علل بعض الشرائع

أُضيف بتاريخ الأثنين, 31/08/2015 - 07:41

علل بعض الشرائع


وَمِمّا يَعُدّهُ دَلِيْلاً عَلَى التّمَيّزِ مَا نَسَبَهُ إِلَى المَكْزُوْنِ فِي قَوْلِهِ :

(( وَفَرَضَ الزّكَاةَ لِيُوَاسي الأَغْنِيَاءُ الفُقَرَاءَ ....وَفَرَضَ الصِّيَامَ امْتِحَاناً للنُّفُوْسِ بِالصّبْرِ عَنِ اللَّذّاتِ الحِسِّيّةِ ..... وَلِتَرِقّ بِهِ القُلُوبُ .... وَتَلِيْنَ قُلُوْبُ الأَغْنِيَاءِ للفُقَرَاءِ بِالآلامِ الدّاخِلَةِ عَلَى نُفُوْسِهِمْ مِنْ قِبلِ الجُوْعِ ... وَفَرَضَ الحَجَّ ابْتِلاءً للنّفُوْسِ بِالطّاعَةِ فِي التّوَجّهِ إِلَى البَيْتِ المَوْضُوعِ بِبَكّة ، كَمَا اِبْتَلَى المَلائِكَةَ بِالسّجُوْدِ لِمثلِ المِثالِ المَضْروبِ مِنَ الحَمَأ المَسْنون ...)). 1

وَمَا عَلَيْكَ إِلاّ أَنْ تُقَارِنَهُ بِبَعْضِ مَا قِيْلَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الإِمَام الرِّضَا :

(( وَعِلّةَ الزّكَاةِ مِنْ أَجْلِ قُوتِ الفُقَراءِ ، وَتَحْصِيْنِ أَمْوَالِ الأَغْنِيَاءِ مَع مَا فِيْهِ مِنَ الرّأْفَة وَالرّحْمَة لأَهْلِ الضّعْفِ، وَالعَطْفُ عَلَى أَهْلِ المَسْكَنة وَالحَثُّ لَهُم عَلَى المُوَاسَاةِ ..)) 2

وَقَوْلُ الإِمَامِ الصّادق :

(( العِلّةُ فِي الصّيَامِ ، لِيَسْتَوِي بِهِ الفَقِيْرُ وَالغَنِيّ ، وَذَلِكَ لأَنّ الغَنِيَّ لَمْ يَكُنْ لِيجِدَ مَسّ الجُوْعِ ، فَيَرْحَم الفَقِيْرَ.. فَأَرَادَ الله أَنْ يُسَوّيَ بَيْنَ خَلْقِهِ وَأَنْ يُذِيْقَ الغَنِيّ مَسّ الجُوْعِ وَالأَلَمِ ، لِيَرِقّ عَلَى الضّعِيْفِ وَيَرْحَمَ الجَائِع ..)). 3

وَقَوْلُ الإِمَامِ الرّضَا :

(( إِنّ اللهَ تَبَاركَ وَتَعَالَى ، قَالَ للمَلائِكَةِ : إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ [سورة البقرة 30]. فَرَدّوا عَلَى اللهِ تَبَاركَ وَتَعَالَى هَذَا الجَوَابَ ، فَعَلِمُوا أَنّهُمْ أَذْنَبُوا ، فَنَدِمُوا فَلاذُوا بِالعَرْشِ ، فَاِسْتَغْفَرُوا ، فَأَحَبّ اللهُ تَعَالَى أَنْ يَتَعَبّدَ بِمِثْلِ ذَلِكَ العِبَادَ ، فَوَضَع فِي السّمَاءِ الرّابِعَةِ بَيْتاً بِحِذاءِ العَرْشِ يُسَمّى الضّراح ، ثُمَّ وَضَعَ فِي السّمَاءِ الدّنْيَا بَيْتاً يُسَمّى البَيْتَ المَعْمُوْرَ بِحِذَاءِ الضّراح، ثُمّ وَضَعَ هَذا البَيْتَ بِحِذاءِ البَيْتِ المَعْمُور ، ثُمّ أَمَرَ آدمَ فَطَافَ بِهِ ، فَتَابَ اللهُ عَلَيْهِ ، وَجَرَى ذَلِكَ فِي وَُلَْدِهِ إِلَى يَوم القِيَامَةِ....)). 4


 


  • 1معرفة الله والمكزون 1\247 ـ 248.
  • 2عيون أخبار الرضا 2\96، وفي علل الشرائع 2\68، وفي من لا يحضره الفقيه 2\7، وفي وسائل الشيعة 9\12، وفي بحار الأنوار مج2\518.
  • 3علل الشرائع 2\79، وفي عيون أخبار الرضا 2\98، وفي من لا يحضره الفقيه 2\45، وفي وسائل الشيعة 10\7 ، وفي مجمع البيان 1 ـ 2\490، وانظر مناقب آل أبي طالب2\424، وبحار الأنوار مج39\206، 224، 225، 227.
  • 4علل الشرائع 2\109 ـ110، وفي عيون أخبار الرضا 2\98، وفي وسائل الشيعة 13\297، وفي بحار الأنوار مج2\519، ومج5\81، ومج22\ 257، ومج40\294، وانظر معجم مجمع البحرين779، والميزان في تفسير القرآن 8\175.