الطلاق أمر مبغوض شرعاً وعقلاً وليس هو بالتشهي أو التشفي والانتقام.. المرأة ليست ألعوبة بيد الرجل يأخذها متى يشاء ويلقيها متى يشاء بل لها حقوق وعليها واجبات..

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 16/10/2012 - 12:06

المرسل: رويدة \31\08\2012م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفاض الله عليكم بركاته وأنواره العلوية
الشيخ الكريم
من خلال عملي ألاحظ كثرة حالات الطلاق وانتشارها والأسباب لا توصل إلى الطلاق وخاصة في طائفتنا الكريمة وكل يوم ازداد تعجباً من هذا الظاهرة
ما دواعي الطلاق سيدي خاصة لدي طائفتنا ؟؟؟
وهل أباح الله عز وجل الطلاق على لسان الرجل ينطقها متى شاء ولأي سبب ؟؟؟
والسؤال الأهم سيدي الكريم :
هل مشايخنا لا ينتبهون لهذه الظاهرة وسهولة اللجوء إلى هذا اللفظ لتنهار الأسرة أم أنهم ينبهون الشباب عندما يقدمون على الزواج للانتباه الشديد للفظ هذه الكلمة ؟؟؟؟؟؟
وأتسائل هل نعتب على هذا الزمن أم على التربية أم على ماذا نعتب لإنتشار هذه الظاهرة ؟؟
كل التقدير لكم 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

  الزواج رباط شرعي له حرمته وخصوصيته ولا يجوز أن يُحَلَّ هذا الرباط لأسبابٍ تافهةٍ، والطلاق أمرٌ مبغوضٌ شرعاً وعقلاً وليس هو بالتشهي أو التشفي والانتقام، لقول رسول الله صلى الله عليه وآله (ما أَحَلَّ الله شيئاً أبغضَ إليه من الطلاق)، وقال الإمام الباقر عليه السلام (إنّ الله عزّ وجل يَبغضُ كُلَّ مِطلاقٍ ذَوّاق)، وأحاديث كثيرة تَنْصَبُّ في هذا الخصوص.
  فالطلاق مَبغوضٌ ويُكرَهُ إلا لحالاتٍ قليلةٍ كالخيانة من أحد الطرفين، أو النفور والبُغض الشديدين الذي لا يُمكن التعايش معهما، أو ارتداد أحدهما عن الإسلام وسوى ذلك، فالطلاقُ مَكروهٌ لأنّه يُدَمّرُ الأُسرة ويُوَلّدُ الأحقادَ بين الطرفين ويَمتدُّ هذا الحقد إلى عائلتيهما ونحو ذلك.

  والله تعالى لم يُعْطِ هذا الحق للرجل كي يستعمله متى يشاء بل له أسبابُه المُوجِبَة وقد ذكرنا بعضها، أما أن يكونَ السبَبُ أنّه اشتهى فتاةً غيرها أو غَضِبَ منها وأراد الانتقام بهذه الوسيلة فمَكروهٌ شرعاً.

  وبالنسبة لشيوخنا فإنهم في أكثر الحالات يَحولون دون وقوع هذا الأمر ويَسعون للإصلاح، ولكن إذا أبى الزوج إلا الطلاق فلا يَستطيعُ أحدٌ أن يَمنعه من ذلك فالأمر يعود إلى ضميره ووجدانه.

  فالمرأة ليست ألعوبةً بِيَد الرجل يأخذها متى يشاء ويُلقيها متى يشاء بل لها حقوقٌ وعليها واجباتٌ، فعلى كل مِنهما أن يحترمَ حق الثاني ويُحافظ عليه والسلام.

حسين محمد المظلوم
14\10\2012