المعنى والصورة

أُضيف بتاريخ الأحد, 08/11/2015 - 10:33

المعنى والصورة


وَمِمّا يَظُنُّهُ تَصَوُّرًا للمَكْزُونِ فِي قَوْلِهِ :

(( النظرية الثالثة : معرفة الإنسان صورة ومعنى ..)) 1

وَهُوَ مُسْتَعْمَلٌ مِنْ قَبْل، وَمِنْهُ فِي مَنَارَاتِ السّائِرِيْن :

(( وَإِنّمَا سُمّيَ خَلِيْفَةً لِمَعْنَيَيْنِ : أَحَدهمَا : أَنّهُ يَخْلف عَنْ جَمِيع المَخْلُوقات .... وَالثّانِي : أَنّهُ يَخْلفُ وَيَنُوبُ عَنِ اللهِ تَعَالَى ، صُورَةً وَمَعْنىً .

أَمّا صُوْرَةً : فَوُجُودُهُ فِي الظّاهِرِ يَخْتَلِفُ عَنْ وُجُودِ الحَقِّ فِي الحَقِيْقَةِ.... وَأَمّا مَعْنىً : فَلَيْسَ فِي العَالَمِ مِصْبَاحٌ يَسْتَضِيءُ بِنَارِ نُورِ اللهِ تَعَالَى، فَتَظْهر أَنْوار صِفَاتِه فِي الأَرْضِ خِلافَةً عَنْهُ إِلاّ مِصْبَاح الإِنْسَان ...))
2


وَقَوْلُهُ :

(( لأن الظاهرَ بالتجلِّي ، يَجلُّ عن التقيُّدِ والتحدُّد بمظهرٍ واحدٍ . وإذا اتضحت هذه الحقيقة للنفوس عرفت المعرفة الحقيقية ، التي هي تنزيهٌ بعد إثبات ؛ أو هي جدَلٌ دائم بين ثباتِ التنزيه وتحوُّلِ الأوصاف ؛ أو بتعبيرٍ أعمق ، هي : جَدَلٌ دائمٌ بين المعنى والصُّورة ؛ فالمعنى مُتنزه واحدٌ ، والصورة موصوفة متعدِّدةٌ ..)) 3

وَهُوَ مِنَ الشّائِع فِي كُتُب الصّوفِيّة، وَمِنْهُ فِي الفُتُوحات المَكّيّة :

(( غَيْرَ أَنَّ الحَقَّ يَتَجَلَّى فِي ذَلِكَ اليَومِ فَيَقُولُ : لِتَتْبَعْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ حَتّى تَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ وَفِيْهَا مُنَافِقُوهَا، فَيَتَجَلّى لَهُمُ الحَقُّ فِي أَدْنَى صُوْرَةٍ مِنَ الصُّوَرِ الّتِي كَانَ تَجَلّى لَهُم فِيْهَا قَبْلَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُم، فَيَقُولُونَ : نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، هَا نَحْنُ مُنْتَظِرُونَ حَتّى يَأْتِينا رَبُّنَا، فَيَقُولُ لَهُم جَلَّ وَتَعَالَى : هَلْ بَيْنَكُم وَبَيْنَهُ عَلامَةٌ تَعْرِفُوْنَهُ بِهَا؟. فَيَقُولُون نَعم، فَيَتَحَوّلُ لَهُم فِي الصُّوْرَةِ الّتِي عَرَفُوهُ فِيْهَا بِتِلْكَ العَلامَةِ، فَيَقُولُون أَنْتَ رَبُّنَا ...)) 4

وَفِي الكَمَالاتِ الإِلَهِيّة :

(( خَلَقَ هَذَا الوُجُودَ عَلَى أَتَمّ صُوْرَةٍ ، وَأَبْرَزَ بِهِ مَا تَنَزَّهَ عَنِ الخَلْقِيّةِ مِنْ صِفَاتِهِ عَلَى أَكْمَلِ مَعْنىً . فَتَمَّ الوُجُودُ المُطْلَقُ بَيْنَ خَلْقٍ وَحَقٍّ، وَبَيْنَ صُوْرَةٍ تُنْسَبُ إِلَى الخَلْقِ وَمَعْنىً يُنْسَبُ إِلَى الحَقِّ . وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الصُّوْرَةِ وَالمَعْنَى بِمَا هُوَ عَلَيْهِ مَنْسُوبٌ إِلَى اللهِ تَعَالَى، فَاللهُ تَعَالَى هُوَ الجَامِعُ ....)) 5


 


  • 1 معرفة الله والمكزون 1\378.
  • 2 منارات السائرين 265ـ266.
  • 3 معرفة الله والمكزون 1\382.
  • 4 الفتوحات المكية 1\376.
  • 5 الكمالات الإلهية 135.