جَاءَ الإِسْلامُ للبَشَرِيَّةِ ، بِأَرْقَى المَبَادِئِ ، وَأَسْمَاهَا ، وَمِنْ جُمْلَةِ هَذِهِ المَبَادِئِ ، الَّتِي سَنَّهَا : حُرْمَةُ الحَيَاةِ الخَاصَّةِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
{ لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا} سُوْرَةُ النُّوْر ( 27 ) .
وَقَالَ ـ تَعَالَى - { وَلَا تَجَسَّسُوا} سُوْرَةُ الحُجُرَات ( 12 ) .
وَآيَاتٌ كَثِيْرَةٌ ، تُفِيْدُ هَذَا المَعْنَى ، وَتَنْهَى عَنِ التَّعَرُّضِ لِهَذِهِ الحُرْمَةِ .
فَأَصَّلَتِ العَلَوِيَّةُ ، هَذِهِ المَبَادِئَ ، وَاِعْتَمَدَتْ عَلَيْهَا مَنْهَجاً ، لا يُمْكِنُ التَّلاعُبُ بِهِ ، فَقَدْ قَالَ الإِمَامُ ، للأَشْتَرِ ، فِي هَذَا الشَّأْنِ :
" وَلْيَكُنْ أَبْعَدُ رَعِيَّتِكَ مِنْكَ ، وَأَشْنَؤهُمْ عِنْدَكَ : أَطْلَبَهُمْ لِمَعَايِبِ النَّاسِ.
فَإِنَّ فِي النَّاسِ : عُيُوْباً ، الوَالِي : أَحَقُّ مَنْ سَتَرَهَا ، فَلا تَكْشِفَنَّ عَمَّا غَابَ عَنْكَ مِنْهَا ، فَإِنَّمَا : عَلَيْكَ تَطْهِيْرُ مَا ظَهَرَ لَكَ " .
وَقَدْ دَلَّتْ هَذِهِ القَاعِدَةُ ، عَلَى تَحْرِيْمِ التَّجَسُّسِ ، عَلَى الحَيَاةِ الخَاصَّةِ للنَّاسِ ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ ، مِنَ الحَاكِمِ ، وَحُرْمَةِ دُخُوْلِ بُيُوْتِهِمْ ، مِنْ دُوْنِ اِسْتِئْذَانِهِمْ ، وَيَتَفَرَّعُ عَنْهَا ، كَثِيْرٌ مِنَ المَبَادِئِ ، الَّتِِي لا بُدَّ مِنْهَا وَلا غِنىً عَنْهَا .
- 848 مشاهدة