عقيدة العلويين في : التناسخ - الثواب - العقاب - الموت - الحشر - الجنة - النار...

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 12/03/2013 - 10:44

المرسل: واهبه \03\03\2013م

ماهي العقيده في {التناسخ - الثواب والعقاب - الموت - الجنة والنار - الحشر }
ارجوا منكم الاجابة مع توثيق اسم المرجع والمؤلف ولكم جزيل الشكرر .. 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه الميامين.

  لقد تمت الإجابة على هذه المسائل المتعلقة باليوم الآخر في عدة مواضع، وقد استفضت في بيانها في كتابي منارة الرشاد إلى صحة الاعتقاد، ولكن لا بأس من توضيحها باختصار.

  أما بالنسبة لقضية التناسخ فهي غير ثابتة في منهاجنا، واعتقاد الأفراد لا يُعَمَّم على الجماعات وخصوصاً حين يكون من خلفية علمية لا عقائدية.

  أما الثواب والعقاب  فعلى مُقتضى الأعمال لقوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت:46]

  • فمن الصالحات ما يكون سبباً لدفع البلاء عن العبد لقول أمير المؤمنين عليه السلام: فوَ الذي وسع سمعه الأصوات، ما من أحد أودع قلباً سروراً إلا وخلق الله له من ذلك السرور لُطفاً فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتى يطردها عنه، كما تطرد غريبةٌ الإبل.
  • ومن الصالحات ما يكون سبباً لزيادة الرزق كالإنفاق في سبيل الله لقوله تعالى: ﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة:261]
  • ومن الصالحات ما يكون سبباً لدخول الجنان لقوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة:25].

  أما من حيث العقاب فهو أيضاً على مقتضى الأعمال وفيه تفاوت كما صرحت آيات الكتاب المبين.
فمن العقاب ما يكون تمحيصاً، ومنه ما يكون انتقاماً ومنه ما يكون سبباً لدخول جهنم وبئس المصير.

  أما الموت  فهو واقع لا محالة ومكتوب على كل مخلوق لقوله تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران : 185]، والموت هو المرحلة الأخيرة من مراحل الحياة الدنيوية، وأول مرحلة من الحياة الأخروية، وفي اللغة فهو أصل صحيح يدل على ذهاب القوة من الشيء، ويطلق مجازاً على مقتضى الاعتبارات.
  والموت ليس أمراً عدمياً كما يتصور البعض بل هو أمرٌ وجوديّ لأنه نافذة على الحياة الأبدية وانتقال من منزل إلى منزل لقول أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس إنا خُلقنا وإياكم للبقاء لا للفناء لكنكم من دار إلى دار تُنقَلون.
أما في حال نُسِبَ إلى الجسم فيصحّ القول انه أمرٌ عَدميّ، وفي حال نِسبَتِهِ إلى الروح فهو بخلاف ذلك.

  أما الحشر  فقد ورد ذكره في آياتٍ كثيرةٍ كقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [المؤمنون:79].

  أما الجنة فهي مأوى المؤمنين الذين آمنوا وعملوا الصالحات لقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة:82]

  أما النار فهي مأوى الكافرين لقوله تعالى: ﴿ اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة:257]

والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
10\3\2013