العلوية و الجبرية

أُضيف بتاريخ الخميس, 14/10/2010 - 14:48

إنّ القول بأن الإنسان مجبر على أفعاله كلها، ولا قدرة له على شيء منها، ولا يكتسب شيئاً من آثارها يتنافى مع مبدأ العدل الإلهي الذي يُعدُّ أصلاً من أصول الدين عند المسلمين العلويين، وفيه اتهام للباري جلّ وعلا بالجور والظلم ، وهذا يتناقض مع قوله تعالى : ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) فصلت/46/.

وآيات كثيرة تدل على نفي الجبر الذي يقابل مبدأ التفويض، إذ كلا الأمرين لا يوافق النهج العلوي الرافض في أحكامه الجبر والتفويض والقائل بمنزلة بين منزلتين لقول أمير المؤمنين عليه السلام:

[ لعلك ظننت أنه قضاءٌ حتم وقدرٌ لازم، لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب ولسقط الوعد والوعيد ولما ألزمت الأشياء أهلها على الحقائق، ذلك مقالة عبدة الأوثان وأولياء الشيطان، إن الله جلّ وعزَّ أمر تخييراً ونهى تحذيراً ولم يطع مكرهاً ولم يعص مغلوباً ولم يخلق السموات والأرض وما بينهما باطلاً ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار .].