(زواج العلوي بسنيّة أو السُنّي بعلوية) الإشتراط والإتفاق قبل الإرتباط، حتى لا يقع الشقاق...

أُضيف بتاريخ الأحد, 01/05/2011 - 13:39

المرسل: zaynab \ نيسان\30\2011م

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا زلنا سيدي العلامة الشيخ حسين محمد المظلوم في رحاب أجوبتكم التي تثلج القلب وتنور طريق كل طالب علم ومعرفة في أصول الدين وفروعه، وهي لعمري مَكرُمَة خصصتنا بها وخاصة في هذا العالم الالكتروني الذي اختلط فيه الحابل بالنابل وبات كلّ يفتي على هواه، فنشكر لكم عطاءكم سيدي الشيخ وجعله في ميزان أعمالكم بحق سيدنا محمد وآله ....
وعليه وتعقيباً على زواج العلوي من سنية وبالعكس:
عندما يحصل هكذا زواج والذي من المتوقع منه الوقوع بكثير من المشاكل بحكم اختلاف المجتمعات والاختلاطات. ولكن على فرض هذا الزواج تم وقُضيَ الأمر ولا رجعة فيه . فالسؤال الذي يطرح نفسه في هكذا حالة:
  • هل تبقى العلوية على المذهب الجعفري، في حين الطرف الآخر على احد المذاهب المعروفة عند أهل السنة والجماعة؟..
  • بل هل يرضى هذا الزوج السني أن تبقى على عقيدتها وان تُربي أولادها على عقيدتها الامامية الاثني عشرية ؟؟
  • وماذا لو رفض أن تبقى على عقيدتها وأراد منها اللحاق بعقيدته على احد المذاهب الاربعة ؟
في حين نعلم أن الاسلام اكتمل بولاية علي (ع) والأئمة من بعده منه وفاطمة عليهم الصلاة والسلام جميعاً ؟ وذلك يوم غدير خم والخبر المعروف بكمال الدين وتمام النعمة على المسلمين من بعد التبليغ بالولاية فنزلت الآية (..........الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا... الآية3\سورة المائدة)؟؟
حيث هنا من المفترض ان هذا الزوج السني ليس على ولاية أهل البيت الامامية الاثني عشرية "بل يدّعي حبهم فقط " في حين الحب شيء" والولاء المطلق لهم شيء آخر" فما العمل في هكذا حالة ؟ هل تلحق بمذهبه وتترك المذهب الجعفري ,مذهب الامامية الاثني عشرية أم ماذا؟
.ولكم جزيل الشكر والامتنان على كرم عطائكم وتقبلوا فائق احترامي وتقديري لكم يا سيدي العلامة الشيخ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه والتابعين.

الأخت الفاضلة زينب.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حين أقدم الشاب السني على الزواج من فتاة علوية فعلى أساس أنها مسلمة تقر بالشهادتين فإن كان لا يعترف بإسلاميتها فلا يحق له الزواج منها، وهي أيضاً لا يصح أن تتزوج من رجل لا يعترف بإسلاميتها، فإذا كان يعترف بها أنها مسلمة فلا يحق له أن يفرض عليها مذهباً غير مذهبها فهي تطيعه على أساس دينه وليس على أساس مذهبه، وهو يعاملها على أساس دينها وليس على أساس مذهبها.

بالإضافة إلى ذلك فقد أوضحت أن الزواج يتم برضى الطرفين وهنا إذا أحبا الاشتراط فلا مانع فلها أن تشترط البقاء على مذهبها وله أن يقبل فيتم العقد أو يرفض فيذهب كُلٌ في طريقه، وله أن يشرط عليها إتباع مذهبه ولها الحق في القبول أو الرفض.

أما بالنسبة لقضية الأبناء فيجب أيضاً أن يتفقا على هذا الأمر مسبقاً كي لا يقع الشقاق فيقعون ضحية هذا الصراع الوهمي، والأنسب أن يتفقا على تربيتهم تربية إسلامية لا مذهبية وحين يبلغون الرشد يختارون المذهب بعد بحث ونظر لعدم جواز تقليد الآباء في الأصول، فأصول الدين في منهجنا تشترط البحث والنظر لأن التقليد يجوز ابتداءً ولا يجوز بقاءً.

أسأل الله أن يجمع شمل المسلمين والحمد لله رب العالمين

حسين محمد المظلوم
30\4\2011