ما من طائفة إلا ولها عدة مراجع.. لفظ الإمام له عدة معان.. كتاب الهداية.. الوحدة الإسلامية.. الدعاة إلى الله.. القيم الفاسدة.. الصفوف منتظمة إيمانا وتسليما.. الدعوة إلى التشيع.. التدين الحقيقي نبت في قلب العلوي فطرة واكتساباً إلا أنه ينأى عن المراءاة...

أُضيف بتاريخ الأثنين, 27/05/2013 - 12:32

المرسل: محمود حسن \06\02\2013م

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وعلى يده جرت البركات وبمعرفته تزول الشبهات وصلى الله على سيدنا محمد واله والطاهرين سيدي الشيخ العلوي كنت ارغب بسؤالكم
هل للعلويين شيخ يمثلهم وهل تطلقون لفظة الامام على شيوخكم واذا سمحت لي هل الكتاب الموجود في الاسواق باسم كتاب الهداية الكبرى منسوخ من قبل الشيعة ام انه كتاب علوي صحيح وان كان صحيحا من سمح لناشريه بنشره وما موقفكم من الوحدة الاسلامية واين هم دعاتكم الى الله وقد عانت مجتعاتكم ماعانت من دخول القيم الفاسدة والافكار المنحلة على عقول الشباب ولماذا لا يوجد تدين حقيقي بين جماعاتكم الا ما ندر والا من المفترض ان تنظمو صفوفكم واين انت من دعوات التشيع التي تطوف الساحل السوري وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين.

  لا توجد طائفة من الطوائف الإسلامية لديها مرجعاً أوحداً يُمَثلها وهذا الأمر لا يَقف على المسلمين العلويين، فما من طائفةٍ إلا ولها عِدّة مراجع، أما بالنسبة لنا فمِن عصر أبي شعيب إلى حدود القرن الثاني الهجري فإنّ المرجعية كانت واحدة، ولكن لبُعد المسافات فإنّ المرجع كان يُنَصِّبُ نوّاباً له في سائر المناطق، وهذا أمرٌ بديهيٌّ لضرورته، أما في عصرنا الحالي لا تخلو بلدةٌ من عالمٍ فاضلٍ يرجع الناس إليه في المُعضلات، وهو بدورِهِ يَرجع إلى كتاب الله ونهج المعصومين، وعليه فإنّ المرجعية واحدة وهي الثقلان.

أما لفظ الإمام فله عدة معان:

  • فالإمام المطلق هو امير المؤمنين وأبنائه المعصومين عليهم السلام.
  • والإمام المؤقت هو إمام الصلاة.
  • والإمام المقيد هو إمام البلدة.

  ولقب الإمام لا نطلقه جزافاً بل يقال لمن ثبتت عدالته وأعلميته من العلماء العاملين.

  أما كتاب الهداية فهو للحسين بن حمدان الخصيبي وبالتالي فهو كتاب علوي، وقد قام بطباعته الأخوة الشيعة وهذا الأمر لا يطلب إذناً لقدم الكتاب ويستطيع العلوي بأن يطبع أي كتاب مضى على وفاة مؤلفه خمسون عاماً، إلا أن ما يؤسف له دخول الكثير من التشويه عليه من تحريف أسماء وبتر أخرى، وزيادة منفرات ونقص في بعض الأخبار.

  أما الوحدة الإسلامية فهي غاية كل منصف عاقل يريد للإسلام والمسلمين خيراً، إلا أنه ممتنعة الحصول لوجود الكثير من العقبات الكأداء.

  أما الدعاة إلى الله فلا أُحصي لهم عدداً وهم في كل بلدة وقرية ومدينة وهم يهربون من الشهرة ولا يعبأون بالألقاب الدارجة ولا يُقيمون لها وزناً، ومنهاجهم في الدعوة مستوحى من كتاب الله لقوله تعالى: ﴿ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل:125]

  أما القِيَم الفاسدة فقد دخلت على كافة المجتمعات العربية والإسلامية ولا يُستثنى منها أحد، إلاّ أنّ الناعقين لا يَرونها إلاّ عندنا مع قلّتها ويتجاهلون وجودها عندهم مع كثرتها، وهذا دأبهم ودَيْدَنهم.

  والتدين الحقيقي نبت في قلب العلوي فطرة واكتساباً إلاّ أنّه يَنأى عن المراءاة ولا يُحِبّ التبجّح بالعمل الصالح خلافاً لغيره، وإن لم تراه أيها السائل فطبيعيٌ لأنّك لا تستطيع الاطلاع على القلوب وليس لك علم الغيوب.

  أما الصفوف فهي منتظمة إيماناً وتسليماً وليست بحاجة إلى مرسوم أو قانون، فالكل مجمع على حقيقة واحدة وهي الولاية التي عطرت القلوب ونورت العقول.

  أما الدعوة إلى التشيع فأهلاً وسهلاً بها، فنحن من الولاية في الصميم ومن شك من أهلنا وأبنائنا أنه ليس على الولاية فليتشيع فلا أسف عليه .

  والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
24\5\2013