مُحَاسَبَةُ الحَاكِمِيْنَ :

أُضيف بتاريخ الجمعة, 15/10/2010 - 17:00

فِي هَذَا المَجَالِ ، لا يُشَقُّ للعَلَوِيَّةِ غُبَارٌ ، إِذْ أَنَّهَا اِلْتَزَمَتْ هَذَا الأَمْرَ ، حِيْنَ قَبِلَ الإِمَامُ ، أَنْ يَمْثُلَ بَيْنَ يَدَي قَاضٍ ، فِي خُصُوْمَةٍ بَيْنَهُ ، وَبَيْنَ أَحَدِ أَفْرَادِ رَعِيَّتِهِ ، وَأَجْرَى ذَلِكَ ، عَلَى عُمَّالِهِ الَّذِيْنَ وَلاَّهُمْ أَعْمَالَ البِلادِ فَهُمْ مِثْلَ غَيْرِهِمْ ، بَيْنَ يَدَي القَضَاءِ ، يُسْأَلُونَ ، وَيُعَاقَبُوْنَ .
ثُمَّ أَطْلَقَ هَذِهِ القَاعِدَةَ ، وَعَمَّمَهَا عَلَى الجَمِيْعِ ، فِي قَوْلِهِ :
" مَنْ رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِهِ ، وَمُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْهِ ، فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ : سَلِمَ وَبَرِئَ ، وَمَنْ أَنْكَرَهُ بِلِسَانِهِ : فَقَدْ أُجِرَ ، وَمَنْ أَنْكَرَهُ بِالسَّيْفِ، لِتَكُوْنَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ : العُلْيَا وَكَلِمَةُ الظَّالِمِيْنَ ، هِيَ : السُّفْلَى ، فَذَلِكَ : الَّذِي أَصَابَ سَبِيْلَ الهُدَى وَقَامَ عَلَى الطَّرِيْقِ ، وَنُوِّرَ قَلْبُهُ بِاليَقِيْنِ .
وَمَا أَعْمَالُ البِرِّ ـ كُلِّهَا ـ وَالجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ ، عِنْدَ الأَمْرِ بِالمَعْرُوْفِ ، وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ ، إِلاَّ كَنَفْثَةٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ ، وَأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ : كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ
" .

وَهُنَا ، أَقُوْلُ :
إِنَّ العَلَوِيَّةَ ، مَا تَعَرَّضَتْ للمَظَالِمِ فِي تَارِيْخِهَا ، إِلاَّ لِوُقُوْفِهَا هَذَا المَوْقِفَ العَظِيْمَ فِي جَبْهِ الظَّالِمِيْنَ ، وَلأَنَّهَا لا تَرَى وُجُوْبَ طَاعَةِ الحَاكِمِ الجَائِرِ ، لأَنَّ فِي ذَلِكَ مَعْصِيَةَ اللهِ ، فَلا طَاعَةَ لِمَخْلُوْقٍ فِي مَعْصِيَةِ الخَالِقِ، مَهْمَا اِشْتَدَّ طُغْيَانُهُ ، وَعَظُمَ سُلْطَانُهُ .