جواب السؤال الثاني (عانة - المنتجب - سنجار - المكزون - العلي إلهية - المد الإسلامي..)

أُضيف بتاريخ السبت, 06/11/2010 - 13:44
السؤال الثاني:

عانة بلدة صغيرة غرب العراق قرب الحدود السورية، نعرف أنّ أصل المنتجب العاني منها وقد مرّ فيها العديد من فقهاء العلويين وأئمة المذهب.

عانة هذه سكنها جماعة تُدعى بـ (العلي اللآهية) وهم طائفة تُؤَلّه عليًا أو تعتبره مظهرًا من مظاهر الألوهية، (ماسنيون) مقالة هامة بعنوان (علي إلهي).

عانة أيضًا هي البلد التي مر فيها علي وهو في طريقه لحرب معاوية بن أبي سفيان وهنا يمكن التساؤل عن عمق تشيع أهلها لعلي .

عانة أيضً غير بعيدة عن جبل سنجار موطن المكزون السنجاري، والكثير من الطواف المُغالية والفِرَق الهاربة من المد الإسلامي كالزردشتيين والمانويين ولا يزال عبدة إبليس اليزيديين يسكنون تلك المنطقة الآن.

ما هو دور عانة في تخريج أئمة المذهب العلوي؟ وما هي العلاقة بين العلويين وعلي اللاهيين؟


مُلَخَّصُهُ: تسأل عن عانة وتومىء إلى عدم بُعدها عن سنجار موطن المكزون السنجاري لتحشرهم بين الطوائف المغالية والهاربين من المَد الإسلامي واليزيديين عبده الشيطان، وتختتم بالسؤال عن علاقة محتملة بينهم وبين العلي اللهية.


جواب السؤال الثاني

فتذكر عانة والشاعر المنتجب العاني ومرور الإمام علي فيها وهو في طريقه إلى حرب معاوية، وتتساءل إذا كان ذلك سببًا لعمق تشيّعها، وإنه سكنها طائفة تألّه عليًّا، أو تعتبره مظهرًا من مظاهر الألوهة، ثم بدون أي توقيع تفيدنا إن ثمة مقالة هامة لـ (ماسنيون) بعنوان (علي إلهي).

  • فما هذا الخليط اللامتجانس من الأقوال؟
  • وما شأن كل ذلك لما أنت بسبيله ؟
  • ما الفائدة من معرفة ما إذا كان شاعرًا له مكانته قد نُسب إليه ومن أنه سكنها بعض العلويين وما جدواه؟..

لقد كان العلويون في عصر المنتجب يُشكلون جُزُرًا عرفانية تنتشر في كل دنيا الإسلام من المغرب إلى تونس إلى مصر فالشام فالعراق ففارس، وإلى ما لا تحيط بعلمه، ولم يكونوا يعرفون بوطن ولا قوميّة.

  • ثم ما معنى استنتاج سبب عمق تشيعها من مرور الإمام بها؟
  • ومتى كان مرور شخص في بلد سببًا لعمقِ محبته! والمَسموع عنها إنها لا تحوي في وقتنا الحاضر له وليًا! فليس بمثل هذا تنهض الحجج.
  • ثم ما المناسبة لإقحام هذا التساؤل وإعلامنا عن مقال هام لـ (ماسينون) بعنوان (علي إلهي)؟

إنا نعرف جيداً الأستاذ (ماسنيون) وكان لنا معه لقاءات عدة، وما تعلمه عنه أنه كان من أفضل الباحثين الذين عرفوا للمذهب العلوي أصالته الإسلامية، لذلك ولو لم نطلع على مقاله فإنا نجزم بأنه لا يمكن أن يخلط بينهم وبين العلوية، وإن جرت منه مقارنة بينها فلِكَيْ يُثبت إنها غيران ولا علاقة لأحدهما بالآخر.

دع عنك كل هذا الخبط والدوران، فما لك بذكر عانة من حاجة إلى ما يفضحه ما تطلع علينا به من علم واسع في الجغرافيا إذ تعرفنا إنها قريبة من سنجار موطن المكزون والطوائف الغالية الهاربة من المد الإسلامي.

ولكن هل تسمح لنا بلفت نظرك إلى أن عانة أبان انتشار المذهب العلوي ليست بالصالحة لتكون مهربًا من المد الإسلامي، لأن هذا المد قد احتواها وتجاوزها إلى مسافات شاسعة، بل إنها واقعة في نطاق سلطان الخلافة القريب. ثم من أين نأتي بأنّ العلويين هربوا يومًا ما من المَد الإسلامي وسيرة شهدائهم ووقائع التنكيل بأعلامهم جرى كله في العواصم لا الأطراف.

سؤالك الأول توحي به بأنهم صابئة حران أسلموا دفعة واحدة، وفي الثاني بأنهم هاربون من المد الإسلامي!. ألا تشعر ما في هذا من تناقض؟!.