الشهرستاني

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 18:44

هو أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني نسبة إلى شهرستان التي ولد فيها سنة (479 هـ) وقيل (467 هـ) ومات عام (548 هـ) وهو صاحب كتاب " الملل والنحل " المشحون بالطعن والتجريح ، وللأسف فإن هذا الكتاب يَلقى رواجاً واسعاً وقبولاً عند البعض مع كثرة تناقضاته ، وافتراءات صاحبه ، وقد تكلم عن طوائف وعقائد لا وجود لها على سطح البسيطة ، وتناول العلويين وطعن وألصق بهم ما شاء أن يُلصق من التهم الباطلة من دون أن يستند فيما لفّق على مصدر موثوق ، ولم يلتزم بالشرط الذي قطعه على نفسه حينما قال :
( وشرطي على نفسي أن أورد مذهب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم ، من غير تعصّب لهم ولا كسر عليهم ).

لقد نكث عهده وكذب في وعده ، فأين هذه الكتب التي أخبر عنها ؟ ولماذا لم يذكر أسماءها أو حتى أسماء أصحابها ؟
والحقيقة التي لا بد من قولها إنه لا يعرف شيئاً عن العلويين لا من قريب ولا من بعيد ، وإنّ جميع ما سطّره ونمّقه من الأقوال الشاذة ما هي إلا ادّعاءات وافتراءات لا وجود لها أساساً إلا في ذهن قائلها وذهن أمثاله من الكتّاب المتعصبين ، وكذلك لم يأتينا بشيء من أدلته المزعومة إلا قوله ( قالوا ) .

  • فهل سمعهم يقولوا ؟
  • أم شاهد في منامه ؟
  • أم أوحيَ إليه ؟
  • أم اطّلع على الغيب ؟ (والعياذ بالله)
  • أم هو وأمثاله الذين قالوا وافتروا ، وكذبوا بما كتبوا.

بالإضافة إلى كثرة المُتناقضات التي أوردها كلها تدل على بُطلان مزاعمه التي لا يتقبلها العقل والمنطق .

وخلاصة القول

فالشهرستاني مُتّهم بعقيدته مَشكوك في أمانته ونزاهته العلمية وقد طعن به مُعاصروه ( كأبي محمد الخوارزمي ) الذي قال عنه :

ولولا تخبطه في الإعتقاد ، وميله إلى هذا الإلحاد ، لكان هو الإمام ، وكثير ما كنا نتعجب من وفور فضله وكمال عقله ، وكيف مال إلى شيء لا أصل له ، واختار أمراً لا دليل عليه ، لا معقولاً ولا منقولاً ، ونعوذ بالله من الخذلان ، والحرمان من نور الإيمان .

فلينظر ذو عقل كيف يصفه بالتخبط في الإعتقاد ، وينعته بالإلحاد ، وميله إلى شيء لا أصل له ، واختياره أمراً لا دليل عليه ، واعتبر ذلك خذلاناً وحرماناً من نور الإيمان.

  • فما القول فيمن هذه الصفات صفاته ؟
  • وكيف يُصبحُ ثقة ومصدراً عند الكثيرين ؟
  • وكيف يُقلّد هذا الرجل من دون أن يُقدّم أدلّة على أقواله ؟
  • إنها العصبية العمياء والجاهلية النكراء ، وهنا نسأل : هل مقلدوه في أقواله يُقلّدونه في اعتقاده الذي وصفه الخوارزمي؟

وقد وصفه أيضاً ظهير الدين البيهقي ( بالعدول عن الصواب ) .

وقد دلّ على جهله بحوادث التاريخ ، السيد عبد الحسين أحمد الأمين في كتابه القيّم ( الغدير ) وسجّل عليه مآخذ عديدة فمن أراد الإطلاع فليطلبها من مصادرها .

هذا هو الشهرستاني كما وصفه معاصروه ، وما كتبه عن العلويين في متناول الجميع بكتابه " الملل والنحل " ، الغني بالمتناقضات ، وللأسف فقد روى عنه الكثيرون من دون فحص وتنقيب .

وأختم بما قاله عنه الرازي ، في مناظرته مع أهل ما وراء النهر ، في المسألة العاشرة عند ذكره لكتاب الملل والنحل:

إنه كتاب حكى فيه مذاهب أهل العلم بزعمه ، إلا أنه غير مُعتمد عليه ، لأنه نقل المذاهب الإسلامية من الكتاب المُسمّى بالفرق بين الفرق ، من تصانيف الأستاذ أبي منصور البغدادي ، وهذا الأستاذ كان شديد التعصّب على المخالفين ، ولا يكاد ينقل مذهبهم على الصحيح .

ثم إنّ الشهرستاني نقل مذاهب الفرق الإسلامية من ذلك الكتاب فلهذا السبب وقع الخلل فيه .

وهنا أقول من دون تردّد بأنّ الشهرستاني وغيره من كتـّاب الفرق إنّما كتبوا ما كتبوه بدافع التعصب المذهبي البغيض ، ويبدو هذا واضح من كلام الرازي . ثم جاء ابن الأثير بمقولة ناقض بها الشهرستاني ، بالإضافة إلى أنّه لم يسند ما رواه عن أي مصدر مُعتبر .

والأهم من ذلك كله فهو لم يأتِ على ذكر العلويين مباشرة بل كان يذكر مقالة أبو جعفر الشلغماني فشبّهها بمقالة العلويين عِناداً وإصراراً منه ، وهذا دليل على بطل دعواه ، فالشلمغاني بعيد كل البعد عن العلويين وهو كما أخبر عنه ابن كثير بأنّ علماء بغداد أفتوا بإباحة دمه لأنه ادّعى أنّ اللاهوت حلّ فيه وكان يدّعي بابن أبي العذاقر وكان يُقوّي أمره ابن الفرات وابنه محسن ، وقد أمسكه الراضي بالله وقتله وأحرق جثته مخافة أن يُقدّسها أتباعه ، وهذا دليل على جهل ابن الأثير في معتقدات الفِرق ، وهذا التشبيه أيضاً انفرد به دون غيره ، فلذلك نهمل ما قاله ونلحقه بذمّته (الواسعة) ولا نُعيره أي اهتمام أو اعتبار .

وبعده جاء ابن تيمية بفتواه الجائرة المسعورة والدالة على تعصبه الشديد الذي لا يخفى على أحد ، وعلى جهله أيضاً بالفرق والمذاهب الإسلامية .

  • فمن هو ابن تيمية ؟
  • وما هي المآخذ المسجلة عليه من قبل العلماء ؟
  • وما هي قيمة أقواله ؟