منهج الجهاد

أُضيف بتاريخ الأثنين, 31/08/2015 - 08:19

منهج الجهاد


وَمِنْ ذَلِكَ التَّمَيُّزِ، قَوْلُهُ :

(( منهج الجهاد : وفيه حدَّدَ المكزون مدلولَه الظاهر، وهو جهاد الأعداء وجهاد النفس؛ ثمَّ حدَّدَ مدلوله الباطن بسبعةِ أوجهٍ أو مجاهدات ....)) 1

وَهُوَ مِنَ الشّائِعِ مِنْ قَبْلُ، وَمِنْهُ فِي رَسَائِل إِخْوانِ الصَّفَاءِ :

(( وَالجِهَاد قِسْمَانِ : أَحَدُهُمَا ظَاهِرٌ جَلِيٌّ، وَهُوَ عَدَاوَةُ الكُفَّارِ وَالمُخَالِفِيْنَ فِي الشَّرِيْعَةِ، وَحَرْبُهُم وَجِهَادُهُم، وَالآخَرُ بَاطِنٌ خَفِيٌّ، وَهُوَ عَدَاوَةُ الشَّيَاطِيْنِ المُخَالِفِيْنَ فِي الجِبِلَّةِ المُتَضَادّيْنَ فِي الطَّبِيْعَةِ...)) 2

وَفِي الفَتْحِ الرّبّانِي للإِمَام الجيلاني :

(( قَدْ أَخْبَرَكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِجِهَادَيْنِ : ظَاهِرٍ وَبَاطِنٍ . فَالبَاطِنُ : جِهَادُ النّفْسِ وَالهَوَى وَالطّبْعِ وَالشَّيْطَانِ، وَالتّوْبَةُ عَنِ المَعَاصِي وَالزّلاتِ، وَالثّبَاتُ عَلَيْهَا، وَتَرْكُ الشّهواتِ وَالمُحَرّمَاتِ .

وَالظّاهِرُ : جِهَادُ الكُفّارِ المُعَانِدِيْنَ لَهُ وَلِرَسُولِهِ (ص وآله) وَمُقَاسَاةُ سُيُوفِهِم وَرِمَاحِهِم، يَقْتلُون وَيُقْتَلُون، فَالجِهَادُ البَاطِنُ أَصْعَبُ مِنَ الجِهَادِ الظّاهِرِ، لأَنّهُ شَيءٌ مُلازِمٌ مُتَكَرّرٌ، وَكَيْفَ لا يَكُونُ أَصْعَبَ مِنَ الجِهَادِ الظّاهِرِ، وَهُوَ قَطْعُ مَأْلُوفَاتِ النّفْسِ مِنَ المُحَرّمَاتِ وَهِجْرَانُهَا، وَامْتِثَالُ أَوَامِرِ الشّرْعِ، وَالاِنْتِهَاءُ عَنْ نَهْيِهِ، فَمَنِ امْتَثَلَ أَمْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الجِهَادَيْنِ حَصَلَتْ لَهُ المُجَازَاةُ دُنْيًا وَآخِرة .....))
3


وَقَوْلُهُ :

(( الوجه الثاني : مجاهدة النفس، ومجاهدة العارف لأهل بيته وعشيرته وجيرانه، بإظهار التقية لهم والتمسك بما هم عليه وإن خالفهم باطنه في إتيان ذلك الفعل، والمحافظة على المشروعات الظاهرة بعد معرفة حقائقها، ليسلم لهُ بذلك دينهُ ونفسه من أهل الميل عن رأيه وعقيدته... 4
فماذا بقي للجهاد الباطن؟ وهل أضاف المكزون إلى أحكامه الظاهرة شيئاً ؟
ذكر لأحكامه الباطنة سبعة أوجه .......
5
أمّا الوجه الثاني ، فيضيفُ لوناً جديداً من الجهاد، وهو جهاد العارف بالله، في بيته ومجتمعه، على الصعيد الخاص ....)) 6

وَهْمٌ فِي الشّرْحِ، لأَنّهُ مِنَ الشّائِعِ، فَإِنْ كَانَ إِضَافَةً فَهِيَ مِنْ قَبْلُ، وَمِنْهُ فِي رَسَائل إِخْوان الصّفَا:

(( وَلا يَكُنِ اعْتِقَادُ أَهْلِكَ وَذُرِّيّتِكَ وَأَزْوَاجِكَ وَبَنِيْكَ مُخَالِفًا لِمَا يَظْهَرُ مِنِ اعْتِقَادِكَ لأَصْحَابِكَ وَإِخْوَانِكَ ....وَكَيْفَ يَجُوزُ للعَاقِلِ العَالِمِ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ أَهْلٌ يَتَدَيّنُونَ بِدِيْنٍ وَيَذْهَبُونَ إِلَى مَذْهَبٍ هُوَ يَأْمُرُ أَصْحَابَهُ بِخِلافِهِ ......)) 7

وَهَذَا عَلَى التّخْصِيْصِ بِالأَهْلِ، وَقَدْ سَمّاهُ إِخْوان الصّفَاء (( سِيَاسَة الأَصْحَاب ))، فَإِنْ كَانَ عَلَى التّعْمِيْمِ، فَالتّقِيّةُ شَرْعٌ إِلَهِيّ .


 


  • 1معرفة الله والمكزون 1\139.
  • 2رسائل إخوان الصفاء 1\366.
  • 3الفتح الرباني والفيض الرحماني 84.
  • 4معرفة الله والمكزون 1\141.
  • 5نفسه 1\156.
  • 6معرفة الله والمكزون 1\157.
  • 7رسائل إخوان الصفاء 4\260 ـ 261.