كلمتان لفضيلة الشيخ جميل علي سعود

أُضيف بتاريخ الجمعة, 05/11/2010 - 05:35
 

تكرّم علينا فضيلة الشيخ أبو علي جميل آل سعود -عفى الله عن روحه- وشرّفنا بكلمتين قيّمتين دعمًا لنا ولهذه المكتبة:

 
  •  الكلمة الأولى

كانت تأييدًا للنهج الذي نتّبعه في التعريف بالمسلمين العلويين من لسان علمائهم الثقاة، وعونًا لإنجاح هذه المساعي الحَميدة، وقد نظرني بعين طبعه وغمرني بلطفه وطيب ودّه وحُسن كرمه وجُوده وأعترف أنني لا أرقى لما وصفني به ولا أستحق ذلك المقام الخطير وأنا خادم المؤمنين بالحق وأسأل الله أن أكون عند حسن ظنه الطيّب هو وكافة علمائنا ومشائخنا الكرام وإخواننا وأهلنا العلويين المؤمنين.

 
  •  الكلمة الثانية

كتبها فضيلته بعد كلمته الأولى بزمنٍ قليلٍ وكانت بدافع الحَميّة الدينية بعد اطلاعه على نصوص من تهجّموا على هذه المكتبة حتى قبل افتتاحها وغمزوا من قناة الشيخ حُسين المظلوم الذي نعتمد بالدرجة الأولى في انطلاقتنا على مؤلفاته، وتعدّوا عليَّ شخصيًا بطريقة لا إنسانية...

فللشيخ الفاضل أبو علي جميل سعود الذي لم يخشَ في الله لومة لائم كل احترام وتقدير وودّ جازاه الله عنا كل خير، وأقول: إذا ما رضيت عنّي الكرام أمثالكم فلا أعبى بالقوم اللئام.

وأنشر للقارئ الكريم الكلمة الأولى، راجين دعاء المخلصين من أبناء هذه الطائفة العلوية الكريمة ونأمل أن يكون عملنا هذا مقبولاً لديكم. (أبو إسكندر)


 

أخي في الله الـ (...) أبو اسكندر العزيز.. تحية الولاء والوفاء. وتحية حب واحترام.

عساكم بخير وعافية مع كافة أفراد العائلة ومن تحب. وبعد..

لقد أطلعني على سفركم الكريم أخي محمد عزيز سرور. وهذا السفر القيم فيه مسرة ً للخاطر وقرة ً للناظر، بما يحوي من المعاني الظريفة واللطيفة، بالمحافظة من حبكم لجمع الشمل، لهذه الفرقة العلوية، وما عندكم من الإطلاع بما يحاك حولها من المؤامرات الخارجية عليها، وبما في داخلها من الأمراض والرواسب والدسائس على مقوماتها وعلى عقائدها من الموتورين والحاقدين، وهؤلاء قد باءوا بالفشل.

ما زالت هذه الطائفة معتقدها مذهب الإمام جعفر الصادق سيد المذاهب الإسلامية، لأن أصحاب المذاهب أخذوا مذاهبهم عن سيدنا الصادق ، وهذه الطائفة متمسكة بما أتى عن طريق رسول العصمة سيد الرسل وخاتم النبيين ، من صلاة وصوم وزكاة وحج وجهاد .

ونحن العلويون: القرآن كتابنا به نعتصم وإليه نختصم، والسنة النبوية طريقنا، والأئمة هداتنا، بما ينير السبل ويقيم الدليل. ومن كان العقل دليله والقرآن طريقه والحق غايته والعدل رائده، فلا يبقى في يقينه شك ولا ريب، والعلوية تراءت له، وإن مداراتهم وراء الحقيقة بارزة بصدق إقرارهم وصحة اعتقاداتهم. وإن كانت بعض الفرق ينظرون لنا نظرة عبثية فهذا شأنهم، ونحن لا نؤاخذهم لأن هذا حظهم من العقل والعلم.

ومن أظهر مظاهر تفضيل الله للإنسان بالإضافة إلى عنصر التكريم، وما قسم له من عقل متميز يدرك به ما وراء عالم المادة، هذا العقل الذي هو مناط التكليف والجزاء، ومناط العهد المعهود ذلك العهد الذي هو معرفة العبد لربه، ومن خصائص العقل مضافًا إلى ذلك كله، تذكيره الإنسان دائمًا بمعرفة الطريق بين السعادة والشقاوة، وبين الرفعة والهبوط، وبين مقام الإنسان المريد، ودرك الحيوان المسوف، وما أصدق مثلا ً ضربه المولى الصادق . ما يجعل الناس عليه من جوهر العقل، فلم يحويه شيء قط فيعرف به مقداره ولا تكامل في مكان، بل يأخذ كل واحد بحسب صفائه وأصفائه إليه، كما أن كل حيوان يأخذ من الهوى نفسه حسب قوته وعلى قدر سعته، فالذرة تأخذ منه على قدر قوتها والفيل يأخذ منه بقدر قوته، ولقد أحسن القائل:

ولكن تأخذ الأذهان منه   على قدر القوابل والقرائح

ولهذا فإن تفاضل الناس بالعقول والأذهان وتفاوتهم بالمدارك وما هو إلا حصيلة صفاء الأنفس وقابليتها لقبول ما يرد عليها من إشراقات نور العقل، والإنسان بهذا العقل والإدراك عرف ما له وعليه، وأوتي قوة الفعل والترك مختارًا غير مضطرًا. والعقل والشرع متلازمان ومتفقان، العقل شرع من الخارج، والشرع عقل من الداخل، وكل ما حكم به العقل حكم به الشرع، فيكون حكم العقل الداخلي هو حكم الشرع، والشرع يرافق العقل الداخلي، والعقل يرافق الشرع الخارجي، وهذا صحيح.

وبما أننا نملك العقل ونحسن الشرع فلا يهمنا المتقولين، من حيث نعرف أنفسنا ونملك عقولنا، فنحن لا نكره أصحاب المذاهب لأن جميع المذاهب والأديان سماوية عن الباري تعالى. والدليل، قوله تعالى:  يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ المائدة67. صدق الله العلي العظيم

والسلام ختام ..
أخوكم أبو علي جميل سعود – قرية النقيب .
رمضان 1431 هـ
التوقيع