الباري عزّ وجل خلق الدنيا للإبتلاء والاختبار.. السبب في تسلط قوى الشر على الخير وتسلطنه عليه ولنا في الأنبياء والصالحين أسوة حسنة.. بشأن التفجيرين اللذين وقعا في دمشق.. كلنا ثقة بأن سورية ستخرج منتصرة وشامخة...

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 04/01/2012 - 15:38

المرسل: ليندا \29\12\2011م

  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  حضرة الشيخ الفضيل انا سبق وسألت حضرتكم سؤال من فترة ومعرفتي بهذا الموقع جاء من باب الصدفة ولم يخبرني احد به فلدي فضول لمعرفة اشياء عن ديننا الذي افتخر به بالفطرة والغريزة دون ان يكون لدي ادنى معرفة عن كينونة وماهية اي شئ عن العلويين الا صلتهم وعلاقتهم الوطيدة بالامام علي عليه السلام واهل بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم . بالمناسبة انا عمري 33 سنة .
  فضيلة الشيخ ترى ما يحدث في سورية العظيمة وما يحدث لشعبها انا سورية وتجري في عروقي الدماء السورية الاصيلة ولا اعلم ما جنسية حضرتكم ولكن اكيدة انكم من متابعين ما يجري بارضي الغالية من خلال سؤالي لحضرتكم في المرة الماضية . طبعا سؤالي يتبادر بذهني من زمن ليس بالبعيد ولكنه تعزز في المرحلة الاخيرة من اعمال العنف على ارضي سورية وبحق شعبي واهلي الشرفاء واتمنى ان لا تكون مدلولات سؤالي تنم عن نوع من الكفر ولكن على كل اريد طرحه واتمنى ان تجيبني بكل ما يمكن ان يحيط سؤالي من مدلولات.
  تساءلت كثيرا عن سبب خلق الله للدنيا ولماذا تبرز قوى الشر اقوى من الخير ومتبعيها ومصدقي اكاذيب الكبار الشياطين اكثر من الشرفاء والخيرين في العالم. بعدان راينا التفجيرين الارهابيين الاخيرين في دمشق ورأيت الاشلاء البشرية المتناثرة على الطرقات انتابني سؤال ؟ ماالذنب الذي ارتكبه هؤلاء الناس هل موتهم هكذا هو ارحم لهم مما نعتقد انا سألت نفسي لماذا يسمح رب هذا الكون العظيم يا ربي سامحني ان كنت اكفر بكلماتي هذه ولكني اريد ان اصل لاحد يقدر ان يصوب منهجية تفكيري وأكرر واقول انا لا اقصد اي نية الحاد في سؤالي انما هي بركان من الاسألة تجتاحني .

  اعود واكمل سؤالي لماذا يسمح الله بان تحدث هكذا اعمال وعنف لاغلى مخلوقاته وارقاهم هكذا موتات اجرامية تهز الضمائر .
طبعا هذا السؤال ربما كان من المفترض ان يسأل من زمن بعيد من زمن انبياءنا واوصياء خاتم انبياءنا ولكن السؤال دائما يقفز للذاكرة القريبة عندما تبدأ بالتجلي امام الاعين لان ما كان في الازمنة الغائبة عن اعيننا ورؤيتنا لا نقدر ان نتصور مدى فظاعته ولكن عندما يقفز الماضي البعيد امام اعيننا وما رأيناه من فظاعة من اغتال البشر وقبح المناظر من قتل وتفجير وتذبيح للناس والمشكلة انه كله باسم الله طبعا لدي اسألة كثيرة ولكن سأعود لاتراسل معكم بعد اجابتي عن اسألتي هذه التي اتمنى من كل قلبي ان تكون اجاباتكم مقنعة لي بحيث اؤكد لنفسي بان رب العالمين وضعكم لي لتكونوا مرشدين لي في هذه الدنيا الفظيعة والغريبة مع العلم اني كنت في نقاش بسؤالي هذا مع احدى زميلاتي وكانت قد اجابتني بان سؤالي عن سبب خلق الله للدنيا هو من علم الغيب الذي يجب ان نسلم ونؤمن به من دون تساؤلات فهل هذا صحيح؟
  انا اعلم ان هناك غيب ويجب ان نؤمن به ولكن هل من الممكن ان يكون سؤالي هذا هو من الغيبيات التي لم يعطي رب العالمين الجواب عنها بلسان انبياءه وأهل البيت العظماء بحيث تكون له اجابة مقنعة للبشر ولعقولهم التي انا واثقة ان هناك الكثير من الناس الذين يسألون سؤالي اتمنى من كل قلبي ان يكون سؤالي محور اهتمام من حضرتكم وان يكون الجواب كذلك محور اقناع بالنسبة لفضولي الذي لا اعلم ان كان من حقي هكذا سؤال ام لا اتمنى الاسراع في الرد فأنا انتظر بفارغ الصبر وشكرا جزيلا لكم ولهذا الموقع الجميل 1

الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

  الأخت الكريمة الآنسة ليندا المحترمة.
  تحية طيبة وبعد.

  بداية أوجه تحية من أعماق قلبي إلى أرواح الشهداء السوريين سائلاً المولى أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان.

  وتحية إخلاص إلى القائد الكبير الدكتور بشار الأسد وإلى الجيش العربي السوري الباسل وشعب سورية الأبي.

  أختي الكريمة أنا لبناني الهوية من طرابلس الشام من منطقة جبل محسن ذلك الجبل الأبي الذي تعرض للكثير من المحن والإحن بسبب مواقف أهله الشرفاء.

  وكما أنني لبناني الهوية والولادة فأنا سوري الطوية والإرادة لأن سورية هي قلب العروبة النابض بالكرامة والوفاء، وهي موئل كل عربي شريف، وأقضي أكثر أيامي في ربوعها المعطاء ولم تمنعنِ تلك الأحداث من زيارتها باستمرار.

  وبالعودة إلى سؤالك فاعلمي بأنّه مَنطقيّ، ولا يحمل أي وجه من وجوه الكفر أو الإلحاد، إنّما يحمل ألماً كبيراً وهذا طبيعيٌّ لبشاعة ما يحدث على أرض الواقع من أعمال يَندى لها الجبين.

  فالباري عزّ وجل خلق الدنيا للإبتلاء والاختبار لقول أمير المؤمنين عليه السلام:
أيها الناس إنما الدنيا دار مجاز والآخرة دار قرار، فخذوا من ممركم لمقركم. ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم. وأخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل أن تخرج منها أبدانكم. ففيها اختبرتم، ولغيرها خلقتم. إن المرء إذا هلك قال الناس ما ترك وقالت الملائكة ما قدم. لله آباؤكم فقدموا بعضا يكن لكم قرضا ولا تخلفوا كلا فيكون عليكم.

  وعليه فإن الدنيا كما وصفها أمير المؤمنين دار بلاء واختبار يميز الله فيها بين الخبيث والطيب، وبقدر ما يتحمل المؤمن من آلامها وبصبر على مُغرياتها ويعمل جاهداً في طاعة الله بقدر ما يكون له في الآخرة من المَقام الرّفيع، فهي دار مَمَرّ لا دار مَقرّ والناس فيها رجلان: رجُلٌ باع نفسه فأوبقها، ورجلٌ ابتاع نفسه فأعتقها، فالذي باع نفسه فهو عَبَدَ أهوائه بَعيداً عن الله تُسيطر على نفسه عناصر الشر والفساد، والذي اشتراها فهو عبد الله الذي عمل ما يُرضِيه فاستحق رضوانه.

  فالدنيا لم تكن للمؤمن غايةً بل هي وسيلةٌ لبلوغ الآخرة من خلال القيام بالواجبات المفروضة التي خُلق لأجلها لقول أمير المؤمنين عليه السلام: فإن الدنيا لم تخلق لكم دار مقام، بل خلقت لكم مجازا لتزودوا منها الأعمال إلى دار القرار. فكونوا منها على أوفاز، وقربوا الظهور للزيال.

  ولو كان للدنيا قدر عند الله لما حرم المؤمن منها ونَعّمَ الكافر بها لقول أمير المؤمنين متحدثاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله:
ولقد كان في رسول الله صلى الله عليه وآله ما يدلك على مساوي الدنيا وعيوبها. إذ جاع فيها مع خاصته، وزويت عنه زخارفها مع عظيم زلفته. فلينظر ناظر بعقله أكرم الله محمدا بذلك أم أهانه؟ فإن قال أهانه فقد كذب والعظيم، وإن قال أكرمه فليعلم أن الله قد أهان غيره حيث بسط الدنيا له وزواها عن أقرب الناس منه. فتأسى متأس بنبيه، واقتص أثره، وولج مولجه.

  فهذا الكلام غاية في الوضوح، فلو كان انزواء الدنيا وإدبارها عن المؤمن إهانةً لأصابت صاحب النبوة وخواصّ أصحابه والعياذ بالله، ولو كان إقبالها على كافرٍ كرامةً لأصابت أعداء الله وهذا لا يستقيم في المنهاج الديني المعصوم.

  وما يؤيد هذا الكلام ويشيده ما كشفه أمير المؤمنين لشيعته المتقين حيث يقول:
وأحذركم الدنيا فإنها منزل قلعة، وليست بدار نجعة، قد تزينت بغرورها، وغرت بزينتها. دار هانت على ربها، فخلط حلالها بحرامها وخيرها بشرها، وحياتها بموتها، وحلوها بمرها. لم يصفها الله تعالى لأوليائه، ولم يضن بها على أعدائه. خيرها زهيد، وشرها عتيد. وجمعها ينفد، وملكها يسلب، وعامرها يخرب. فما خير دار تنقض نقض البناء، وعمر يفنى فناء الزاد، ومدة تنقطع انقطاع السير. اجعلوا ما افترض الله عليكم من طلبكم، واسألوه من أداء حقه ما سألكم. وأسمعوا دعوة الموت آذانكم قبل أن يدعى بكم. إن الزاهدين في الدنيا تبكي قلوبهم وإن ضحكوا، ويشتد حزنهم وإن فرحوا، ويكثر مقتهم أنفسهم وإن اغتبطوا بما رزقوا.

  فانظري إلى قوله ( هانت على ربها )، وإلى قوله ( لم يصفها الله لأوليائه ) ومن هذا المُنطلق نعلم علم اليقين إن المؤمن في الدنيا معرض للكثير من قبل أعداء الله فهو غريب بينهم لأن الدنيا ليست دار مقر له بل ممر وهي مزرعة الآخرة فطوبى لمن ترك آثار حسنة وأفعال مستحسنة وقليل ما هم.

  ومن هنا نعلم أيضاً السبب في تسلط قوى الشر على الخير وتسلطنه عليه ولنا في الأنبياء والصالحين أسوة حسنة فكم تعرضوا للقتل والملاحقة والتكذيب وغير ذلك من المصاعب والنوائب المترادفة ولكنهم استحقوا بذلك الرضى والرضوان والذكر الحميد أما أعداء الله فقد انطمس ذكرهم واسودت صحائفهم وهذا معلوم.

  فسيطرة الشر على الخير لا يعطي امتيازاً ولا يجب أن يكون سبب قلقٍ أو خوفٍ لأنه من طبيعة هذه الدنيا الملأى بالغرائب والعجائب، وهذه السيطرة باطلةٌ ومجازيةٌ وزائلةٌ لا محالة، لأنّ الحق يَعلو ولا يُعلى عليه وسيعلم الظالمون أي منقلب سينقلبون.

  وبالنسبة لتصديق الكاذبين وتكذيب الصادقين فإنّه أمرٌ مُتجدّد وليس جديد العهد، فقد كُذبت الأنبياء والرسل فيما مضى من قِبَل المشركين والكافرين، وأيُّ رجلٍ صالحٍ يدعو إلى الخير فإنّه يُحارب ويُكَذّب من قِبَل أصحاب النفوس المَريضة، فهذا أمرٌ بدأ مع وجود الشر وهو إلى زوال يوم لا ينفع مال ولا بنون.

إنّ بروز الشر أكثر من الخير يعود لكثرة المنافقين وقِلة الصالحين قال تعالى: ﴿ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ:13]، وقال تعالى: ﴿ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ﴾ [صـ:24]، وقال تعالى: ﴿ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة:249].
فقد أثنى الله على القلة في كتابه وذم الكثرة لقوله تعالى: ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة:100]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ﴾ [الأعراف:102] وآيات كثيرة تدل على هذه الحقيقة.

  أختي الكريمة إن الله خلق الكائنات بأسرها لغايةٍ كريمةٍ وحِكمةٍ عظيمةٍ أبان عنها في قوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات:56]، وعبادة الله لا تَصِحُّ وتكمُلُ إلا بعد معرفته، فلم يخلقهم للفساد والإفساد بل للعِلمِ والعَمَلِ بما يُرضيه، والخلقُ ما بين مؤمنٍ وكافرٍ، والباري عزّ وجل وَهَبَهُم الاستطاعة جميعاً على الفِعل والتركِ فأمَرَهُم بالخير ونَهاهُم عن الشر فلم يُجبرهم على أيّ فِعلٍ بالقوة والقَسر، ولم يُفوّضهم فِعلَ ما يَشاؤون، بمعنى أن يُشرّعوا لأنفسهم ما أرادوا من التشريعات لأن ذلك شركٌ جَليٌّ، بل حَدَّدَ ما يجب فعله من عباداتٍ تُكسبهم رِضَاه، فكان كما أوضح أمير المؤمنين (أَمَرَهُم تخييراً ونَهَاهم تحذيراً) فإن أطاعوا استحقوا الثواب لأنهم لَبّوا أمرَ الله ولم يُجبرهم على هذه الطاعة إنّما وَهَبَهُم استطاعة الفعل المؤدي إلى الثواب، وإن انتهوا عن معصيتِه فباستطاعتهم المَمنُوحَة وليس بمَنعهِم من القيام بهذا الشرّ ومن هنا استحقوا ثواب ترك الشر لأنّ هذا التّرك نابِعٌ من إيمانهم بالله وتصديقهم له، فالباري لا يَسمَح لعبادِه أن يَرتكبوا الشرّ ولكنّه لا يَمنعُهُم بالقوّة بل يَنهاهُم عن ذلك فإن ارتكبوا الفِعل استحقوا العِقاب.

  أما بشأن التفجيرين اللذين وقعا في دمشق فإن دلا على شيء فإنّما يدلان على وحشية وهمجية مُرتكبي هذا الجرم والمخططين له والآمرين به والساكتين عنه، وخروجهم من دائرة الإنسانية وبروز الصورة الحقيقية لهم وهي الصورة المُناقضة للإيمان والإسلام، وإنّ الديانات السماوية برُمّتها بريئةٌ من مِثل هذه الأعمال الحيوانية المُنافية لكُلّ القِيَم والأعراف والتي لا تصدر إلاّ عن قلوبٍ جاحدةٍ لله ومُنكرةٍ لعدلِهِ ولُطفِهِ ورَحمتِه.
  أما الشهداء الذين ذهبوا ضحية هذين العملين فهم في رحمة الله ورضوانه، وطريقة استشهادهم التي تهز الضمائر الحية لا تدل على أي سلبية كما يتوهم البعض فإنّ الأنبياء والصالحين تعرّضوا لما يُشبه ذلك:
فها هو يحي بن زكريا عليه السلام يموت ذبحاً ويُقطع رأسه بطلب من باغية.
وها هو قنبر بن كادان رضوان الله عليه غلام أمير المؤمنين يقضي ذبحاً.
ولا ننسى كيف قُتل الصحابي الجليل محمد بن أبي بكر حيث أُحرق في جَوف حِمار، وكلنا يعلم مدى قربه من أمير المؤمنين.
وكذلك الأمر سيدنا رشيد الهجري رضي الله عنه تُقطع يديه وقدميه ويُستل لسانه ويُصلب حتى الموت.
وسيدنا زيد بن علي والأئمة المعصومين ما بين مقتولٍ بسيفٍ أو مسمومٍ.
  فبشاعة طريقة الموت لا تدل على سلبيةٍ تلحق بالمقتول بل تلحق بالقاتل.

  أما ذنب هؤلاء الشهداء فهو إخلاصهم ونبلهم وصدقهم فاستحقوا ذلك من أعداء الإنسانية، ورغم صعوبة الحَدَث وفظاعَتِهِ إلا أنّنا على ثقةٍ بأنّ الحق سينتصرُ والباطلَ سيندحِرُ بحَوْلِ الله وقوّتِه.

  أختي الكريمة إنّ ما يجري اليوم قد وقع في الأمس البعيد والقريب، ومن طبيعة هذا الكون أن يَستمر الصراع بين الحق والباطل، وما تَفَنُّنُ أهل الباطل بأهل الحق إلاّ لإرهابهم وصَدّهم عن مَبادئهم ولكنّ مَن تَعَرَّشَ الحق في قلبِهِ فلن يَتراجع رُغم الصُعوبات ليَقينِهِ بأنَّهُ مُنتصرٌ لا مَحالة.

  نحن نتألم لوقوع مثل هذه الأحداث المؤلمة ونعرف سبب حدوثها والحِكمةَ من ذلك وهذا يَزيدُنا صَبراً ويَقيناً رُغم الحُزن الشديد الذي لا يُبارح القلب، والباري تعالى عَدلٌ لا يَجُورُ فقد وَعَدَ الشهداء بما لا عَيْنٌ رَأت ولا أُذنٌ سمعت قال تعالى: ﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [الزمر:69] فقد قَرَنَ الشهداء مع النبيين فأيُّ فضلٍ أعظمُ مِن هذا وأيُّ شرَفٍ أكبرُ من هذا الشرف. ومن هذا المنطلق فقد قال فيهم القائد الخالد الرئيس حافظ الأسد: (الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر).

  كلنا ثقة بأنّ  ، و سورية ستخرج منتصرة وشامخة بشموخ أسدها المؤمن وجيشها الصامد وشعبها المناضل وستسقط الأقنعة عن وجوه المتآمرين.

  وختاماً أقول بأنّ الله تعالى قادر على مَنعِ الحَدث ولكنه تعالى لا يَمنع قَسراً ولا يَدفع جبراً لأنّ ذلك يتناقض مع عَدلِهِ وحِكمتِهِ، وهذا الموضوع مُفَصَّلٌ عن المَعصومين أتيت على بعضه في كتابي منارة الرشاد ، و العلوية والمناهج الأخرى .

  ودمت بخير وصحة جيدة
  والسلام على من اتبع الهدى.

حسين محمد المظلوم
2\1\2012