الزواج من دون رضا أهل الشاب لا مانع شرعي له إلا أنه يسبب الكثير من المشاكل.. الكثير من العادات البالية ما زالت قائمة في مجتمعاتنا الإسلامية وسببها عدم الرجوع إلى النصوص الشرعية المقدسة.. إن المذهب العلوي بريء من هذا التعصب والجهل..

أُضيف بتاريخ السبت, 26/11/2011 - 14:02

المرسل: الراجعة الي الله \17\11\2011م.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل اطال الله عمرك و اعانك علي خدمة هذا الدين ارجو من الله ان يعينني علي ابلاغ طلبي حسب حسن نيتي وسلامة مقصدي اما بعد
انا فتاة تونسية من عائلة محافظة تنتمي الي المذهب المالكي تعرفت بقصد الزواج علي رجل سوري من العلويين ارتضيت دينه وارتضاني زوجة له وبت اسال الله ان يجعله زوجي ووالد اطفالي وان يوفقني لاكون الزوجة الصالحة له الا انني فوجئت برفض اهله لي بسبب انني لست من طائفتهم فانا التي كنت دائما احترم جميع المذاهب طالما هدفنا الوحيد هو حسن عبادة الله عز وجل وجدت نفسي في موقف صعب رغم رغبتي في الزواج منه وتمسكه هو بي واصراره علي الزواج حتي دون موافقة اهله الا انني اخاف الله في اهله او ان اكون سببا في عقوق والديه وهذا ما لا ارضاه انا ولا يرتضيه اهلي ارجو منكم مساعدتي وجزاكم الله عني اوفر الجزاء 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

الأخت الكريمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  من المؤسف إن الكثير من العادات البالية ما زالت قائمة في مجتمعاتنا الإسلامية وسببها عدم الرجوع إلى النصوص الشرعية المقدسة، والذي كرسها ورسخ وجودها فقهاء السوء والتعصب، والمستعمر البغيض وفق سياسة فرق تسد.

  أما بالنسبة لقضيتك فكوني على ثقة إن المذهب العلوي بريء من هذا التعصب والجهل وقد ذكرت ذلك في أكثر من موضع ، وأنا شخصياً كرجل دين أجريت الكثير من عقود الزواج بين علوي وسنية وسني وعلوية ولا مشكلة في الأمر لأنّ الدين واحد وحُكمه هو الثابت والمَعمول به، وما أقرّه الأصل لا يُزيله الفرع وهذا مُحقق ومُثبت عند كافة العقلاء.

  لن نبحث عن خلفية الأمر وسبب امتناع الأهل، هل هو تعصب للأمر أم جهل به أم خوف من مستقبل غامض، بل علينا أن نؤكد بأنّه لا يوجد مانع شرعي لهذا الزواج، وأنا أنصح الشاب بأن يُعالج الموضوع مع أهله بالحكمة والروّية، وأن تحاولي أن تتقرّبي منهم بنفس المبدأ فعسى أن تزول هذه العقبة، أما زواجه من دون رضا أهله فلا مانع شرعي له إلا أنه يسبب الكثير من المشاكل أنتما بغنى عنها، ومن جملتها قطع صلة الرحم التي أمر الله بالمحافظة على وصلها.

  أختي الكريمة أرى أنّ الصبر أحجى فعسى أن يعقبه الخير.
متمنياً لكما التوفيق فيما يرضي الله تعالى، ودمتما وأهليكما بخير، وأكثر الله من أمثالك.

حسين محمد المظلوم
25\11\2011