وأين تريدهم أن يكونوا؟

ماذا تقول لبقية الأهالي هل أعمالهم ومشاغلهم وهموم الحياة يجب أن تمنعهم وتبعدهم عن تأديب أولادهم؟! أليس أولادنا أمانة من الله في أعناقنا ولهم علينا حق وواجب أكثر من تأمين المأكل والملبس والمنامة؟!..

هل على الأهالي أن يتّكلوا على غيرهم في تأديب أولادهم؟! أليس كل راعٍٍ مسؤول عن رعيته وإذا صلح البيت صلح المجتمع..

هل من الصعوبة بمكان أن يفعل الأهالي ما أنت تفعله..

كيف نكون كما أمر أئمتنا عليهم السلام يقول الإمام الصادق عليه السلام: (كونوا لنا زَيناًً ولا تكونوا علينا شَينا)...

ألسنا كلنا مسؤولونا أمام أئمتناوأمام نبيّنا (ص وآله) وأمام الله عز وجل عمّا فعلنا وقدّمنا من صالح الأعمال ومن تأدية الأمانات..

يحق لكم أن تفخروا بعملكم وبأولادكم تقبّل الله جهادكم ويحق لنا أن نفخر ونتفاخر بكم على أمل نتعرّف على المزيد من العائلات الكريمة التي تقوم بما أنتم تقومون فيه فهذا هو الوجه الحسن الذي نريده ونريد أن نكون عليه لنُظهره (للداخل حتى يقتدي وللخارج حتى يكفّ شرّه عنّا) كصورة ناصعة عن أبناء الطائفة الإسلامية العلوية وبالله التوفيق والمستعان.
10\شباط\2015م
(إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)

 

Abou Ali
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نحن كعائلة كنا من سكان جبل محسن متزوج ولدي أربع أولاد ولكن الأوضاع المادية اضطرتني الى ترك المنطقة واستئجار سكن ومحل في بلدة المسعودية عكار. وبدأت عمل جديد وهو في مجال الكومبيوتر .

عندي كلمة أحب أن أقولها قبل البدء بالحوار.

أنا مستواي التعليمي صف سابع وكنت مجتهد في المدرسة ولكني وبسبب الأوضاع المادية اضطررت انا واخوتي الى ترك المدرسة لمساعدة والدي وكان ذلك سنة 1996 بسبب أن صاحب المنزل فرض علينا إما الشراء وإما الإخلاء وكانت اختي في المستشفى تخضع كل يوم لعملية على مدة شهر بعد أن دهستها سيارة وكان عمري حينها 14 سنة ولكن هذا الأمر زادني اصرارًا على تكملة التعليم بعد عودتي من العمل وفي ذلك الوقت تعلمت الخط العربي والقواعد والإملاء وكان عشقي حفظ الحكم والأقوال.

أما الموضوع الثاني الذي أحب أن أضيفه أن أخي يوسف كان عمره 7 سنوات حين حفظ جزء عم وسورة يوسف وسورة مريم وسورة الكهف وسورة طه وسورة الانسان وسورة القيامة بالإضافة لبعض الحكم وكان حينها لا يجيد القراءة بل كنت أعطيه كل يوم حفظ صفحة وكانت أُمّي تلقنه اياها وحفظتهم معه ولكن للأسف حين تركت المنطقة لم يجد من يكمل تشجيعه فلم يستمر في الحفظ بل توقف عند ما حفظه.

عذرًا على الاطالة ولكني أتكلم من باب خبرة، وهل تعلم أن مكافأة يوسف لحفظه صفحة كانت 250 ليرة لبنانية واذا حفظ صفحتين 500 ليرة لبنانية كانت قيمتها المعنوية أكبر من قيمتها المادية .

نعود لموضوع أولادي أنا اليوم عملي من الصباح حتى المساء ولكني أقتصر بالزيارات على الواجبات فقط وأفرغ الوقت الأكبر بعد دوام عملي لعائلتي، إذ أخرج من عملي إلى المنزل وتكون حينها الساعة الثامنة ليلاً. فأنا بدأت بتحفيظهم في فصل الصيف وكانوا ينامون الساعة التاسعة فكنت أقضي هذه الساعة معهم وأفرّغها لهم ولا أضغط عليهم بحفظ أكثر من سطرين فإن رأيت مثلا شعبان قصر فأغيظه أن نور أشطر منك وأقول له اذهب أنت لا تعرف كيف تحفظ فحينها ينتفض ويبدأ من جديد.

صدقني لن تجد أجمل من شعورك حين ينتهي ابنك من حفظ كل سورة. وكنت حين يحفظون السورة أرسلها الى جدتهم وأعمامهم وأطلب منهم أن يرسلوا لهم رسالة تشجيع.

أما ما تفضلت به حضرتك فأكيد هذا واجب الأب لأبنائه أن يعلمه القرآن وكيف يعلمه؟ هل بالضغط والترهيب أم بالترغيب؟ ومنذ يومين كتبت مقالة صغيرة واختصرتها قدر المستطاع عن بناء مجتمع سالم كيف يكون وكيف أن لكل طفل طاقة. اجعله يحب القرآن فتراه يطلب منك أن تحفظه بدل أن تفرض عليه الحفظ وينسى لأنه لا رغبة له في ذلك.

(انتهى)

ثم استدرك الوالد وأرسل قائلاً: [ عفواً أصبحوا 5 أولاد منذ ثلاث أسابيع :) ]

وقد بحثنا عن المقال الذي ذكره الوالد وأنقله لكم لتعم الفائدة..

(إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)

 

لبناء مجتمع صالح أتمنى القراءة

أبدأ حديثي بموضوع مهم وهو يغفل عنه الكثيرون، وهو الموضوع النفسي الذي له التأثير الأكبر على حياة الطفل. فمثلا حين تعطي الطفل إحساسًا أنّه ذكي فتراه يتجنب الخطأ أمامك وإن تقول له بشكل دائم أنت غبي فتراه اقتنع بالأمر واتخذ الغباء هروب من المسؤولية.

وأنتقل من الموضوع النفسي الى الموضوع العملي أو الطاقة الدفينة داخل كل انسان فكل إنسان عنده طاقة منذ الصغر فحيث يفرغ طاقته يبدع فمنهم من يفرغها بالعلم فتراه نابغة ومنهم من يفرغها باللعب فتراه ماكينة لا تهدأ ومنهم من يفرغها بالرزالة فتراه لا يخاف الله ومنهم من تتشتت طاقته فتراه ضعيف متشتت الأفكار، فهنا يكون واجب الأهل وهو أن يأخذوا بأيدي أطفالهم منذ نعومة أظافرهم ويجعلوهم محبي العلم وهذا ليس بالأمر الصعب.

  • أولاً: على الأهل أن يكونوا قدوة أبناؤهم لأننا جميعنا يعلم مقولة (الولد سر أبيه) فعلى الوالد أن يجعل ابنه يرى الإخلاص والمحبة والأدب وصِلة الرحم ومخافة الله وبرّ الوالدين واحترام الجار في أهله أولاً قبل أن يطبقوها عليه.
     
  • ثانيًا: حين يتلو القرآن عليه إجلاس أولاده بجانبه ومن أهم المؤثرات النفسية عند الطفل هي التكرار فنرى معظم الأطفال يحفظون الأغاني والسبب هو سماعها بشكل دائم فهنا النقطة الأساسية وهي تعويد الأطفال على سماع القرآن بشكل دائم ولو نصف ساعة يوميًا.
     
  • ثالثًا: تجنيب الأولاد رفقة السوء وملاحقتهم حتى مدارسهم للاطمئنان عليهم فحين يرون أننا نهتم بهم الى هذا الحد يخشون الوقوع في الخطأ. ملاحظة (ملاحقتهم تعني ايلائهم الاهتمام وليس تصغيرهم في أعين رفاقهم)
     
  • رابعًا: بالنسبة للمصروف الذي يأخذه الطفل علينا أن نجعله محدود وهذا ليس بُخلاً وإنما ليكون لأطفالنا مُحَفّز فمثلا: أن تخصص له مصروف يومي ضئيل وتقول له إن اجتهدت لك مكافأة زيادة على مصروفك وإن تأخرت عليك خصم منه. (الاجتهاد سيكون بجميع الأمور فمثلا أعطيه حسب عمره إن كان بسن الأربع أو خمسة سنين أعطيه كل يوم سطر أو سطرين أُحَفِّظُه إياهم بنفسي فإن حفظهم يأخذ مكافأته وإن لم يحفظ أحسّسه أني انزعجت منه وأميل لتحفيظ أخوته فأراه اندفع الي وهو يقول أنا أريد أن أحفظ. أما إن كان يُجيد القراءة فأعطيه حسب مستواه العلمي وأخصص له مكافأة).

  إذا أردنا أن نبني مجتمع مثقف ومثمر فعلينا أن نريه الثقافة والأدب والأخلاق بأنفسنا ونقنعه بها.

  عذرًا على الاطالة ولكني اختصرت قدر المستطاع.

Abou Ali
10\شباط\2015م

 

وهنا رابط المقال وصفحة الأخ أبو علي.