الآراء الشديدة الغلو

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 15/10/2014 - 09:33

الآراء الشديدة الغلو


وَمِنْ أَوْهَامِ الدكتور مصطفى الشكعة قَوْلُهُ :

(( وكُلٌّ من المُنتجب العاني وسُليمان الأدني يَتَّفقان في ذكْر الآراء الشّديدة الغُلُوِّ حول ما أسْمَيَاهُ : ظُهُورات الإله في المظاهر التي اصطفاها : فهابيل وشيث ويُوسُف ويُوشع وآصف وشمعون وعليّ كُلُّهم تتجلَّى فيهم ذاتيَّة الله حيناً، وتغيب حيناً آخر عن الأبصار.)) 1


بَيَانُ الوَهْمِ

لَيْسَ هَذَا مِنِ اتِّفَاقٍ وَلا اخْتِلافٍ، وَإِنّمَا وَهْمٌ وَقَعَ عَلَى وَهْمٍ، وَشُبْهَةٌ مُحَرَّفَةٌ مِنْ صَحِيْحٍ، مِمّا اخْتَلَقَهُ صَاحِبُ كِتَاب الباكورة، وَوَهِمَ فِيْهِ مَنْ نَسَبَهُ إِلَى المُنْتَجَبِ، فَمَنِ اتّبَعَ أَهْلَ البَيْتِ لَمْ يَغْلُ فِيْهِم، لأَنّهُم بَرِئوا مِنَ الغُلُوِّ وَالغُلاةِ، وَمِنْهُ قَولُ الإِمَام الرِّضَا :

(( الغُلاةُ كُفّارٌ ، وَالمُفَوِّضَةُ مُشْرِكُونَ، مَنْ جَالَسَهُم أَوْ خَالَطَهُم أَوْ آكَلَهُم أَوْ شَارَبَهُم ، أَوْ وَاصَلَهُم، أَوْ زَوَّجَهُم أَوْ تَزَوَّجَ مِنْهُم ، أَوْ آمَنَهُم أَوِ ائْتَمَنَهُم عَلَى أَمَانَةٍ، أَوْ صَدَّقَ حَدِيْثَهُم ، أَوْ أَعَانَهُم بِشَطْرِ كَلِمَةٍ، خَرَجَ مِنْ وَلايَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَوَلايَةِ رَسُولِ اللهِ ، وَوَلايَتِنَا أَهْلَ البَيْتِ.)) 2

وَمِنْ وَهْمِ المُؤَلِّفِ نَشَأَ زَعْمُهُ أَنَّ المُنْتَجَبَ يَغْلُو فِي أَهْلِ البَيْتِ ، وَمِنْ تَغَافُلِهِ كُلّمَا سَنَحَ لَهُ رَأْيٌ يُنَبِّهُهُ مِنْ غَفْلَتِهِ، ظَنَّ مَا ظَنَّهُ، وَلَيْسَ الأَمْرُ كَمَا تَوَهَّمَ، وَإِنّمَا يُقَالُ : عَلِيّ يُوشَعُ هَذِهِ الأُمّةِ، وَشَمْعُوْنُهَا ، وَآصَفُهَا.

فَإِذَا كَانَ هَذَا غُلُوّاً، فَلْيَرْجِعْ عَنْ قَوْلِهِ :

(( حَكَمَ العلاَّمة المجلسي من كبار محدِّثي الشِّيعة الإماميَّة بأنَّها موضوعة، والتي فيها الغُلُوُّ الصّريح......)) 3

فَقَدْ نَقَلَ الشّيْخ المجلسيّ فِي بِحَار الأَنْوار قَولَ رَسُول اللهِ :

(( إِنَّ عَلِيّاً صِدِّيْقُ هَذِهِ الأُمَّةِ وَفَارُوْقُهَا وَمُحَدِّثُهَا، إِنَّهُ هَارُوْنُهَا، وَيُوْشَعُهَا، وَآصَفُهَا، وَشَمْعُوْنُهَا، إِنّهُ بَابُ حِطَّتِهَا، وَسَفِيْنَةُ نَجَاتِهَا، إِنّهُ طَالُوتُهَا ، وَذُوْ قَرْنَيْهَا .....)) 4

وَفِي عُيُونِ أَخْبَارِ الرّضَا، وَفِي بِحَارِ الأَنْوَار :

(( لِكُلِّ أُمَّةٍ صِدِّيْقٌ وَفَارُوقٌ، وَصِدِّيْقُ هَذِهِ الأُمَّةِ وَفَارُوْقُهَا : عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِب، عَلَيْه السّلام، وَإِنَّهُ سَفِيْنَةُ نَجَاتِهَا، وَبَابُ حِطَّتِهَا، وَإِنَّهُ يُوْشَعُهَا، وَشَمْعُوْنُهَا، وَذُو قَرْنَيْهَا......)) 5

فَهَذَا مَا يَقُولُهُ المُسْلِمُ العَلَوِيُّ، وَهُوَ قَولُ رَسُولِ اللهِ .

فَأَيُّ غُلُوٍّ فِي هَذَا ؟.

أَيَعُدّنَا المُؤَلّفُ مِنَ الغُلاةِ لأَنّنَا نَقْرَأُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ  ؟. أَمْ يَعْتَمِدُ عَلَى مَخْطُوْطَةٍ نُسِبَتْ إِلَيْنَا مِنْ غَيْرِ تَحْقِيْقٍ لِيَجْعَلَهَا شَاهِداً لاِدِّعَائِهِ ؟.

وَمَنِ احْتَجّ بِمَا كَتَبَهُ مَنْ يُعَدُّ مِنَ العَلَوِيّيْنَ، فَلْيُخَصِّصْ فِي كَلامِهِ، فَمَنْ زَعَمَ أَنّهُ يُؤَلّفُ فِي تَارِيْخِ العَلَوِيّيْنَ وَفِي كِتَابِهِ ذِكْرٌ لِمَخْطُوْطَاتٍ، فَلْتُخَصّصْ بِهِ وَحْدَهُ، وَمَنْ يَرْضَى الاِقْتِدَاءَ بِهِ، وَلْيُسْأَلْ عَمّا كُتِبَ فِيْهَا، فَإِنْ كَانَتْ فِي الغُلُوِّ، خُصِّصَ الغُلُوُّ بِهِ، بَعْدَ شَهَادَتِهِ عَلَى نَفْسِهِ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَنُوبَ عَنْ طَائِفَةٍ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَنَا ادِّعَاءُ النِّيَابَةِ عَنْ أَحَدٍ، فَلا أَعْتَدُّ بِشَيءٍ يُخَالِفُ المَنْقُولَ عَنْ أَهْلِ البَيْتِ ، وَلا أَقْبَلُ أَنْ يَنُوبَ عَنّي رَجُلٌ حَتّى أُعْلِنَ اتِّبَاعَهُ، فَمَنْ زَعَمَ أَنّ للعَلَوِيّيْنَ مَخْطُوطَات، وَأَنّهُ اعْتَمَدَ عَلَيْهَا فِي مُؤَلّفَاتِهِ، فَهُوَ نَائِبٌ عَمّنْ يَرْضَى نِيَابَتَهُ فَقَط، وَلَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَتَكَلّمَ فِي دِيْنِ غَيْرِهِ بِمَا يُرِيْدُ وَيَهْوى. 6


 


 

  • 1إسلام بلا مذاهب 284 ـ 285 ، والفرق والمذاهب الإسلامية منذ البدايات 273.
  • 2عيون أخبار الرضا 2\219، وفي بحار الأنوار 11\ 174، وص :206. مع اختلاف في ألفاظه.
  • 3الفرق والمذاهب الإسلامية منذ البدايات 271 .
  • 4روضة الواعظين 113، وفي بحار الأنوار مج16\71 ، وفي ترتيب الأمالي 4\225، وفي مناقب آل أبي طالب 2\85. مع اختلاف في ألفاظه.
  • 5عيون أخبار الرضا 2\16، وفي بحار الأنوار مج16\84. مع اختلاف في ألفاظه.
  • 6من تلك الكتب التي لا أرضاها حجةً عَلَيَّ : مؤلفات الشيخ علي عزيز الإبراهيم، والسلسلة التي نشرها الأستاذ محمود عبد الرحمن، ومؤلفات الأستاذ محمد أحمد علي، ومن أخذ عنهم أو عوّل عليهم .