حَقُّ الحَيَاةِ :

أُضيف بتاريخ الجمعة, 15/10/2010 - 17:00

قَالَ صَاحِبُ الوَلايَةِ ، لِوَلِيِّهِ ، مَالِك الأَشْتَر :
" إِيَّاكَ ، وَسَفْكَ الدِّمَاءِ ، بِغَيْرِ حِلِّهَا ، فَإِنَّ لَيْسَ مِنْ شَيءٍ ، أَدْعَى لِنِقْمَةٍ ، وَلا أَعْظَمَ لِتَبِعَةٍ ، وَلا أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَةٍ ، وَاِنْقِطَاعِ مُدَّةٍ ، مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقِّهَا ، وَاللهُ سُبْحَانَهُ ، مُبْتَدِئٌ بِالحُكْمِ بَيْنَ العِبَادِ ، فِيْمَا تَسَافَكُوا فِيْهِ مِنَ الدِّمَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ ، فَلا تُقَوِّيَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُضْعِفُهُ ، وَيُوْهِنُهُ ، بَلْ يُزِيْلُهُ وَيَنْقُلُهُ ، وَلا عُذْرَ لَكَ ، عِنْدَ اللهِ ، وَعِنْدِي فِي قَتْلِ العَمْدِ ، لأَنَّ فِيْهِ قَوَدَ البُدُنِ " .

وَقَالَ ـ فِي دِمَاءِ أَهْلِ الذِّمَّةِ ـ :
" وَلا تَكُوْنَنَّ عَلَيْهِمْ ، سَبُعاً ضَارِياً ، لِتَغْتَنِمَ أَكْلَهُمْ ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ :
إِمَّا : أَخٌ لَكَ فِي الدِّيْنِ ، وَإِمَّا : نَظِيْرٌ لَكَ بِالخَلْقِ
" .

وَقَالَ ـ فِي القَتْلِ الخَطَأِ ـ :
" وَإِنِ اِبْتُلِيْتَ بِخَطَأٍ ، وَأَفْرَطَ عَلَيْكَ سَوْطُكَ ، أَوْ : سَيْفُكَ ، أَوْ : يَدُكَ ، بِالعُقُوْبَةِ فَإِنَّ فِي الوَكْزَةِ ، فَمَا فَوْقَهَا مَقْتَلَةٌ ، فَلا تَطْمَحَنَّ بِكَ نَخْوَةُ سُلْطَانِكَ ، عَنْ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى أَوْلِيَاءِ المَقْتُوْلِ ، حَقَّهُمْ " .

فَهَذَا هُوَ المَبْدَأُ العَلَوِيُّ ، الَّذِي يَنُصُّ عَلَى اِحْتِرَامِ الحَيَاةِ الإِنْسَانِيَّةِ ، وَتَحْرِيْمِ زَهْقِهَا بِغَيْرِ الحَقِّ ، وَهُوَ يَنْقُضُ مَا اِرْتَكَبَهُ أَكْثَرُ الحُكَّامِ ، مِنْ جَرَائِمَ كُبْرَى بِحَقِّ الأَفْرَادِ وَالجَمَاعَاتِ ، لأَتْفَهِ الأَسْبَابِ ، حِفَاظاً عَلَى سُلْطَانِهِمُ الجَائِرِ ، أَوْ : بِسَبَبِ وِشَايَاتٍ كَاذِبَةٍ ، مِنْ بِطَانَاتِهِمُ الفَاسِدَةِ .

فَالعَلَوِيَّةُ ، تَرَى أَنَّ حَقَّ الحَيَاةِ مُقَدَّسٌ ، وَحِفَاظُ الحُكَّامِ عَلَى حَيَاةِ الرَّعِيَّةِ : وَاجِبٌ لا يَجُوْزُ التَّقْصِيْرُ فِيْهِ .