التهم التي تسوّغ الظلم

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 18/02/2025 - 05:17

التُّهَمُ التّي تُسَوِّغُ الظُّلْمَ

إِنَّ تَعَلُّقَ بَعْضِ المُؤَلِّفِينَ بِمَا أَسَاءَ إِلَى العَلَوِيِّينَ، مِمَّنْ أَلْقَاهُ بِلا بَيِّنَةٍ، فَتَفَاقَمَ بِسَبَبِهِ الأَذَى، وَتَوَاتَرَ الاتِّهَامُ، وَتَتَابَعَ الطَّعْنُ، حَتَّى قِيسَ عَلَيهِ كُلُّ مَوقِفٍ وَقُرِنَ بِهِ كُلُّ سُلُوكٍ، لَمْ يُغَيِّرْ مِنْ حَقِيقَةِ هَذِهِ الطَّائِفَةِ، وَلَمْ يُزَهِّدْ أَبْنَاءهَا فِي أَخْلاقِهِم، وَلَمْ يَسْلُبْهُم تَارِيخًا مِنَ الرُّجُولَةِ وَالفِدَاءِ، وَلَمْ يَنْزِعْ عَنْهُم لِبَاسَ عُرُوبَتِهِم. 

فَإِنْ إِنْكَارَ الوَاضِحَاتِ لا يُلْغِيهَا مِنَ الوُجُودِ، وَإِهْمَال الحَقَائِقِ لا يَنْفِيهَا مِنَ الزَّمَن.

تَرَاكَمَتِ التُّهَمُ مِنْ عَصْرٍ إِلَى عَصْرٍ، فَبَدَأَتْ بِاتِّهَامِهِم بِالتَّظَاهُرِ بِالإِسْلامِ، ثُمَّ بِالتَّظَاهُرِ بِالعُرُوبَةِ، حَتَّى انْتَهَتْ بِاتِّهَامِهِم بِالتَّظَاهُرِ بِالوَطَنِيَّةِ، وَادِّعَائِهِم فِي كُلِّ حَالٍ مِنْ هَذِهِ الأَحْوَالِ خِلافَ مَا يُضْمِرُونَ، فَجَعَلُوا إِسْلامَهُم خَوفًا وَمُدَارَاةً، وَجَعَلُوا انْتِسَابَهُم العَرَبِيَّ مُصَانَعَةً وَحِيلَةً، وَجَعَلُوا وَطَنِيَّتَهُم تَكَسُّبًا وَانْتِفَاعًا.

وَمِنْ ذَلِكَ اتِّهَامُهُم بِالاسْتِعَانَةِ بِالغُزَاةِ وَتَنَازُلِهِم عَنِ الوَطَنِ فِي سَبِيلِ مَصَالِحِهِم، كَادِّعَاءِ بَعْضِهِم أَنَّ العَلَوِيِّينَ سَبَبُ دُخُولِ فَرنسا إِلَى السَّاحِل السُّورِيّ، وَأَنَّهُم نَاشَدُوها احْتِلالَ بِلادِهِم لِيَنْتَقِمُوا بِذَلِكَ مِنَ الدَّولَةِ العُثْمَانِيَّةِ بِإِسْقَاطِ الخِلافَةِ التّي كَانَتْ قَاعِدَةَ الحُكْمِ فِي العَهْدِ العُثْمَانِيِّ.

وَهَذِهِ لَمْحَةٌ إِلَى بُطْلانِ هَذِهِ التُّهَمِ وَرَدِّهَا عَلَى قَائِلِهَا، رَدًّا بَيِّنًا عَلَى إِيْجَازِهِ، وَكَافِيًا عَلَى اخْتِصَارِهِ.


فَقَدْ بَدَأَ النُّفُوذ الفرنسيّ فِي سُوريه بِالامْتِيَازَاتِ التّي حَصَلَتْ عَلَيهَا مِنَ العُثْمَانِيِّينَ، مِنَ المُعَاهَدَاتِ العُثْمَانِيّة الفَرنسيّة مُنْذُ سَنَة 1536م.

وَكَانَ لَهَا مِنْ ذَلِكَ حَقُّ حِمَايَة الأَمَاكِنِ المُقَدَّسَة سَنَة 1740م.

وَمَدّ السِّككِ الحديديّة، مِنْهَا سِكّة حَديد يافا القُدس سَنة 1889م، وَسِكّة حديد بَينَ بيروت ودمشق وحوران، حَتّى بَلَغَ المَال الفرنسيّ المُسْتثمر فِي سوريا سَنَة 1914 مَبلغ 5880 مليون فرنك.1

وَازْدَادَ نُفُوذُهَا حَتَّى ضَمِنَتْ مَصَالِحَهَا بِإِخْرَاجِ سُورية وَالعِراق مِنْ وُعُودِ الإنكليز بِالدَّولَةِ العَرَبِيّةِ المُسْتَقِلَّةِ فِي المُرَاسَلاتِ بَينَ مكماهون وَبَينَ الشَّريف حسين.

فَإِذَا وُجِدَتِ التّسْمِيَاتُ الطَّائِفِيَّةُ فِي هَذَا التَّارِيخِ، فَإِنَّمَا أَوجَدهَا مَنْ أَحْيَاهَا فِي الأَنْفُسِ، وَقَسَّمَ البِلادَ عَلَى مَذَاهِبِ النَّاسِ.

وَإِذَا وُجِدَ مَنْ يُخَطِّئُ فِئَةً دُونَ غَيرِهَا، فَإِنَّ تَدَخُّلَ الأَجْنَبِيِّ لَمْ يَكُنِ اخْتِيَارًا، وَلَمْ يَقْتَصِرْ تَحْدِيدُهُ عَلَى فِئَةٍ، وَمَنْ رَفَضَ الانْتِدابَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَمْنَعَ وُقُوعَهُ.

وَأَوَّلُ مَا يُذْكَرُ فِي هَذَا الشَّأْنِ، خِطَاب الأَمِير فيصل فِي حَلب سَنَة 1918م.

الخِطَاب الذّي بَيّن فِيه أَسْبَاب ثَورة الشّريف حُسين عَلى الدّولَة العُثْمَانِيّة، وَفَضْل بريطانيا وَفرنسا فِي مُسَاعَدة العَرَب عَلَى الأَتراك.2

ثُمَّ مَا قَرَّرَه المُؤتَمر السُّوريّ العَام فِي 2\ تموز\1919م، مِنْ مَوَادّ رَفَعَهَا إِلَى لَجْنَة كينغ كراين (لجنة الاسْتِفتاء الأمريكيّة) فَقَدْ طَلَب فِيهَا الاسْتِقْلال التّامّ، وَاحْتَجّ عَلَى الانْتِدَاب، غَيرَ أَنَّهُ اضْطُرّ فِي الفِقْرَة الرَّابِعَة مِنْ بَيَانِهِ إِلَى تَسْمِيَة الانْتِدَاب: مُسَاعَدةً فَنِّيّةً وَاقْتِصَادِيةٍ لا تَمَسُّ الاسْتِقْلال.

وَعَلَى هَذَا رَفَضَ الانْتِدَابَ الفَرنسيّ وَطَلَبهُ مِنْ أَمريكا، وَإِذَا لَمْ تَسْتَطِع أَمريكا قَبُولَ طَلَب المُسَاعَدة، فَإِنَّهُ يَطْلُبهُ مِن بريطانيا، مُشْتَرِطًا أَنْ لا يَمَسّ اسْتِقْلالَ البِلادِ.3


فَإِذَا كَانَ النُّخَبَةُ فِي ذَلِكَ الزَّمَنِ عَاجِزِينَ عَنْ مَنْعِ الانْتِدَابِ، فَكَيفَ يَمْنَعُهُ غَيرُهُم ؟

وَهَلْ كَان أَعْضَاء المُؤْتَمَر السُّورِيّ مِنْ طَائِفَةٍ مُعَيَّنَةٍ ؟؟؟؟؟

وَاتِّفَاقُ الأمِير فيصل وجورج كليمنصو الذّي عُدَّ إِدْخَالاً للبِلادِ تَحْتَ الحِمَايَةِ الفَرَنسِيّة، وَرَفْضُ المُؤتَمَر السّوري قَبُول الاتِّفَاقِ، حَتَّى فُرِضَ الانْتِدَابُ قَسْرًا، فَلَمْ يَنْفَعْ شَيءٌ فِي رَدِّهِ.

وَخِطَابُ علاء الدّين الدروبي رَئيس الحُكُومَة فِي عَهْد الأَمِير فَيصل.4


لا يَعْدُو الأَمْرُ أَنْ يَكُونَ حُسْنَ ظَنٍّ أَو تَوَهُّمَ صِدْقِ الأَجْنَبِيِّ، وَلا عِصْمَةَ لأَحَدٍ مِنَ الخَطَأِ فِي تَصَوُّرِ الوَقَائِع وَتَقْدِيرِ العَوَاقِبِ.

ثُمَّ إِنَّ دُخُولَ فَرنسَا إِلَى السَّاحِلِ السُّورِيّ لَمْ يَكُنْ بِإِرادَةِ أَهْلِهِ وَاخْتِيَارِهِم، وَلا يُحْكَمُ عَلَى طَائِفَةٍ بِسُلُوكِ شَخْصٍ مِنْهَا.

وَمِنَ الخَيرِ إِهْمَالُ مِثْلِ هَذِهِ الأُمُورِ، وَتَجَاهُلُ نِسْبَتِهَا إِلَى مَذْهَبٍ دِينِيٍّ إِذَا ذُكِرَتْ، مَع أَنَّهُ لا فَائِدَةَ مِنْ سَرْدِهَا، وَمَا كُنْتُ لأَتَعَرَّضَ لَهَا إِلاَّ مَنْعًا لِتَزَيُّدٍ أَحَدٍ فِي مَنْطِقِهِ، وَهِيَ فِي مَظَانِّهَا لِمَنْ طلَبَهَا.5


ذَلِكَ دَأْبُ شُيُوخِنَا فِي أَدَبِهِم، وَمِنْهُ قَولُ الشَّيخ مُحَمّد حَمدان الخَيّر:

أَخْلِصُوا يَا قَومِ فِي أَمْرِكُمُ*** وَالْزَمُوا الإِخْلاصَ دَومًا للمَبَادِي
وَأَجْمَعُوا أَشْتَاتَكُم وَاتَّحِدُوا***أَيُّ خَيرٍ جَاءَ مِنْ غَيرِ اتِّحَادِ ؟
وَتَنَاسَوا عَادَ شَرٍّ سَلَفَتْ***وَخُذُوا بَينَكُمُ فِي خَيرِ عَادِ
لا تُعِيدُوا ذِكْرَ مَا مَرَّ كَفَى***مَا لَقِينَاهُ مِنَ الوَيلِ المُعَادِ 6

 

 

  • 1نظام الانتداب الفرنسي على سوريه ص 24.
  • 2(( لا نَشُكّ أَنّكم أَيّها السَّادَة تَرُومُون مِنّا أَعْمَالاً مُهِمّةً، وَبِمَا أَنَّ حَلَب هِي فِي أَقَاصِي بِلاد العَرب لَمْ يَتّصِلْ بِأَهْلِهَا مَا وَقَعَ بَينَنَا وَبَينَ الأَتْرَاكِ، وَمَا سَبَبُ قِيَامِنَا ضِدّهم.  لأَنَّ الأَتراك كَانُوا يُشِيعون للمَلأِ أَجْمَع، أَنَّ الأَشْرَاف اتّفَقُوا مَع الغَرْبِيّين عَلَى بَيع البِلاد لِقَاءَ دُريهمات وَسَعَوا لإِخْرَاج فَتَاوى ضِدّنا نَشَرُوهَا للعامّة. وَقَد يُوجَد بَين بُسطَاء العُقُول مَنْ غُشِّ بِزَعْم الأَتْرَاكِ وَضلالاتِهِم......
    رَأَى وَالِدِي أَنَّ حُكُومة التّركِ لَيسَتْ بِدَولَةٍ تَعْمَلُ لإِحْيَاءِ دِينٍ أَو عَمَلٍ عَامٍّ يَنْفَعُ البِلادَ، وَلَكِنَّهَا أَعْلَنَتْ جِهَادَهَا بِالاتّفَاقِ مَع أَلمانيا لِمُجَرّد الانْتِقَام مِنَ العَنَاصِر الخَاضِعَة لَهَا، وَمِنْهَا العَرَبُ. وَتَبَيّن لَه أَنَّ مَبَادِئَهَا غَيرُ مَبَادئِ الحَقّ، فَاتّفَقَ مَع الحُلَفَاء بَعْدَ الاتّكَال عَلَى قُوّة اللهِ لِعِلْمِهِ أَنَّهُم يَنْصُرُونَ الضَّعِيفَ وَيُسَاعِدُونَ عَلَى إِعَادَة حُقُوقِ الأُمَم المَحْكُومَة، وَتَسَاعَدَ وَإِيّاهُم عَلَى إِزَاحَةِ الأَتْرَاكِ وَاسْتِخْلاصِ مَا اغْتَصَبُوه مِنَّا نَحْن العَرب.
    بِاسْمِ العَرَبِ حَالَفَ وَالِدِي الحُكُومَاتِ الغَرْبِيّة، وَقَامَ مَعَهُم ضِدّ ألمانيا وَتركيا كَتِفًا إِلَى كَتفٍ، لا كَمَا زَعَمَ الأَتْرَاك أَنَّ قِيامَنَا كَانَ نَتِيجَة مَطَامع شَخْصيّة.
    فَأَنَا بِاسْمِ كَافّة العَرَبِ أُخْبِرُ إِخوَانِي أَهْل الشّهْبَاء أَنَّ للحُكُومَاتِ الغَرْبِيّة وَخُصُوصًا إنكلترا وَفرنسا اليَد البَيضَاء فِي مُسَاعَدَتِنَا وَشَدِّ أَزْرِنَا، وَلا تَنْسَى العَرَبُ مَا دَامَتْ مَوجُودةً عَلَى وَجْه البَسِيطَةِ فَضْلَ مَعُونَتِهِم..... )) 
    الإيضاحات السّياسية وأسرار الانتداب الإفرنسي في سوريا ص 16.
  • 3مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى، د. أحمد قدري، ص 126.
    هَذِهِ  بَعْضُ المَوَادِّ التّي قَرَّرَهَا المُؤتَمَر عَلَى مَا أَورده الدّكتور أحمد قدري:
    المَادّة الرّابِعَة: إِذَا لَمْ يَقبل مُؤتَمر الصّلح هَذا الاحْتِجاج العَادل لاعْتبارات لا نَعْلمُ كنهَهَا، فَإِنّنا بعدما أعلنَ الرّئيس ولسن أنّ القَصد مِن دُخُولِهِ فِي الحَربِ هُو القَضَاءُ عَلى فكرة الفَتْح وَالاسْتِعْمَار. نَعْتبرُ مَسْأَلةَ الانْتِدابِ الوَارِدَة فِي عَهْد جَمعية الأمم عِبَارةً عَنْ مُسَاعَدةٍ فَنِيّةٍ وَاقْتِصَادِيّة لا تَمسّ بِاسْتِقلالنَا السّيَاسِيّ التّامّ، وحيث أَنّنَا لا نُرِيدُ أَنْ تَقَع بِلادُنَا فِي أَخْطَارِ الاسْتِعْمَار، وَحَيثُ أَنّا نَعْتَقِد أَنّ الشّعْبَ الأميركي هُو أَبْعدُ الشُّعُوبِ عَن فكرةِ الاسْتِعمارِ، وأَنّه ليس لَهُ مطامعُ سِيَاسِيّةٌ فِي بِلادِنَا، فَإِنّنَا نَطْلُبُ هَذِهِ المُسَاعَدةَ الفَنِيّةَ وَالاقْتِصَادِيّة مِنَ الولايَات المُتَحَدّة الأميركيّة، عَلَى أَنْ لا تَمَسَّ هَذِه المُسَاعَدةُ اسْتقلالَ البِلاد السِّيَاسِيّ وَوَحْدَتَهَا، وَعَلَى أَنْ لا يَزِيدَ أَمَدُ هَذِهِ المُسَاعَدَة عَنْ عِشْرِينَ عَامًا.
    المَادّة الخَامِسَة: إِذَا لَمْ تَتَمَكّن الولايَات المُتَحَدّة مِنْ قَبُولِ طَلَبِنَا هَذِهِ المُسَاعَدَةَ مِنْهَا، فَإِنَّنَا نَطْلُبُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ المُسَاعَدَةُ مِنْ دولَة بَرِيطَانِيَا العُظْمَى، عَلَى أَنْ لا تَمَسَّ اسْتِقلالَ بِلادِنَا السِّيَاسِيّ التّامّ وَوَحْدَتَهَا، وَعَلَى أَنْ لا يَزِيدَ أَمَدُهَا عَنِ المُدَّة المَذْكُورَة فِي المَادَّة الرَّابِعَة.
    المَادّة السَّادِسَة: إِنَّنَا لا نَعْتَرِفُ بِأَيّ حَقٍّ تَدَّعِيه الدّولَة الفَرنسيّة فِي أَيّ بقْعَةٍ كَانَت مِنْ بِلادنَا السُّورِيّةِ، وَنَرْفُضُ  أَنْ يَكُونَ لَهَا مُسَاعَدةٌ وَيَدٌ فِي بِلادِنَا بِأَيّ حَالٍ مِنَ الأَحْوَال.
  • 4(( بَدَأَ الانْتِدَابُ يَخْطُو خُطُواتِه الأُولَى فِي جَوٍّ مِنَ الإِرْهَابِ....  وَكَان رَدُّ الفِعْلِ ضَئيلاً عِنْد الوِزَارَةِ، بَلْ إِنَّهَا فَوقَ ذَلِكَ نَشَرَتْ بِلِسَانِ رَئِيسِهَا عَلاء الدّين الدّروبي بِلاغًا بِتَارِيخ 5 آب (أغسطس) 1920 تُنْذر فِيه الأَهْلينَ وَالمُوَظّفِين، وَتَعِدُهم بِأَنَّ الانْتِدَاب لَن يَكُون شَدِيد الوَطْأَة، بَلْ إِنَّهُ يَحْتَرِمُ الاسْتِقْلال، وَتُسَوِّغُ الحَرَكَاتِ التّي قَامَ بِهَا الجنرال غورو....
    وَعَلاوةً عَلَى مَا تَقَدَّم فَإِنَّ رَئيس الوزراء أَلْقَى خُطْبَةً فِي المَأْدبةِ التّي أَقَامَتْهَا الحُكُومَةُ السُّوريّة للجنرال غورو، شَكَر فِيهَا الجنرال غورو عَلَى تَصْريحهِ الأَخِير بِأَنَّ الحُكُومَة الفَرنسيّة التّي عَهِد لَهَا مُؤْتَمر السّلم بِمهمّة الانْتداب لا تَرْمي مِنْ وَرَائِه إِلاَّ إِلَى رِعَايَةِ مَصْلَحة البِلاد.. وَاسْتَشْهد بِتَقاليد فرنسا المجيدة فِي تَحْرير الشّعوب، وَمَا أَشْبه ذَلِك مِنَ المُغَالَطَة فِي الحَقَائِق وَالتّمويه للتّارِيخ، وَأَنْحى بِاللائمة عَلَى الذّين كَانوا يوسوسون للجمهور، وَأَكْثرهم غريب الدّار، بِأَنّ فرنسا دَولة مُسْتعمرة تَعْمل عَلى بَسطةِ مُلْكِهَا.... )).
    محاضرات عن سوريا من الاحتلال حتّى الجلاء ص 15.
  • 5تاريخ الثورات السّوريّة في عهد الانتداب الفرنسي، أدهم آل جندي ص 10، مطبعة الاتّحاد، تاريخ سوريه 1908 ـ 1918، د. علي سلطان ص 388، دار طلاس، ط2\1996م.
  • 6ديوان الشّاعر الشيخ مُحَمّد حمدان الخَيّر 1\359.