كلمة لا بد منها

أُضيف بتاريخ الأحد, 14/11/2010 - 17:00

بعد هذا العرض السريع لأقوال ومفتريات بعض كتاب القرن العشرين ، والرد عليها بالأدلة القاطعة والبراهين ، وإهمال ما لا يتناقض مع جوهر الدين 1 ، يُلاحظ القارئ الفطين ، عدّة أمور نحن لها ذاكرين :

  • أولاً :   تناقض كل كاتب في نفس أقواله .
  • ثانياً :   تناقضهم الواضح فيما بينهم .
  • ثالثاً :   اعتمادهم على مراجع لا اعتبار لها ، ومطعون في أصحابها ، وخصوصاً تلك التي وضعها شيوخ السوء وقضاة الرشوة لمصلحة حكّامهم .
  • رابعاً :   استنادهم عن مصادر غربية غريبة ، وُضِعت لغايات سياسية معروفة بواسطة ( المستشرقين والمبشرين وعملائهم ) .
  • خامساً :   التعصب الشديد الذي يبرز بوضوح من خلال كتبهم .
  • سادساً :   إخفاءهم النوايا التي من أجلها وُضِعت الكتب ، زاعمين بأن غايتهم حماية هذا الدين من الإعتقادات الدخيلة عليه ، ونصح أبناء هذه الطائفة للعودة إلى الطريق القويم بوصفهم ( منحرفين ) .

إلى ما هنالك من أمور أخرى تتّضح للقارئ الكريم حين مراجعته تلك الكتب الرخيصة والموضوعة للنيل من هذه الطائفة المُفترى عليها دائماً ، تارة بأقلام الحاقدين ، وطوراً بسيوف الظالمين .

وإنّ أهم هذه الأمور التي بسببها تعرّض المسلم العلوي إلى التكفير والتشهير ، والتقتيل والتنكيل ، هي موالاته الصادقة لأهل بيت النبوة وقوله بعصمتهم ، واعترافه بعظيم فضلهم ورفيع قدرهم وعمله بالتقية عند اللزوم لها ، ضمن المعايير الشرعية التي أباحتها في بعض الحالات وحسب الحاجة إليها .

فلهذه الأسباب المشروعة نصاً ، ولقصر أفهام البعض عن معرفتها ، أو الإعتراف بها ، وُجّهَت إلى العلوي أصابع الإتهام بالغلو .

وفي الحقيقة فإن هذه المزاعم والإتهامات ما هي إلا حُجج واهية وموضوعة ، يتستر بها البعض لإخفاء بغضه وعدائه لأهل البيت (ع) 2 ، ونكرانهم ما ثبت بالدّليل القاطع على عصمتهم ، متذرعين بالتقية التي يقرّها المسلم العلوي ، لإقناع الناس بسريّة عقيدته .

فرأيت أن أختم كتابي هذا بتوضيح معنى التقية في المفهوم العلوي والدليل على وجوب العمل بها في الحالات المنصوص عنها شرعاً ، مع بيان بعض الأدلة على وجوب الإعتقاد بولاية أهل البيت (ع) والقول بعصمتهم وذِكر بعض المأثور من فضائلهم ، مُعتمداً طريق الإختصار 3 .

  • 1 هذه الكلمة كانت موضوعة في الجزء الأول من كتاب "المسلمون العلويون بين مفتريات الأقلام وجور الحكام" وبالتحديد بعد دفع الشبهات والرد على تلك الكتب التي طالت العلويين زورا وبهتانا وبعد أن دمجنا الجزئين من الكتاب رأيت من المناسب وضعها في بداية هذا الباب لتكون مدخلا وتمهيداً للرد على تلك الكتب والموسوعات وما التوفيق إلا بالله. (أبو اسكندر).
  • 2 ليس المراد في قولنا هذا اتهام سائر أهل السنة ببغض أهل البيت (ع) ومُعاداتهم ، فكيف يَصح ذلك وقد صرّح كبار علمائهم وأفاضل قدمائهم بوجوب محبتهم ، ورووا من فضائلهم ومآثرهم ما لا يُحصى ، وإنما المُراد بـ (البعض ) أولئك المُتزمتين الجامدين الحاقدين ، الذين مازالوا يعيشون في أوكار الجاهلية ، ويقبعون في القصور اليزيدية التي بُنيَت على أنقاض الإمامة الشرعية . (المؤلف)
  • 3 كذلك بعد دمج الجزأين اختلف ترتيب بعض المواضيع..
    وتجد موضوع "التقية في المفهوم الإسلامي العلوي" في الباب الأوّل.
    وكذلك موضوع "دلائل الهداية في وجوب الإعتقاد بالولاية" في الباب الأوّل. (أبو اسكندر).