تجلّي الله

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 19/08/2015 - 08:55

تجلّي الله


وَمِنْ أَوْهَامِهِ قَوْلُهُ :

(( ولكنَّ المشكلة، هنا ، بهذا المدخل الذي افتتح المكزون به نصّه ، بقوله : (( ومعرفته لا تصحُّ إلا بذاته ، وذاته لا تُعرفُ إلا برؤيته ..)) . والمكزون نفسه يعرف أنَّ الذاتَ منزّهةٌ عن الرؤية، وعن كلِّ محسوسٍ ومعقول..
فهل تَجلَّى اللهُ لموجوداته فعرفته وعرفت نفسَها ؟.
المكزون يُحدِّثُنا عن تجلِّي الله له ....لكن متى ظهرت الذَّات أول مرَّة ؟ ولمن ظهرت ؟ وأين ظهرت ؟....
ويخبرنا المكزون عن ذلك التجلِّي ، في (( عالم الظلال ))، وعن موقف النفوس من ميثاق ربِّها ....))
1

بَيَانُ الوَهْمِ

أَمّا مَا عَدَّهُ المُؤَلّفُ مُشْكِلَةً، فَشَيءٌ أَشْكَلَ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ فِي قَوْلِ رَجُلٍ: إِنّ الخَلْقَ عَايَنُوا اللهَ سُبْحَانَهُ حِيْنَ قَالَ لَهُم : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ [سورة الأعراف 172] اسْتِنْبَاطٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ، بَعْدَ جَواب الإِمَامِ الصّادِق عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ .[سورة الأعراف 172].

(( قَالَ : كَانَ ذَلِكَ مُعَايَنةً للهِ، فَأَنْسَاهُمُ المُعَايَنَةَ وَأَثْبَتَ الإِقْرَارَ فِي صُدُوْرِهِم، وَلَوْلا ذَلِكَ مَا عَرَفَ أَحَدٌ خَالِقَهُ وَلا رَازِقَهُ، وَهُوَ قَولُ اللهِ : وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [سورة الزخرف87 ].)) 2

فَقَدْ أَخْبَرَ الإِمَامُ الصّادِق بِذَلِكَ التّجَلّي، وَقَالَ : (( كَانَ ذَلِكَ مُعَايَنةً للهِ .)) .

فَمِنْ أَيْنَ أَخْبَرَكَ المَكْزُونُ بِهِ ؟.

إِنْ كَانَ نَاقِلاً عَنِ الإِمَام الصّادِق ، فَالأَوْلَى أَنْ يُشَارَ إِلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ، فَقَدْ سَبَقَهُ مَنْ هُوَ أَجَلُّ وَأَعْظَم.


 


  • 1 معرفة الله والمكزون 1\354 ـ 356 ـ 357.
  • 2 المحاسن 191، وفي بحار الأنوارمج2\374، وفي شرح أصول الكافي 5\57.