أبوك الذي ولدك هو أبو الطين، وأبوك الذي زوجك أبنته وهو ما ينادونه بالعم، وأبوك الذي علمك وهو أبو الروح، وهو أفضلهم وهذا مما لا خلاف حوله...

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 16/07/2013 - 12:45

المرسل: محمد العمري في 20\05\2013م

السلام عليكم، سيدي اطلب منك تحقيق وبيان القول الآباء ثلاثة: أب ولّدك ، وأب زوّجك ، وأب علّمك. أ هذا حديث رسول الله كما هو منشور بالنسبة إليه؟ إلّا فهل هناك دلائل أخرى من الأحاديث النبوي والأئمة الاطهار أن المعلم بمنزلة الآب وله ما للوالد؟ 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

  هذا الحديث صحيحٌ وثابتٌ، وقد رواه العلماء في الموسوعات الحديثية ودلالته واضحة: فأبوك الذي وَلدك هو أبو الطين، وأبوك الذي زوّجك أبنته وهو ما ينادونه بالعم، وأبوك الذي علّمك وهو أبو الروح، وهو أفضلهم وهذا ممّا لا خلاف حوله.

  وقد ورد هذا الحديث بصيغةٍ أخرى وهي قوله صلى الله عليه وآله: (الآباءُ ثلاثةٌ، أبٌ أولدك، وأبٌ ربّاك، وأبٌ علّمك).

  والذي عَلّم خيرهم وأفضلهم منزلةً لقول رسول الله صلى الله عليه وآله: (أنا وعلي أَبَوا هذه الأُمّة، وَلَحَقُّنَا عليهم أعظمُ من حَقّ أَبَوَيّ ولادتِهم، فإنّما نُنقِذُهُم إن أطاعونا من النار إلى دار القرار ونُلحقهم من العبودية بخيار الأبرار.) بحار النوار.

  ومن هذا الحديث استدل العلماء على أنّ الذي عَلَّمَ أرفعُ منزلةً من الذي أولد وزوّج.

  وقد أبانَ الإمام سيّد العابدين علي بن الحسين عليه السلام عن حق مُعَلّم الدين بقوله في رسالة الحقوق:
(وأمّا حَق سائسك بالعلم، فالتعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه، والإقبال عليه، والمعونة له على نفسك فيما لا غنى بك عنه من العلم، بأن تُفرغ له عقلك، وتُحضره فهمك، وتُزكي له قلبك، وتُجلي له بصرك بترك اللذات ونقص الشهوات، وأن تَعْلَمَ أنك فيما ألقى إليك، رسوله إلى من لقيك من أهل الجهل فلزمك حُسن التأدية عنه إليهم، ولا تخنه في تأدية رسالته والقيام بها عنه إذا تقلّدتها ولا حول ولا قوة إلا بالله.)

  والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
15\7\2013