التجلي الهدوي

أُضيف بتاريخ الأثنين, 31/08/2015 - 08:03

التجلي الهدوي


وَمِمّا ظَنّهُ تَمَيّزًا، قَوْلُهُ :

(( فالمكزونُ فهمَ التجلّي الهُدَويّ، في الأرض، لتعريف الناس بالله، وتذكيرهم بالميثاق الذي أخذَه عليهم في الذرو الأوّل ....ولعلَّ الطريفَ أن يفهمَ المكزون الهُدَى تجلّياً للهِ في كلامهِ، فيلفتُ لفتاً قويّاً إلى منهجه الذي اتبعه ....)) 1

بَيَانُ الوَهْمِ

إِنَّ الطَّرِيْفَ فِي هَذَا، لَيْسَ بِطَرِيْفٍ، فَكُلُّ مَنْ قَرَأَ نَهْجَ البَلاغَةِ، عَرَفَ أَنَّ اللهَ تَجَلّى فِي كِتَابِهِ لِهِدَايَةِ خَلْقِهِ، وَمِنْهُ :

(( فَبَعَثَ اللهُ مُحَمّدًا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِالحَقِّ، لِيُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ إِلَى عِبَادَتِهِ، وَمِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ إِلَى طَاعَتِهِ، بِقُرْآنٍ قَدْ بَيَّنَهُ وَأَحْكَمَهُ، لِيَعْلَمَ العِبَادُ رَبَّهُم إِذْ جَهِلُوهُ، وَلِيُقِرّوا بِهِ بَعْدَ إِذْ جَحَدُوهُ، وَلِيُثْبِتُوهُ بَعْدَ إِذْ أَنْكَرُوهُ، فَتَجَلَّى لَهُم سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا رَأَوْهُ، بِمَا أَرَاهُم مِنْ قُدْرَتِهِ، وَخَوَّفَهُم مِنْ سَطْوَتِهِ، وَكَيْفَ مَحَقَ مَنْ مَحَقَ بِالمَثُلاتِ، وَاحْتَصَدَ مَنِ احْتَصَدَ بِالنَّقِمَاتِ ....)) 2

وَقَوْلُهُ :

(( فَبَعَثَ فِيْهِم رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَيْهِم أَنْبِيَاءهُ، لِيَسْتَأْدُوهُم مِيْثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَيُذَكِّرُوهُم مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ .....)) 3

وَلَقَدِ اسْتَشْهَدَ المُؤَلّفُ بِقَول الإِمام الصّادق :

(( لَقَدْ تَجَلّى اللهُ لِعِبَادِهِ فِي كَلامِهِ .....)) 4

بَعْدَ قَوْلِهِ :

(( ولعلَّ الطريفَ أن يفهمَ المكزون الهُدَى تجلّياً للهِ في كلامهِ، فيلفتُ لفتاً قويّاً إلى منهجه الذي اتبعه ....))

فَلِمَ لَمْ يُشِرْ إِلَى مَنْهَجِ المَكْزُوْنِ فِيْمَا أَخَذَهُ مِنْ كَلامِ أَهْلِ البَيْتِ فَإِنّ مَا نَسَبَهُ إِلَى الإِمَام الصّادِق يُفَهِّمُ كُلّ مَنْ قَرَأَهُ : أَنَّ اللهَ تَجَلّى لِعِبَادِهِ فِي كَلامِهِ، وَلَيْسَ قَارِئُهُ بِمُبْدِعٍ مَنْهَجًا، وَلا بِمُخْتَرِعٍ نَهْجًا (( فيلفتُ لفتاً قويّاً إلى منهجه الذي اتبعه ....)).


 


  • 1معرفة الله والمكزون 1\402.
  • 2شرح نهج البلاغة مج5\72 ـ 73، وانظر الكافي للكليني 8\297، وبحار الأنوار مج31\90.
  • 3شرح نهج البلاغة مج1\91.
  • 4معرفة الله والمكزون 1\403. ونسبه القندوزي في ينابيع المودة للصادق ص 494، ونسبه الإمام الخميني لأمير المؤمنين (ع)، انظر شرح دعاء السحر ص 63.