سؤال الديصاني لهشام بن الحكم وحجة من الله على خلقه

Submitted on Wed, 16/02/2011 - 16:12

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي في الله السيد أبو اسكندر المحترم .. تحية وبعد عساكم بخير مع كافة أفراد العائلة ومع من تحبون.

سؤال الديصاني لهشام بن الحكم:
اعلم أن الباري سبحانه وتعالى علمه سابق كل شيء ، وقبل كل شيء ، وبعد كل شيء ، ومع كل شيء ، ورد في القرآن الكريم آية هي قوة ٍ لنا , قال فيها أبو شاكر الديصاني إلى هشام ابن الحكم .
قال هشام وما هي هذه الآية ، فقال : ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَـٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَـٰهٌ ﴾ .
قال هشام : فلم أدري بما أجيبه فحجمت عن الجواب , وذهبت إلى أبي عبد الله الصادق عليه السلام وأخبرته بذلك ، فقال :
هذا كلام زنديق خبيث ، إذا رجعت إليه فقل له : ما اسمك بالكوفة ، فإنه يقول فلان ، فقل له ما اسمك بالبصرة ! فإنه يقول فلان ، فقل كذلك الله ربنا ﴿ فِي السَّمَاءِ إِلَـٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَـٰهٌ ﴾ ، وفي كل مكان إله .
فقال: قدمت فأتيت أبا شاكر فأخبرته ، فقال : هذا نقلته من الحجاز .

وكذلك عن عبد الله الديصاني إلى هشام ابن الحكم ، فقال له : ألك رب !
فقال : بلى .
قال : قادر ! قال : نعم قادر قاهر .
قال : يقدر أن يُدخل الدنيا كلها في بيضة ، لا يكبر البيضة ولا يصغر الدنيا !
قال هشام :النظرة ، فقال له : قد انتظرتك حولا ً كاملا ً ، ثم خرج عنه .
فركب هشام إلى مولانا الصادق عليه السلام ، فاستأذن عليه فأذن له ، فقال : يا ابن رسول الله أتاني الديصاني بمسألة ليس المعول فيها إلا على الله وعليك.
فقال : أبو عبد الله الصادق عليه السلام ، عن ماذا سألك ، فقال : قال لي كيت وكيت .
فقال الصادق عليه السلام : كم حواسك ؟ قال: خمس .
فقال أيهما أصغر ، فقال : الناظر العين مثل العدسة وأقل منها .
فقال : يا هشام أنظر أمامك وفوقك وأخبرني بما ترى .
فقال : أرى سماء وأرض ودورا ً وقصوراً وترابا ً وجبالا ً وأنهارا ً.
فقال الصادق منه السلام : إن الذي قَدِرَ أن يُدخل الذي تراه العدسة من السموات والأرض وما فيها وعليها أو أقل منها، قادرٌ أن يُدخل الدنيا كلها البيضة ولا يُصَغّر الدنيا ولا يُكَبّر البيضة.
فانكب هشام يُقَبّل يده ورأسه ورجليه وقال : حسبي يا ابن رسول الله.
فانصرف إلى منزله ، وغدا ًأتاه الديصاني فقال: يا هشام إني جئتك مُسَلّما ولم أجئك متقاضيا ً.
فقال هشام : إن كنت جئت متقاضيا ً فهاك الجواب .
فخرج عن الديصاني فأُخبِرَ أن هشاماً دخل على مولانا الصادق عليه السلام ، فعَلَّمَنَا الجواب .
فمضى عبد الله الديصاني حتى أتى باب مولانا الصادق عليه السلام ، فاستأذن عليه فأذن له ، فلما قعد الديصاني قال له : يا جعفر بن محمد دلني على معبودي .
فقال له: ما اسمك ، فخرج عنه ولم يُخبره بإسمه. فقال له أصحابه : كيف لم تخبره بإسمك !
قال : لو كنت قلت له ( عبد الله ) كان يقول : من هو الذي أنت عبدا ً له !
فقالوا له: عُد إليه يدلك على معبودك ولا يسألك عن إسمك ، فرجع إليه وقال له: يا جعفر دُلني على معبودي ولا تسألني عن إسمي .
فقال له مولانا الصادق عليه السلام: اجلس.
وإذا غلام ٌ صغير في كفه بيضة يلعب بها ، فقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : ناولني يا غلام البيضة فناوله إياها، فقال:
يا ديصاني ، هذه حصن حصين مكنون له جلد ٌ غليظ ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق ، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة ، وفضة زائدة ، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الزائدة ولا الفضة الزائدة تختلط بالذهبة المائعة ، هي على حالها لم يخرج منها مصلح ٌ فيخرج عن إصلاحها ، ولا دخل فيها مُفسد فيُخبر عن فسادها ، لا يدري للذَكَر خُلقت أم للأنثى تنغلق على أمثالها ألوان الطواويس ، أترى لها مُدَبّرا ً!
فأطرق الديصاني مليئاً ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكا ً له ، وأن محمدا ً عبده ورسوله ، وأنك إمام وحجة من الله على خلقه وأنا تائب ٌ مما كنت فيه .

والسلام عليكم .

أرجو لكم التوفيق والسعادة ، ونرجو من الله تعالى أن الشهرين القادمين يكونا لكم فيها السعادة والصحة والعافية والخير والتوفيق من الله تعالى ، والسلام عليكم وعلى من يلوذ بطرفكم .1

أخوكم أبو علي جميل سعود
طرطوس – قرية النقيب .
تاريخ :
عيد المولد النبوي حسب الفرقة الإسلامية 15/2/2011م.

  • 1 جعلني الله أهلاً لدعاكم سيدي الفاضل أدامكم الله وأطال بعمركم ورفع شأنكم وأعزكم ونصركم ورزقكم الصحة والعافية والسلام عليكم وعلى من يلوذ بطرفكم ورحمة الله وبركاته. (أخوكم الأصغر أبو اسكندر)