إمامة اسماعيل بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ومعنى البداء...

أُضيف بتاريخ الخميس, 26/05/2011 - 15:47

المرسل: علوية حتى النخاع \21\05\2011م

السلام عليكم من جديد
طمعاً بنيل المزيد والاستفادة من رأيكم السديد
نتوجه اليكم شيخنا الكريم ونسأل مايلي :
عقيدتنا التي لاريب فيها ولاشك تقول بإمامة حجة الله موسى بن جعفر عليهما السلام بعد أبيه ..
ولكن هناك فرقة من الشيعة من الاخوة في الطائفة الاسماعيلية ادعوا إمامة اسماعيل بن جعفر عليه السلام بحجة ان الامامة تنتقل من الاب الى الابن الاكبر مستثنيا من هذه القاعدة الحسن والحسين عليهما السلام ! ويدعون ان الامامة كانت في اسماعيل زمن أبيه وأن الامامة اذا كانت في أحد فانها لا تستبدل بغيره بل تنتقل الى من يرثه بالامامة!
واني هنا أطرح أمرين
أولهما : كيف لإسماعيل أن يكون اماماً في حياة أبيه !! هل يقصدون أنه تم تعيينه بحياة أبيه ليكون الإمام من بعده وان موته في حياة أبيه لايلغي هذا التعيين! أم يقصدون مثلاً انه تشارك معه بالامامة !! فهم يقولون أن الامامة تنتقل الى الابن بعد وفاة الاب وبنفس الوقت يقولون أنه كان إماماً بحياة الأب فكيف صح هذا الجمع ؟؟
وثانيهما:
رد الشيعة بالحديث المروي عن الامام الصادق عليه السلام : «ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني»
وعليه نجد أن البعض وتحديداً من السنة يشنعون على الشيعة قولهم بالبداء ونسبته الى الله جل وعلا معتبرين أن هذا انتقاص من قدرة الله وعلمه وتطاول على الذات الالهية والعياذ بالله !
فأرجو منكم أن توضحوا لنا معنى البداء وما المقصود به في هذا الحديث بالذات !! وماموقفنا كعلويين من هذا الموضوع!!
ولكم جزيل الشكر 1
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله

الأخت الكريمة علوية حتى النخاع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  الاسماعيلية الخالصة قالوا بأنّ الإمام الصادق عليه السلام أوصى بالإمامة لأبنه إسماعيل من بعده، وفي اعتقادهم أنّ إسماعيل لم يمت بل أظهر ذلك وهو القائم الذي سيظهر أخر الزمان، وهم لا يسوقون الإمامة بعد إسماعيل، ولا وجود لهذه الفرقة في عصرنا.

  ومنهم من قال إن موته صحيح وإن الإمام الصادق عليه السلام لما نص على إمامته والنص لا يرجع قهقرى ففائدة النص بقاء الإمامة في أولاد المنصوص عليه دون غيرهم فالإمام بعد إسماعيل محمد بن إسماعيل وهذه الفرقة على رأيين مختلفين:

  • منهم من وقف على محمد بن إسماعيل وقال برجعته بعد غيبته وهؤلاء القرامطة ولا علاقة للفرقة الإسماعياية الموجودة في وقتنا بهم.
  • ومنهم من ساق الإمامة في المستورين منهم ثم في الظاهرين القائمين من بعدهم.

وفي كل الأحوال فهم لم يقولوا بإمامة إسماعيل في حياة أبيه بل قالوا إنّ أباه نص عليه على أنه الإمام من بعده، وقولكِ أنهم يعتقدون إن موته لا يُلغي التعيين صحيح، ولكن هذا التعيين يستمر عندهم في أبنائه كما تقدم.

  أما الشراكة في الإمامة فلم يرد عنهم ذلك.

  أما الحديث المروي عن الإمام الصادق فهو ضعيف ولا يتطابق مع الأصول المُعتمدة، لأنّ الإمامة بتعيين من الله، وبالتالي فلا مجال للبداء في هذا المورد القطعي، والدليل على ذلك حديث اللوح الذي أهداه الرسول صلى الله عليه وآله إلى فاطمة عليها السلام وفيه ذكر المعصومين بأسمائهم وكناهم عليهم السلام.. وهذا أمرٌ اعتقادي قطعي.

  فالبداء لا يكون في الأصول الاعتقادية، لأن البداء نسخ في التكوين ﴿ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد : 39]،) كما أنّ النسخ المعروف نسخٌ في التشريع، وليس معناه أنّ الله تعالى يبدو له شيء بعد أن كان خفياً عنه، كما يظن البعض، وهذا يستلزم نسبته إلى الجهل تعالى الله عن ذلك.

  ومن الأمثلة على البداء
ما حُكي عن عيسى عليه السلام أنّه أخبر بموت عروسٍ ليلة زفافها فوُجدت في الصباح غير ميتة وتحت فراشها حية، وعَلم أنها تصدقت بصدقة في تلك الليلة فدفع الله عنها الموت وكان الله سبحانه وتعالى قدّر لها أن تموت ليلة زفافها، وكان إخبار عيسى عليه السلام بناءً على ما علمه من ذلك التقدير المشروط بعدم تصدّقها، ولكن الله سبحانه يعلم بأنها ستتصدق ولا تموت، وعيسى عليه السلام لا يعلم ذلك.
هذا هو البداء وما هو إلا زيادة في الأعمار والأرزاق والنقصان منها بسبب الأعمال، وقد قال الرسول صلى الله عليه وآله: [البر يزيد في العمر.]

والحمد لله رب العالمين

حسين محمد المظلوم
24\5\2011