باطن الشريعة

أُضيف بتاريخ الأثنين, 31/08/2015 - 07:51

باطن الشريعة


وَمِمّا يُسَمّيْه تَمَيُّزًا قَولُهُ :

(( أما الحكمة الباطنة ، على حدِّ تعبير المكزون : (( ففيها مسالك لا يعرفُها إلاَّ أهلُ الإجابة السابقة ، ولا يَطَّلِعُ عليها إلاَّ الآحادُ من ألوف الألوف .. لأنها المعرفة العظمى ..)) (( ولن تُقبلَ المحافظةُ على صور العبادات الظاهرة ، المشروعة على ألسُنِ النطقاء من المرسلين ، إليهم التسليم ، دون الغوصِ على معانيها والتدبُّرِ لما أُودِعَ من الأسرار الإلهية فيها ..)) .)) 1

فَقَارِنْهُ بِبَعْضِ مَا قِيْلَ، وَمِنْ ذَلِكَ القَولُ فِي مَشَارق أَنْوار القُلُوب :

(( وَإِذَا تَقَرّرَ مَا قُلْنَاهُ، فَيَجِبُ عَلَى كُلِّ ذِي لُبٍّ المُبَادَرَةُ إِلَى حُصُولِ هَذَا الأَمْرِ الجَلِيْلِ، وَوُرُوْدِ هَذَا المَوْرِدِ السّلْسَبِيْلِ، الّذِي لَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ مِنَ النّاسِ إِلاّ القَلِيْلُ، بَلْ أَقَلُّ مِنَ القَلِيْلِ، فَإِنّ هَذِهِ السَّعَادَةَ هِيَ المَطْلُوبُ مِن هَذَا الوُجُوْدِ ....)) 2

وَفِي الرّسَالَة الجَامِعة :

(( وَمَنْ أَقْبَلَ عَلَى ظَاهِرِ الشّرِيْعَةِ دُوْنَ بَاطِنِهَا، كَانَ ذَا جِسْمٍ بِغَيْرِ رُوْحٍ، نَاقِصَ آلاتِهِ، فَلا يَزَالُ مُسْتَخْدمًا فِي الشّرِيْعةِ مُقَارنًا للطّبِيْعَة، حَتّى يَكْتَسِبَ رُوْحًا كَامِلةً، وَنِعْمةً شَامِلَةً تَرْفَعُهُ إِلَى السّمَاءِ العَالِيَةِ، وَالدّرَجَاتِ السّامِيةِ، وَمَنْ كَانَ مُقْبِلاً عَلَى العُلُومِ الحَقِيْقِيّةِ وَالآراءِ الفَلْسفيّة، وَالأَسْرَار العَقْلِيّةِ، وَهُوَ مُتَغَافِلٌ عَنْ إِقَامَةِ الظّوَاهرِ الشّرْعيّةِ وَالسّنَنِ التّكْلِيفِيّةِ، فَهُوَ ذُو رُوْحٍ قَدْ تَعَرّتْ مِنْ جَسَدِهَا، وَفَارَقَتْ كُِسْوَتَهَا السّاتِرة لِعَورَتِها ...)) 3


 


  • 1معرفة الله والمكزون 1\251.
  • 2مشارق أنوار القلوب 4.
  • 3الرسالة الجامعة 288ـ 289.