كتمان العقيدة

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 14/10/2014 - 13:16

كتمان العقيدة


وَمِنْ أَوْهَامِ الدكتور مصطفى الشكعة الّتِي سرقها الأستاذ سعد رستم قَوْلُهُ :

(( ويرى الغُلاة من العَلَويِّيْن ضرورة كتمان العقيدة. وللقوم وُجهة نَظَرهم في ذلك، يعرضها السَّيِّد مُحمَّد أمين غالب الطّويل على لسانهم ...)) 1


بَيَانُ الوَهْمِ

لا يُعَوّلُ عَلَى مَا كَتَبَهُ السّيّدُ مُحَمّد أَمِيْن غَالِب الطّويْل، لأَنّهُ غَيْرُ أَمِيْنٍ وَلا مَوْثُوقٍ بِهِ، وَلَيْسَ غَالِباً فَإِنّ البَاطِل زَاهِقٌ، وَإِنْ كَانَ طَوِيْلاً فِي أَمَلِهِ الّذِي أَنْسَاهُ قَوْلَهُ تَعَالَى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [ سورة التوبة ]

لَقَدْ سَبَقَ الأستاذ محمد كرد علي إلى الكَلام عَلَى كِتَاب ( تَاريخ العَلَوِيّين ) وَأَحْسَنُ مَا قَالَهُ فِيْهِ :

(( وَكُنّا نَودّ لَو عَزا أَقْوَالَهُ إِلَى كُتُبٍ مُعْتَبرةٍ مِنْ كُتُبِ هَذِه الطّائِفة أَوْ غَيْرها وَلا سِيّما فِي المَادّة التّاريْخِيّة إِذْ لَيْسَ التّارِيخ أَسَاطِير وَتَقَالِيْد بَلْ هُو حَقَائق وَاقِعةٌ وَقَدْ جَاء مُصَنّفهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلى آخِرهِ نَسقاً وَاحِداً كَالأقَاصِيص لِعهْدنَا لَمْ يَسْتَنِدْ فِيْهَا إِلَى قَولِ أَحَدٍ ....)) 2

ثُمّ انْتَقَدَ الشّيْخُ عَبْد الرّحمن الخيّر قَول مُحَمّد أَمين الطويل :

(( وبتعبير أصح إن بقاء عقيدة العلويين مكتومة هو من كمال الإسلام واعلانها مضرّ به )).

وَمِنْ نَقْدِهِ :

(( هذا القول وما بعده هو من تعليلات المؤلف وأمثاله ممّن يعتبرون طرق التصوف هي العقيدة والدين. في حين أن الطريقة الصوفية ليست غير أسلوب من أساليب الذكر. وقد أساء فهمها كثيرون من مختلف المذاهب الإسلامية ولا ينفرد بعض ( العلويين ) بالأخذ بالطريقة ...)) 3

وَمِنْهُ :

(( وجميع طرق التصوف في الإسلام تقول بضرورة كتمان بعض المعلومات الدينية عن غير مستحقيها...)) 4

أَقُولُ : كَانَ للشّيْخِ الخَيّر مَنْهَجٌ فِي رَدِّهِ عَلَى مُحَمّد أَمِين غَالب، فَوَافَقَهُ عَلَى أَشْيَاءَ، وَخَالَفَهُ فِي أُخْرَى، وَمِنْ ذَلِكَ كَلامُهُ عَلَى مُقَدّمَةِ كِتَابِ الطّويل :

(( واني أوافقه على مجمل ما أورده فيها، لأنه بنظري قد أصاب لباب الحقيقة ...... بيد أنني لا أوافقه على تفسيره عبارة ( الشعب العلوي) بجماعة النصيرية من العرب ....... وكذلك لا أوافقه على قوله : ان الشعب العلوي يرى أن سياسة التوكل وعدم السعي هي أفضل سياسة يمكنها أن تصل بالانسان إلى أبعد غايات السعادة .....)) 5

وَلَنَا مَنْهَجٌ فِي الرّدِّ عَلَى الطّوِيْلِ، وَعَلَى المُؤَلّفِ الوَاهِمِ، فَإِذَا وَافَقْنَا الشّيْخَ الخَيّرَ عَلَى أَنَّ كَلامَ الطّوِيْل :

(( تعليلات المؤلف وأمثاله ممّن يعتبرون طرق التصوف هي العقيدة والدين .)).

فَلَسْنَا نُوَافِقُهُ عَلَى قَوْلِهِ :

(( وجميع طرق التصوف في الإسلام تقول بضرورة كتمان بعض المعلومات الدينية عن غير مستحقيها..)).

وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الكِتْمَانَ لا يُؤْخَذُ مِنْ إِجْمَاعِ الصّوفِيّةِ، وَلا مِنْ قَوْلِهِم بِضَرُورَتِهِ أَوْ عَدَمِهَا، فَإِنَّ فِي هَذَا الاِحْتِجَاجِ ضَعْفاً ظَاهِراً لِمَنْ تَأَمّلَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الشّيْخُ الخَيّر فِي قَوْلِهِ:

(( أن العلويين لم يفترقوا عن الشيعة الاماميين وليسوا غيرهم.)). 6

فَلَوِ اسْتَشْهَدَ بِمَا نَقَلَهُ مُؤَلّفُو الشّيْعةِ مِنْ كَلامِ أَهْلِ البَيْتِ فِي الأَمْرِ بِالكِتْمَانِ، لَكَانَ أَوْفَقَ لَهُ، فَإِنَّ الاِعْتِدَادَ بِالصّوفِيّةِ يُنَاقِضُ القَولَ : (( أن العلويين لم يفترقوا عن الشيعة الاماميين )).

فَقَدِ اخْتَلَفَ عُلَمَاءُ الشّيْعَةِ فِي التّصَوّفِ، وَأَلّفَ بَعْضُهُم فِي الرّدِّ عَلَى الصّوفِيّة، وَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِم الشّيْخُ مُحَمّد بن الحَسَن الحرّ العَامليّ فِي كِتَابِهِ ( الاثنى عشرية في الردّ على الصوفيّة )، وَمِنْهُ :

(( لَمْ يَكُن أَحَدٌ مِنَ الشِّيْعَةِ صُوْفِيّاً أَصْلاً كَمَا يَظْهَرُ لِمَنْ تَتَبَّعَ كُتُبَ الحَدِيْثِ وَالرِّجَالِ وَسَمِعَ الأَخْبَارَ، بَلْ لا يُوْجَدُ للتّصَوّفِ وَأَهْلِهِ فِي كُتُبِ الشِّيْعَةِ وَكَلامِ الأَئِمّةِ (ع) ذِكْرٌ إِلاَّ بِالذَّمِّ، وَقَدْ صَنّفُوا فِي الرَّدِّ عَلَيْهِم كُتُباً مُتَعَدِّدَةً، ذَكَرُوا بَعْضَهَا فِي فِهْرست كُتُبِ الشِّيْعَةِ .

وَقَدْ نَقَلَ الإِجْمَاعَ مِنْهُم جَمَاعَةٌ مِنَ الأَجِلاّ يَأْتِي ذِكْرُ بَعْضِهِم إِنْ شَاءَ اللهُ، فَكَيْفَ جَازَ الآن لِضُعَفَاءِ الشِّيْعَةِ الخُرُوجُ عَنْ هَذَا الإِجْمَاعِ وَعَنْ طَرِيْقَةِ أَهْلِ العِصْمَةِ؟!.))
7

وَنَبّهَ عَلَى مَيْلِ مَا يُسَمّيْهم ( ضُعَفَاء الشّيْعَةِ ) إِلَى التّصَوّفِ فِي قَوْلِهِ :

(( قَدْ عَرَفْتَ وَعَرَفَ كُلُّ مَنْ تَتَبّعَ طَرِيْقَةَ العَامّةِ وَالخَاصّةِ، أَنَّ التّصَوّف مِنْ طَرِيْقِ المُخَالِفِيْنَ لأَهْلِ البَيْتِ (ع)، وَلَمّا تَبِعَهُم هَؤلاءِ المُنْتَمُونَ إِلَى التّشَيّعِ اسْتَلْزَمَ ذَلِكَ مَحَبّتهُم لِمَشَايخ الصّوفِيّةِ الّذِيْنَ هُمْ أَعْدَاؤهم (ع)، وَانْجَرّ الأَمْرُ إِلَى عَدَاوةِ عُلَمَاءِ الإِمَامِيّةِ لِمُبَايَنةِ الطّرِيْقَتَيْنِ بِالكُلّيّةِ كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ، حَتّى صَارُوا يَدّعُونَ تَارةً أَنَّ أَكْثَرَ مَشَايخِ الصّوفِيّةِ كَانُوا شِيْعةً، وَتَارةً أَنّ أَكْثَرَ عُلَمَاءِ الشّيْعَةِ كَانُوا صُوفِيّةً، وَدَعْوَاهُم فِي المَوْضِعَيْنِ ظَاهِرَةُ الفَسَادِ مُسْتَلْزِمَةٌ لِمُوالاةِ أَعْدَاءِ اللهِ وَمُعَادَاةِ أَوْلِيَاءِ اللهِ وَذَلِكَ مُحَرّمٌ شَرْعًا، وَتَحْرِيْمُه وَاضِح....)) 8

وَلِكُلٍّ رَأْيٌ فِي هَذَا، فَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُهُم إِلَى القَولِ : إِنَّ التّشَيُّعَ وَالتّصَوُّفَ مِنْ مَصْدَرٍ وَاحِدٍ، وَمِنْهُم السّيّدُ حَيْدر آمُلِي فِي كِتَابِهِ (جَامِع الأَسْرار وَمَنْبع الأَنْوار) وَمِنْهُ:

(( وَالعَجَبُ كُلّ العَجَبِ أَنَّ أَكْثَرَ التّشْنِيْعِ عَلَى المُوَحِّدِيْنَ المُحَقِّقِيْنَ مِنْ أَهْلِ اللهِ ( صَادرٌ ) مِنَ الطّائِفَةِ الشِّيْعِيّةِ الاِثْنَا عَشريّة، بِخِلافِ مَجْمُوْعِ الطّوَائِف الإِسْلامِيّةِ، مَع أَنّ مَأْخَذَهُم وَاحِدٌ، وَمَشْرَبَهُم وَاحِدٌ، وَمَرْجِعهم إِلَى وَاحِدٍ، وَهُوَ قَولُ اللهِ تَعَالَى وَالنّبِيّ وَالأَئِمّةِ المَعْصُوْمِيْنَ (ع)، كَمَا تَقَدّمَ ذِكْرُهُ فِي المُقَدِّمَةِ، لأَنَّ هَؤلاءِ ( أَي الصّوفِيّة ) أَخَذُوا مِنْهُم ( أَي مِنَ الأَئِمّةِ عم ) الأُصُولَ بِحَسَبِ البَاطِنِ ـ أَي بِحَسَبِ الطّرِيْقَةِ ـ كَمَا أَخَذَ الشِّيْعَةُ مِنْهُمُ الأُصُولَ بِحَسَبِ الظّاهِرِ ـ أَعْنِي مِنْ حَيْثُ الشَّرِيْعَةُ ـ وَكِلاهُمَا صَحِيْحٌ، وَاجِبٌ عَلَيْهِم بَيَانُهُمَا وَعَلَيْنَا القِيَامُ بِهِمَا، كَمَا سَيَجِيءُ تَقْرِيْرُهُ عِنْدَ البَحْثِ فِي الشّرِيْعَةِ وَالطّرِيْقَةِ وَالحَقِيْقَةِ .

وَبِالحَقِيْقَةِ سَبَبُ تَشْنِيْعِهم عَلَيْهِم وَعَلَى أَمْثَالِهِم مَا كَانَ إِلاَّ مِنْ عَدَمِ عِلْمِهِم بِأُصُوْلِهِم وَقَوَاعِدِهِم وَكَيْفِيّةِ مَأْخَذِهِم وَتَرْتِيْبِ إِسْنَادِهِم، لأَنّهُم لَوِ اطّلَعُوا عَلَى ذَلِكَ عَلَى مَا يَنْبَغِي ، لَمَا شَنّعُوا عَلَيْهِم أَصْلاً، وَلا اعْتَرَضُوا عَلَى كَلامِهِم أَبَدًا، لَكِنَّ : (( المَرْء عَدُوّ مَا جَهِلَهُ )).

اعْلمْ أَنّهُ كَمَا لا يَكُونُ الفَسَادُ فِي الطّائِفَةِ الإِمَامِيّةِ، القَائِلِيْنَ بِظَاهِرِ الشَّرِيْعَةِ ( فِيْمَا يَتَعَلّقُ بِالأُصُوْلِ المَأْخُوْذَةِ عَنِ الأَئِمّةِ المَعْصُوْمِيْنَ (ع) فَكَذَلِكَ لا يُمْكِنُ ( أَنْ يَتَطَرّقَ ) الفَسَادُ فِي ( مَآخِذِ ) الطّائِفَةِ الصُّوْفِيَّةِ الحَقّةِ، القَائِلِيْنَ بِبَاطِنِ الشّرِيْعَةِ ، لأَنّ أُصُوْلَ الطّائِفَةِ الأُوْلَى وَفُرُوْعَهُم كَمَا هِيَ مَنْقُوْلَةٌ عَنِ النّبِيّ وَالأَئِمّةِ المَعْصُوْمِيْنَ (ع) نَقْلاً مُتَوَاترًا صَحِيْحًا كَذَلِكَ أُصُوْلُ الطّائِفَةِ الثّانِيَةِ وَفُرُوْعُهُم هِيَ أَيْضًا مَنْقُوْلَةٌ عَنِ النّبِيّ وَالأَئِمّةِ المَعْصُوْمِيْنَ (ع) نَقْلاً مُتَوَاترًا صَحِيْحًا ...))
9

وَمِنَ المُعَاصِرِيْن الشّيْخ قَاسم الطّهرانِيّ فِي كِتَابِهِ ( مَعْروف الكرخيّ تِلْمِيْذ الإمَام الرِّضا وَأُسْتاذ العرفاء )، وَمِنْهُ :

(( فمع ثبوت تشيع معروف الكرخي وصلته بالإمام الرضا عليه السلام يثبت بسهولة أن التشيع من الناحية التأريخية هو مصدر التصوف والعرفان.

وأول من أنكر ذلك وبالتالي تشيعه هو ابن الجوزي الحنبلي المتوفى 598، والسبب في إنكاره هو أستاذه ابن ناصر الحنبلي المتعصب. ثم تابعه على ذلك الذهبي وابن تيمية في القرن الثامن فقط.ثم الوهابية في العصر الأخير وقطاع من مدرسة الشيخية في إيران. نعم صدر في القرن الحادي عشر انكار حوله من الفاضل المجلسي صاحب البحار رحمه الله إلا انه أشبَهُ بالتشكيك من الإنكار.))
10

وَمِنْ هُنَا كَانَ قَولُ الشّيْخِ الخَيّر يَحْتَمِلُ أَمْرَيْنِ : إِمّا أَنْ يَكُونَ العَلَوِيّونَ فِئَتَيْنِ، فِئَةً تَرَى التّصَوّفَ وَفِئَةً لا تَرَاهُ، لِيَصِحَّ قَوْلُهُ : (( أن العلويين لم يفترقوا عن الشيعة الاماميين وليسوا غيرهم.)).

وَذَلِكَ لأَنَّ الشّيْعَةَ فِي التّصَوّفِ فَرِيْقَانِ، مِنْهُم مَنْ ذَهَبَ إِلَى إِنْكَارِهِ، وَتَضْلِيْلِ القَائِلِيْنَ بِهِ، وَتَبْرِئَةِ الشّيْعَةِ مِنَ التّصَوّفِ وَأَهْلِهِ، وَمِنْهُم مَنْ ذَهَبَ إِلَى صِحَّتِهِ، وَإِثْبَاتِهِ عِنْدَ الشِّيْعَةِ، فَإِذَا قِيْلَ : إِنَّ العَلَوِيّيْنَ وَالشّيْعَةَ شَيءٌ وَاحِدٌ، فَلا بُدَّ مِنْ جَعْلِهِم فِئَتَيْنِ : فِئَةً صُوْفِيّةً، وَفِئَةً مُنْكِرةً للتّصَوّفِ، فَلَيْسُوا سَوَاءً، لأَنّ الشّيْعَةَ لَمْ يَكُونُوا فِي أَمْر التّصَوّفِ سَوَاء .

وَإِمّا أَنْ يَكُونَ الاِسْتِشْهَادُ بِالمَنْقُولِ عَنْ أَهْلِ العِصْمَةِ فِي الأَمْرِ بِالكِتْمَانِ، مِنْ غَيْرِ اعْتِمَادٍ عَلَى اخْتِلافِ آرَاءِ الفُقَهَاءِ، فَيَكُونُ المَنْقُولُ جَامِعاً للعَلَوِيّيْنَ وَالشِّيْعَةِ، وَلِكُلٍّ مَنْهَجٌ فِي التّوْثِيْقِ وَالتّضْعِيْفِ.

فَإِنَّ زَعْمَ الطّوِيْل أَنَّ للعَلَوِيّيْنَ رَأْياً فِي الكِتْمَانِ، مَرْدُودٌ عَلَيْهِ، لأَنّهُ مِنْ كَلامِ أَهْلِ البَيْتِ لا مِنْ آرَائِنَا، وَالاِحْتِجَاجُ بِهِ أَوْفَقُ للقَولِ : (( أن العلويين لم يفترقوا عن الشيعة الاماميين وليسوا غيرهم.)).

وَمِنْهُ فِي الكَافِي وَالإِرْشَادِ وَبِحَارِ الأَنْوَارِ وَإِعْلامِ الوَرَى وَكَشْف الغُمّةِ، قَولُ الإِمَام الكَاظِم :

(( مَنْ آنَسْتَ مِنْهُ رُشْداً فَأَلْقِ إِلَيْهِ وَخُذْ عَلَيْهِ الكِتْمَانَ ...)) 11

وَفِي الاحْتِجَاج وَالكَافِي وَوَسَائِل الشّيْعَة وَبِحَار الأَنْوار:

(( عَنْ عَبْد اللهِ بن سُلَيْمان، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفر فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِـ يُقَالُ لَهُ عُثْمَانُ الأَعْمَى ـ: أَنَّ الحَسَنَ البَصْريّ يَزْعُم أَنّ الّذِيْنَ يَكْتُمُونَ العِلْمَ يُؤْذِي رِيْح بُطُونِهم مَنْ يَدْخُلُ النّارَ.

فَقَالَ أَبُو جَعْفَر : فَهَلَكَ إِذاً مُؤمِنُ آلِ فِرْعَون، وَاللهُ مَدَحَهُ بِذَلِكَ، وَمَا زَالَ العِلْمُ مَكْتُوماً مُنْذُ بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رَسُولَهُ نُوْحاً، فَلْيَذْهَبِ الحَسَنُ يَمِيْناً وَشِمالاً، فَوَ اللهِ مَا يُوْجَدُ العِلْمُ إِلاَّ هَا هُنَا.))
12

وَفِي الكَافِي وَالوَسَائِل وَالبِحَار، قَولُ الإِمَام الصّادِقِ :

(( نَفَسُ المَهْمُوم لَنَا المُغْتَمّ لِظُلْمِنَا تَسْبِيْحٌ، وَهَمّهُ لأَمْرِنَا عِبَادَةٌ، وَكِتْمَانُهُ لِسِرِّنَا جِهَادٌ فِي سَبِيْلِ اللهِ....)) 13

وَفِيْهَا مِنْ وَصَايا الإِمَام البَاقِر :

(( وَلا تَبُثّوا سِرّنَا، وَلا تُذِيْعُوا أَمْرَنَا، وَإِذَا جَاءكُم عَنّا حَدِيْثٌ فَوَجَدْتُمْ عَلَيْه شَاهداً أَوْ شَاهِدَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ فَخُذُوا بِهِ، وَإِلاّ فَقِفُوا عِنْدَهُ، ثُمّ رُدّوهُ إِلَيْنَا حَتّى يَسْتَبِيْنَ لَكُم وَاعْلَموا أَنَّ المُنْتَظِرَ لِهَذا الأَمْرِ لَهُ مِثْل أَجْر الصّائِم القَائِم......)). 14

وَمِنْهُ تَعْرِفُ أَنَّ مَا كَتَبَهُ المُؤَلّفُ أَوْهَامٌ لا يُلْتَفَتُ إِلَيْها.


 


 

  • 1إسلام بلا مذاهب 294، وانظر الفرق والمذاهب الإسلامية منذ البدايات 276.
  • 2مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق م5 ج 11 ـ 12\571.
  • 3نقد وتقريظ كتاب تاريخ العلويين 26.
  • 4نقد وتقريظ كتاب تاريخ العلويين 27.
  • 5نقد وتقريظ كتاب تاريخ العلويين 14.
  • 6نقد وتقريظ كتاب تاريخ العلويين 14.
  • 7الاثنى عشرية في الرد على الصوفية 13 ـ 14.
  • 8الاثنى عشرية في الرد على الصوفية 153.
  • 9جامع الأسرار 264. ونقلت ضبط كلمة ( آملي ) من كتاب الأعلام 2\290.
  • 10معروف الكرخي 11 .
  • 11الكافي 1\413. وفي الإرشاد 2\222، وفي بحار الأنوار مج19\440، وفي إعلام الورى 303، وفي كشف الغمة في معرفة الأئمة 2\753. مع اختلاف في ألفاظه.
  • 12الاحتجاج 2\ 61، وفي الكافي 1\ 103، وفي وسائل الشيعة 27\ 18، وفي بحار الأنوار مج1\229، وفي مج 10\89، وفي مج 17\464، وفي رسالة الاثنى عشرية في الرد على الصوفية 171، مع اختلاف في ألفاظه.
  • 13الكافي 2\228،وفي وسائل الشيعة 16\249، وفي بحار الأنوار مج 29\355. مع اختلاف في ألفاظه.
  • 14الكافي 2\225، وفي وسائل الشيعة 16\236، وفي ترتيب الأمالي 5\473، وفي بحار الأنوار مج1\ 357، مع اختلاف في ألفاظه.