العلوية و المرجئة

أُضيف بتاريخ الخميس, 14/10/2010 - 14:48

انفردت هذه الفرقة بآراء خالفت فيها أكثر الفرق الإسلامية وذلك بإخراجهم العمل من حقيقة الإيمان ، وعدم تكفير الآثام والمنكرات لزعمهم أن حكمها سيكون في الآخرة، وتركهم القول بفسق مرتكب الكبيرة وعدّه مؤمناً لكفاية التصديق بالقلب أو باللسان.

أولاً:

إنّ العمل شرط من شروط الإيمان ، وهو صورته المخبرة عن حقيقته، وقد قرن بينهما تعالى في أكثر من خمسين آية، من كتابه، ومن هذه الآيات قوله: ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ .) البقرة/3/.
وقوله تعالى ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ .) البقرة/25/.
وقوله تعالى ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .) البقرة/82/.
وقوله تعالى ( فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ .) الأنبياء/94/.
وآيات كثيرة تؤكد ترابط العمل بالإيمان.
فمن اعتقد ولم يعمل فهو فاسق، ولكنه لا يسمى كافراً لأن الكفر هو الجحود الكلي المنافي للإيمان.
ومن عمل ولم يعتقد فهو منافق، والنفاق أقرب إلى الكفر من الفسق، وصاحبه مجانب للإيمان.

ثانياً:

إنّ عدم تكفير الآثام وإرجاء حكمها إلى الآخرة يشجع على الإمعان بها والتمادي في ارتكابها، ويؤمِنْ الناس من مكر الله لقول أمير المؤمنين عليه السلام: [ الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤْيسهم من روح الله، ولم يؤمنهم من مكر الله ] .

ثالثاً:

إنّ عدم تفسيقهم مرتكب الكبيرة ينافى مضمون الكتاب والسنة ، وما هو غير تسويغ منهم لموبقات الحكام الذين تبنوا أفكارهم وروجوا لها بكل قوة ليستتب لهم الحكم ويمعنوا في الظلم والتعدي، ومن أراد التوسع فليرجع إلى كتب التاريخ الإسلامي القديم منها والحديث.
إن الله سبحانه وتعالى أمر بالصالحات ونهى عن المعاصي والموبقات.
فمن خالفه وخرج عن الطاعة سمي فاسقاً واستحق العقاب لكن ذلك لا يخرجه من الإيمان ما لم يظهر الكفر ويعلن الجحود، وربما تشمله الشفاعة إذا استوفى شروطها ومن شروطها الإقلاع عن الذنب والقيام بالأعمال الصالحة .