عظمة الشهادة وسموها، و قداسة الشهيد ومكانته عند الله.. ماقيل في سبب تسمية الشهيد.. منزلة الشهيد عند الله رفيعة تظهرها لنا الآيات المحكمات.. الشهادة من صلب الإسلام الحنيف.. الشهيد يعلم أحوال أهله ويشفع لهم وتقبل شفاعته..الأحاديث الواردة بحق الشهيد..

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 07/01/2014 - 11:36

المرسل: Nour Light بتاريخ 29\09\2013م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين ....
سيدي الشيخ الفاضل
الأخ الكريم أبو اسكندر
قوافل الشهداء تكبر يوما بعد يوم على أرض سوريا دفاعا عن الدين والعرض والأرض ....
سؤالي لحضرتكم: من هو الشهيد ؟؟
ما هي منزلة الشهيد ومكانته وكرامته عند الله العلي القدير؟
هل يعلم الشهيد بأحوال أهله ويطلع عليها وهل يشفع لهم ؟
ما هي أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله والأئمة الطاهرين الواردة بهذا الخصوص؟
أسألكم الدعاء بالصبر، ودمتم في حفظ الله. 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

قيل في سبب تسمية الشهيد أقوال:
  » لأنّ الله وملائكته شهودٌ له في الجنة.
  » لأن ملائكةَ الرحمِة تشهَدُهُ، فهو شهيدٌ بمعنى مَشهودٌ.
  » لأنّه يَشهد ما أعَدّ الله له من الكَرامَة وغيرها لا يشهدها إلى يوم القيامة.
وكل هذه التفاسير تؤول إلى قداسَة الشهيد ومَكانته عند الله.

  والشهيدُ: هو الذي يَستشهدُ في سبيل الله دفاعاً عن دينهِ وأرضهِ وقضيّتهِ العادلة، إلى ما هنالك مِمّا يُضاف إلى القِيَم الإيمانية، قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران:169].

ومنزلةُ الشهيدِ عندَ الله رفيعةٌ تُظهرها لنا هذه الآياتُ المُحكمات:
  » قال تعالى: ﴿ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً ﴾ [النساء:69]
  » وقال جل من قائل: ﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [الزمر:69]
  » وقال تبارك وتعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ [الحديد:19]

  وبناءً على ما تقدّم نعرفُ عظمةَ الشهادة وسُموّها، ومَكانةَ الشهيدِ عندَ الله حيث قَرَنَهُ مع الأنبياء والصِدّيقين، ونَتيقنُ أنّ هذه الدرجةَ من أرقى درجاتِ العِبادة، لأنّ الشهيد بِبَسالتهِ وإيمانهِ يَختصر المَسافات الشاسِعَة في أيسر سبيلٍ لبُلوغِ الغايَة، فهو يَرى الأشياءَ رُؤيةً صحيحةً لا لبسَ فيها، فيَتجاوزُ ما تعَلّق به الكثيرون، ويَقتحِمُ ما أحجَمَ عنه القاصِرون.

  والشهادةُ: من صلبِ الإسلامِ الحَنيف، لأنّها نتيجةُ الجهادِ المُقَدّس الذي شَرّعَهُ الله تعالى في كتابِهِ، وهو الدّفاعُ بإيمانٍ وصدق عن الدّين والأرضِ والعِرضِ والكَرَامَة، وهو بابٌ من أبوابِ الجَنّة لِمَن تَمَسَّكَ بِهِ نَهجاً وسُلوكاً لتحقيقِ الغاياتِ النبيلة التي شُرع من أجلِها، ولهذا فهو أيضاً من صلبِ الحَياة الإنسانية، فالدفاعُ عن الوجودِ والحدودِ والنفسِ حقٌ أَقَرّتهُ الشرائعُ السَماوية، والقوانينُ الفلسفيةُ الرّاقية، والنُظمُ المدنية المُستوحاة من السُنَنِ الإلهية، ولهذا فهو من صلبِ الحياة الإنسانيةِ الكريمةِ، وقيمةٌ مُثلى لا يُمكن التخلّي عنها، لأنّها رُسّخَت لدفعِ ما يُناقِضُها من الرّذائِلِ التي تأباها النفسُ الحُرّةُ الكريمةُ المُتفاعلة مع الحقيقة.

  والشهيدُ: يَعلمُ أحوالَ أهلهِ، والله سبحانه وتعالى يُطلعه على ذلك كَرامةً ومِنّةً، ويَشفع لهم وتُقبَلُ شفاعتُهُ عِندَ الله تبارك وتعالى، وقد أكّدَت الروايات عن المعصومين عليهم السلام بأنّ المُؤمن يَشفعُ لصالحي إخوانِهِ.

والأحاديثُ الواردةُ بحقّ الشهيد عن النبي والمَعصومين كثيرةٌ نَختصرُ منها هذه الباقة:
  » قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فوق كل ذي بِرّ برٌ حتى يُقتل الرجل في سبيل الله، فإذا قُتِلَ في سبيل الله فليس فَوقه برٌ.
  » وعنه صلى الله عليه وآله: أشرفُ المَوتِ مَوتُ الشهادة.
  » وقال الإمام الصادق عليه السلام: من قُتل في سبيلِ الله لم يُعَرّفه الله شيئاً من سَيئاتِه.
  » وقال رسول اله صلى الله عليه وآله: مَن طلبَ الشهادة صادقاً أُعطيها ولو لم تُصِبْهُ.
وأحاديث كثيرة تبين فضل الشهادة والشهداء. 2

حسين محمد المظلوم
6\1\2014



هنا إعلان هذا الموضوع على صفحتنا في الفايسبوك.