رحم الله شهداء الجيش العربي السوري الباسل والذي هو درع الأمة العربية.. الشريعة الإسلامية السمحة لم تُحَرّم البكاء على الشهيد.. من الطبيعي أن تَبكي الأم على فلذة كبدها فلا يجوز منعها من البكاء، ولكن يجب التخفيف عنها بكل عطف ورفق ومحبة..

أُضيف بتاريخ الجمعة, 23/05/2014 - 13:12

المرسل: ibrahim.khalil في 16\01\2014م

السلام عليكم ورحمة الله وبراكاته..
أنا أخ لشهيد بالجيش العربي السوري ..
أمي تعيش حالة حزن وبكاء مستمرين .. وكلما قلنا لها هذا لا يجوز قالت لنا إنني أم وهذا ليس بيدي وعاطفتي لأبني قوية ولا أستطيع التوقف عن البكاء .. فيا سيدي الكريم .. هل يجوز البكاء والحزن على الشهداء وما حكمها في الدين .. وهل هذا يعتبر صبرا ؟؟ .. وكيف يمكن لنا أن نقنع الوالدة بذلك .....
شكرا.. 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

  الشريعة الإسلامية السمحة لم تُحَرّم البكاء على الشهيد، وبالتالي فلا حُكماً شرعياُ يقع على من بكى شهيداً.

  وهناك الكثير من النصوص التي تؤكد بكاء النبي على الشهداء وبعض أصحابه، فقد ورد في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر قال:
اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتى رسول الله(ص) يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود، فلمّا دخل عليه وجده في غشية، فقال: "أقد قضى؟" قالوا: لا يا رسول الله! فبكى رسول الله(ص)، فلمّا رأى القوم بكاء رسول الله(ص) بكوا، فقال: "ألا تسمعون؟ إنّ الله لا يُعذّب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يُعذّب بهذا (وأشار إلى لسانه) أو يَرْحَم".
  وفي صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود وابن ماجة واللفظ للأوّل:
قال أنس: دخلنا مع رسول الله (ص) ... وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلَتْ عينا رسول الله تذرفان، فقال له عبد الرحمن ابن عوف: وأنت يا رسول الله؟! فقال: "يابن عوف، إنّها رحمة"، ثمّ أتبعها بأخرى فقال (ص): "إنّ العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلاّ ما يرضي ربّنا، وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
  وفي صحيح البخاري: أنّ النبيّ نعى زيداً وجعفراً وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم وقال: "أخذ الراية زيد، فأصيب. ثمّ أخذ جعفر، فأصيب. ثمّ أخذ ابن رواحة فأصيب"، وعيناه تذرفان .

  والأدلة كثيرة اختصرنا منها ما يخص السائل فمن الطبيعي أن تَبكي الأم على فلذة كبدها الذي ربى في حجرها حتى رأته شاباً ناضراً وذاقت الأمرين في تربيته، فلا يجوز منعها من البكاء، ولكن يجب التخفيف عنها بكل عطف ورفق ومحبة، والقول لها بأن أبنها قضى شهيداً وهذا منتهى الشرف وله مقعد صدقٍ عند مليكٍ مُقتدر ويجب أن تفتخر وتعتز بذلك.

  وختاماً أقول رحم الله شهداء الجيش العربي السوري الباسل والذي هو درع الأمة العربية. 2

حسين محمد المظلوم
21\5\2014



هنا إعلان هذا الموضوع على صفحتنا في الفايسبوك.